الجزء السادس

34.1K 592 8
                                    

حملها ياز بين ذراعيه و اتجه إلى الغرفة الوحيدة في المنزل...وضعها على السرير و غطاه بالشرشف...
ياز: اهدئي و نامي ... سوف أرى ما خطب المدفأة...فالمكان شديد البرد...ثم خرج
عاد بعد بضع دقائق...اغلق الباب وبدأ يخلع ملابسه التي كانت مبللة كليا ووضعها على كرسي لتجف...لم يترك سوى قطعة صغيرة لستر عورته
ثم اتجه إلى السرير وانغطس فيه ملفا الشرشف على جسمه المرتعد بردا....
ياز: الم تنامي بعد؟
هزان:ما خطب المدفأة؟فانا لا زلت اعشر بالبرد؟
ياز: يبدو انها معطلة... لاكن حسنا لم يكن في الحسبان ان نقضي الليلة هنا...
هزان:ماذا حصل اذا؟
ياز: وانا في طريق العودة علقت سيارتي في الوحل بسب الامطار الغزيرة..فاضطررت ان اتركها وارجع مشيا على الأقدام..حتى انني اصبحت مبللا من راسي إلى حداءي...امل ان لا يصيبني برد...فلا يوجد هنا اي شيء للعلاج ...ولا حتى سيارة لتقلني إلى اقرب
مستوصف
هزان: لا سمح الله.. ارجو ان لا تمرض
نظر اليها ياز بدهشة.. تم قال و هو رافع حاجب
ياز: اتخافين عليا يا زوجتي الحبيبة...ثم قهقه من الضحك... و واصل ساخرا: انا اقول بما ان المدفأة معطلة... و ان كنت حقا لا تريديني ان امرض... فيمكننا.... ثم اقترب منها و وضع انفه على رقبتها... وهمس بصوت خافت
باز:يمكننا..ان نتشارك حرارة أجسامنا...انت تدفئني.... وان ادفئكي...انظر هكذا...ثم وضع يده بين فخديها
انصدمت هزان من جرأته و سخريته انه يستخف بها...ا لم يقل انها لن تكون زوجته في الفراش... وانها ستعيش في منزله كالخادمة...ماذا يحاول ان يفعل الأن ..أوى يضن انها باشارة منه ستسلمه نفسها...انه وقح!
ابعدت هزان يده و انتفضت من الفراش....اخدت وسادة و لبست معطفها و انسدحت فوق كنبة صغيرة بالقرب من النافدة
ياز: هزان! عودي إلى الفراش...سوف تبردين
هزان: لا اضن..افضل قضاء ليلتي هنا...
ياز: كم انت عنيدة...حسنا لقد حدرتك...سوف تندمين ثم أطفأ المصباح و غطى في النوم
استيقظت هزان...وهى تحس بالم شديد كل قطعة في جسمها تؤلمها...ارادت ان تنهض ولكن معطفها كان ثقيلا وكانه مبلل...حتى ملابسها كانت مبللة و ملتسقة على جسمها...انها الرطوبة...التى تسربت طوال الليل من النافذة...نظرت إلى السرير فوجدته فارغا...لقد غادر...فارادت ان تستلقي في الفراش و تتغطى جيدا لتدفئ جسهما المرتعش من البرد...استجمعت قواها و نهضت ..خطت خطوة اولى...ثم ثانية...و فجاة عمى الظلام...
عاد ياز إلى الغرفة و هو في مزاج سيئ...مازال يتذكر عنادها ليلة البارحة...يجب ان تتعلم اطاعته...انها تفقده صوابه بتعجرفها..لسيما عند رفعها انفها الصغير الى الاعلى...و كانها تحارب العدو...سوف ترى من هو الآمر و من هو المأمور..ما ان فتح الباب حتى نسي كل عزيمته في الانتقام منها...كانت ملاقاة على الأرض تجث كجثة هامدة!
ياز : هزان! ثم هرع إليها و لمس جبينها...كانت محمومة كالبركان صرخ باعلى صوته :جهان...تعالى بسرعة و ساعدني...لقد فقدت السيدة وعيها
كانت...تسبح في مياه البحر الطقس جميل.. و البحر هادئ...فجاة وجدت نفسها على تل الجبل...كانت تضحك وتجري لتختبئ....لقد امسكتك...استدارت و رأت وجهه ...لا .. انه هو قدرة...اصبحت تجري لتهرب منه...سقطت في البحر مجددا.. كم تشعر بالانتعاش...صوت يخاطبها من لا مكان...اشربي...اشربي حبيبتي...
تم راته ابي...اهذا انت؟كم اشتقت اليك ؟ لماذا تركتني وحدي؟... ثم العمة جميلة...انت ايتها الكسولة..الى من سلمت نفسكي...من والد طفلكي؟....لا اعرفه...لقد اخدني بالقوة....ثم قدرة انت مجرمة...لا لست مجرمة.....الماء مجددا...انها تشعر بالانتعاش.....اشربي...اشربي صغيرتي.......الظلام مجددا
فتحت هزان عينها ببطئ...كانت تشعر بضعف شديد...كانها اخترقت بقطار سريع...ما الذيي جرى؟ تحركت قليلا...فاذا بياز يقفز من الكنبة ويهرع نحو السرير...هدءى من خطواته لما رأها فاتحة عيناها....اقترب وجلس على السرير بالقرب منها...
كان يبدو متعبا...علامات الإرهاق على وجهه...شيء غريب وكأن اصبحت لديه لحية.....لقد أهمل نفسه لم تره ابدا هكذا!
ياز:كيف اصبحت؟ تبدين احسن!
هزان: ماذا حدث؟ انا اتذكر فقط انني كنت اود ان اذهب الى السرير...و بعدها...لا اعرف؟
ياز: لقد اغمي عليك...ووجدت ملقاة على الارض...ثم لمس جبينها...وقال: الحمد لله...لقد نزلت حرارتك....كنا نحاول تخفيضها منذ ثلاثة أيام
هزان برعب وهي تمسك بطنها:ياز الجنين...هل فقدته؟ هل مات طفلي؟
وضع ياز يده بحنان على بطنها: انه يعيش حبي..مازال متمسكا بأمه
عندئذ طرق الباب..فامر ياز الطارق بالدخول...كان جهان وهو يحمل غداءا للمربضة...وضع الاكل فوق طاولة بالقرب من السرير..ثم قال جهان: الحمد لله على سلامتك يا سيدتي...لقد اخفتنا...ثم نظر الى ياز وقال: السيد ياز لم يفارقك لثانية...وقد أسر ان يهتم بك بنفسه...حتى انظر منعني من دخول الغرفة للترتيب ..وان لم كنت ستستيقضين اليوم.....لم يكمل جهان كلامه قاطعه ياز قائلا
ياز: شكرا جهان يمكنك الخروج
بعد أن خرج جهان...اخد ياز ملابسه ليغير التى اعارها جهان له و هم بالخروج
هزان:إلى أين؟
ياز:ساغير ثيابي في الحمام ...ثم خرج
بقيت هزان تناظر الباب...ثم اخذت سترته التي تركها على السرير...شدتها إلى صدرها وهي تشتم رائحته عليها...عانقتها و نامت

عندما يهدئ الإعصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن