الجزء الأول

81.1K 796 13
                                    

هزان فتاة في مقتبل العمر عاشت بداية حياتها مع والدها الذي كان يحبها اكتر من كل شيء حيث انه كانت تذكره بوالدتها المتوفاة عند انجابها . يقال ان ام هزان كانت من اجمل النساء في اسطنبول و هزان ورثت علاوتا على الجمال طيبة القلب و رقة المشاعر
انتهت هزان من تكنيس الأرض و جلست عل كرسي لترتاح قليلا بعد نهار شاق قضيته في تنظيف منزل عمها علي الذي أصبح .
.عائلتها الوحيدة بعد وفاة والدها عامين من قبل
تذكرت هزان كيف تحولت حياتها من النعيم إلى الجحيم كيف اقبل والدها على الانتحاربعد ان خسر كل ثروته في ليلة وضحاها بسب لعبه القمار كيف انقضت الصحافة على الخبر آنذاك...كيف في وسط تلك الزحمة جاء عمها علي الذي لم تعلم عن وجوده أبدا والذي بالكاد تعرفت عليه وعلى زوجته السيدة جميلة واسرع بإعلان صلة القرابة بينهم طمعا بتحصيل شيء من الميراث الذي تبخر كله بعد تسديد ديون والدها المتوفي لم يتبقى لها من والديها سوى صورة لهما في يوم زفافهما
عادت هزان الى أرض الواقع بعد أن تلقت ضربة على كتفها وهي تسمع زوجة عمها جميلة تقول
جميلة: انت أيتها الكسولة هيا انهضي من سمح لكي ان تجلسي لما لم تكمل عملك بعد لقد اقترب الوقت و انت لم تكلمي بعد تنظيف المطبخ ماذا فعلت لله كي يسخطني بكسولة مثلك...ا تفي
نظرت هزان إلى العمة جميلة وهي تحك كتفها من اثر الضربة وهمت بالنهوض ولكن سرعانما تعترث وسقطت على الأرض بسبب طول فستانها الذي في الأصل هو فستان العمة جميلة التي كان جسمها يعد ثلاثة أضعاف مقارنة بجسم هزان النحيف ....فهي أصبحت لا ترتدي سوى ملابس العمة القديمة ترقعها كيف ما كان المهم ان تستر نفسها لأن زوجة عمها لا تسمح لها بشراء فساتين او ارتداء شيء آخر.
هزان:آسفة لقد أوشكت على الانتهاء
جميلة: هيا اسرعي فقد يمكن أن يصل في اي وقت...كم انا سعيدة فلم أرى ابن اخي منذ سنين انه الوحيد الذي تبقى لى من عائلتي فلو لاه لما كنت مقطوعة من شجرة....انا فخورة به كثيرا أتعلمين ان لديه افخم متجر للالبسة في اسطنبول ...كل نساء الطبقة الراقية يتسابقن على ارتداء ازياء متجره ......ولاني لا اريده ان يشمئز من منظرك فاسمح لكي اليوم و اليوم فقط ان ترتدي فستانك ذاك... ...نعم انت تسمعين جيدا اذهبي و نظفي وجهك وارتدي الفستان
اسرعت هزان بالخروج من المطبخ وعلى وجهها دهشة و ابتسامة خفيفة... فهي لا تصدق ان عمتها تسمح لها بأن تخلع ثيابها المقرفة اللتي لم ترتدي غيرها منذ عامين...منذ أن وطأة اقدامها منزل عمها
جهزت هزان نفسها وهمت بارتداء الفستان لكنها لاحظت انه ضيق بعض الشيء ويبرز نهديها كثيرا فقد تحول جسمها من مراهقة إلى امرأة في غضون العامين...ماذا تفعل فبالرغم من خجلها فانها مضطرة ان تلبسه...ولم تنسى ان ترفع شعره الطويل و تلفه باحكام فعمتها لا تريدها أن تترك شعرها حرا منسدحا على ظهرها لطالما فتن شباب القرية بشعرها الأسود اللامع النازل بسلاسة على خصرها
عم المساء وحان وقت العشاء جلس الجميع حول الطاولة العم علي زوجته وابن أخيها قدرة
جميلة: كيف حالك...اشتقت اليك....لما لا تأتي لزيارتي ابدا؟
قدرة: انا رجل مشغول فليس لدي وقت كما تعلمين عملي اتسع وأصبحت الطلبات تتزايد أكثر و أكثر.... ها ها ها...
ما ان اتم كلامه رامق هزان بنظرة خبيثة...وهو يركز على نهديها البارزان من فستانها الضيق..احست هزان بنضراته وشعرت بتوتر فهو ليس بالشخص الذي تحلم به الفتيات بالرغم من غلاء ثيابه و هيئته الفاخرة فان التصنع في كلامه و حركاته يدل على انه ليس بالشخص الذي يحاول اقناع الناس بكونه
قدرة:دعكي مني يا عمتي واخبرين عن الجميلة هزان! كيف لم تزوجيها بعد القرية صغيرة ولكنني متاكد ان كل الشباب متيم بجمال مثل جمالها!
جميلة: نعم انا متأكدة ان الشباب لن يغوتو فرصة للهو ! لكن لا أحد سيود الزواج بفتاة بلا جهاز فانت تعلم هي لا تملك فلسا وانا لن اصرف برغوتا لاشتري جهاز عروس لها
قدرة: انا أود أن أساعدك يا عمتي فارى ان تكون على الأقل فائدة من هزان فقد سمعت انها تعلمت في أرقى المدارس في اسطنبول فحتما يمكنني أن أجد لها عملا هناك وستبعت براتبها لكي
عقب كل شهر ما رأيك يا عزيزة هزان؟
نظرت هزان إليه بسعادة وابتسمت ولكن سرعانما صفقتها جميلة بضربة على ذراعها
جميلة:ما ان سمعت انك ستتركين القرية وتذهبين للعيش بمدينة البلاء تلك أصبحت تبتسمين اوا تضنين ان اصدقاء والدك لازالو يتذكرونك ! ها ها ابدا لا تحلمي فانت اصبحت نكرة والطبقة الراقية لا ينظرون اليك
استيقظت هزان على صوت زمارة السيارة لم تعلم كم من الوقت غفت وما ان ادارت راسها وجدته يحدق بجسمها بخبث و انتابها ذالك التوتر مجددا ولكن رغم كل شيئ فهي ممتنت له لاخراجها من ذالك المكان الذي لم تعتبره منزلا لها ابدا
قدرة:لقد اوشكنا على الوصول لا تقلقي انا متاكد اننا سنتفاهم كثيرا يا عزيزتي
هزان:انا اشكرك كثيرا على مساعدتي ومنحي فرصة لابدا بحياة جديدة في المدينة التي ترعرعت فيها فعلى الاقل يمكنني زيارة والدايا في المقبرة
رد عليها قدرة بابتسامة ووضع يده على معصمها ثم قام بوضع شفتيه السائلة باللعاب على يدها لتقبيلها. تداركت هزان الوضع و أبعدت يدها وجسمها قدر المستطاع عنه
نزل كلا من قدرة و هزان من السيارة ودخلا المتجر...اتسعت عينا هزان من الدهشة فهي لم ترى منذ زمن طويل ثيابا انيقة مثل هاته لأول مرة اقتنعت بكلام العمة جميلة بدون شك أن المتجر تتراود عليه ارقي نساء اسطنبول
بعد جولة في المتجر اتجها نحو الباب الخلفي وصعدا الادراج إلى الطابق العلوي حيث الشقة التي يعيش فيها قدرة
أشار قدرة إلى إحدى الغرف وقال:
قدرة:يمكنك استعمال هذه الغرفة إلى حين تتمكنين من استاجار مكان خاصا بك.....هنا يوجد كل ما تحتجينه وانصحك بأن تستحمي وتلبس هذا الفستان من إحدى مجموعات الخاصة .... انتضرك على طاولة العشاء اسرعي قليلا فانا جائع
ما ان اقفلت الباب حتى اخدت هزان الفستان ووضعته على جسمها لم ترى اجمل وارقى منه في حياتها حتى لما كانت تعيش في رقي
تحممت هزان في الحمام الواسع واغرقت نفسها في الماء الدافئ وكانها تزيل بؤس السنتين التي قضتهما تعيش في بيت عمها احزانها...جوعهها...بردها....خجلها...خوفها....وحدتها وظلامها كله يزول بزوال الماء...على الاقل هذا ماكانت تعتقد
بعد الحمام احست نفسها خفيفة كزهرة ربيع تفوح منها أزكى العطور فتحت الخزانة ووجدت كل ما تحتاجه امراة كي تبهر الرجال مساحيق ...عطور ....احدية... حقائب وحتى من الحلي والمجوهرات...لم تتجرئ ان تلمسها من غير اذن ولكن لم تهون ان تلبس الفستان بملابسها الداخلية القديمة فاستعارت هذه فقط وحداء انيقا ذو كعب متوسط الارتفاع ارتدت الفستان و الحداء وهمت بتجفيفي شعرها اسلدته على كتفها فانبطح ليصل خصرها في شكل أمواج متوازنة
نظرت هزان إلى المرآة فلم تتعرف على نفسها حتى أصابها بعض الخجل فقد حولها الفستان إلى امرأة ساحرة الجمال وكانه صنع من أجلها على مقاسها ولكنها توترت من مضهرها فالفستان يبرز كل مفاتنها من عنقها....لضهرها...لنهديها وحتى خصرها وبعض من فخدها من الفتحة
تشجعت وخرجت من غرفتها توجهت إلى صالة الطعام واذا بقدرة في انتضارها ما ان عتبت الباب
قدرة: كنت أعلم أنك جميلة فذالك كان واضحا...ولكنكي فقت كل المقاييس فانا لم أرى افتن منك مع العلم انني البس اجمل نساء المدينة!
هزان:اشكرك ولكنك تبالغ قليلا
قدرة:لا يا صغيرة فانا حقا اعي ما اقول
جلسا حول المائدة وبدات ااخادمة بتقديم النبيد و الاطباق شرعت هزان بالاكل ومن جوعها لم تنتبه إلى نظرت قدرة فلو رفعت راسها في تلك اللحظة لفهمت المغزى من كل هذه الطيبة
انتهى العشاء فقررت ان تذهب الى النوم مباشرة فالسفر قد ارهقها...سمح لها قدرة بالمغادرة
ذخلت غرفتها وبقيت تتطلع على نفسها في المرآة كم تبدو الحياة لها جميلة و الأفق سعيد...لم تحلم ابدا انها ستشعر بسعادة مثل هته لسيما بعد وفاة والدها...... لم تشعر هزان بتسلل قدرة المفاجئ إلى غرفتها...واذا به يشدها من خصرها ويلسقها بجسمه ضهرها على صدره أرادت الهروب من قبضته دون جدوى
هزان:سيد قدرة ماذا تفعل... أتركني
قدرة: ابدا....او ربما سابيعك لاحدهم عندما اشبع غريزة منك....ها افى تضنين اني حقا انتشلك من بؤسك من دون مقابل...لا يا حلوتي فهدفي الوحيد هو أن اتدوقكي قبل الاخرين
هزان:انك وحش ماذا تهدي فانا لا يمكن أن أكون لك
بدأت المعركة بينهما دافعت هزان بشراسة على نفسها... ولكنها أضعف منه ولا يمكنها التغلب عليه...اخدها بين ذراعيه وهم لتقبيلها غنوة و بعنف شديد ...فبدات تستسلم الأمر الواقع....انبطحت على الأرض فاستغل الفرصة وانسدح فوقها بكل قوته فاخدت تدير وجهها يمينا ويسارا و الدموع تعمي عيناها فجأة اوهي تسحب يديها أحست بشيئ بارد وصلب واذا بها ترفع سكينا كان أمام طبق الفواكه الذي كان على الطاولة قبل ان تنقلب اثرى المعركة......فلم تجد نفسها الا وقد غرزت السكين في جسد قدرة ...الدهشة أولا تم الخوف الشديد صيطر عليها وهي تشاهد بقعة الدم تكبر على صدره
هزان مع نفسها: يا إلهي ماذا فعلت لقد قتلت رجلا! يا إلهي سوف السجن...سوف أعدم...لا احد سيصدق انه اعتدى عليا فانا نكرة لا أحد سيعطيني الحق او يفهم انني وقعت في فخ واضطريت للدفاع عن نفسي....ماذا أفعل...يجب عليا الهروب من هنا يجب أن أغادر إلى أبعد مكان...الى بلد آخر...مدينة أخرى
اخذت هزان حقيبتها الصغيرة وخرجت من الغرفة وهي تجري وتلهث....نزلت الادراج و فتحت الباب الخلفي لتجد نفسها في المتجر .....احست كان شخصا يراقبها فاستدارت ولكن ليس هناك أحد .....فاسرعت إلى الباب وخرجت إلى الشارع.....
كانت ساعة متقدمة من الليل والظلام الحالك يعم الشوارع....اخدت هزان تجري بين الازقة لا تعرف اين تذهب ....مشت تم جرت وأعادت المشي إلى ان خانتها قواها وتوقفت لتجد نفسها قرب الساحل رائحة يود البحر تعم المكان.... لم تتذكر كم من الوقت بقيت واقفة تنظر إلى الأفق حتى أخرجها من سباتها صوت شخصين بالقرب منها .....
اردال:انظر انها جميلة...سوف تعجب القبطان رضا:انها ساحرة الجمال سوف يفرح كثيرا ان احضرناها له....كم احسد القبطان...فانا أن كان لدي مال مثله لكنت دفعت دون استثناء لاحضي بليلة ساخنة مع هذه الحسناء
اردال:كفاك حمقات هيا قم وهيا بنا تأخذها عند القبطان ما ان رأتهما هزان عرفت انها انكشفت وان هولاء هم من الشرطة وجاءوا لاخدها إلى السجن لانها قامت بقتل السيد قدرة
...فتبعتهما هزان دون نقاش هي مجرمة وعليها دفع ثمن تمردها
وصل اردال ورضا الي المارينا حيث يوجد يخت الايقمانز...صعدا الثلاثي الي اليخت
هزان مع نفسها ايعقل ان يكون مقر الشرطة ...لا مستحيل.. او ربما يكون مقر أحد القضاة في إجازته واضطر ان يعمل معها لاقفال القضية والعودة إلى إجازته...ففي ضل الصدمة التي تعيشها لم يكن باستطاعتها ان تفكر بطريقة منطقية
نزل الثلاثي السلم و وصولو إلى غرفة ثم دق اردال الباب......
تفضل......!كان صوت رجل ولكن ذو نبرة مميزة هذا ما علق في ذهن هزان
اردال:سيدي لقد احضرناها!
استدار الرجل.....ونظر إلى هزان....تحولت فجأة عيناه إلى لهيب....
من اين عثرتم على هذا الجمال لابد انكم بحتثم مطولا لايجادها
اردال:لا بالعكس يا سيدي وجدناها تنتظر ولم تناقش او حتى تتفاوض معنا على أجرتها...
بعد أن خرج رضا و اردال بقيت هزان واقفين وسط الغرفة راسها منحني على الارض تشد حقيبتها إلى صدرها باحكام
تقرب الرجل و قال: انك حقا فاتنة..لننعرف قبل كل شيء اسمي هو ياغيز ايقيمان ولكن أصدقائي ينادوني ياز ..وانت ما هو اسمك أيتها الحلوة؟
لم تتجرئ هزان من النظر إلى الرجل....فاخذ يدور حولها ويركز في كل تفاصيل جسمها....
.... ياز: انا حقا مندهش! كيف لحورية مثلك ان تتجول وحدها و سمعت انك لا تتفاوضين؟ شيء محير حقا.. ربما لم أتى إلى اسطنبول منذ زمن طويل فقد تغيرت عادات الليالي الساخنة
قال هذا وهو يرفع راسها لتناظر عيناه
هزان مع نفسها : يا الأهلي ما هاته العينان وكانه ينظر الى روحي من الداخل....
ابتعد قليلا ونزع ساعته ووضعها على الطاولة جنب السرير...وهو لا يزال يحدق بهزان
تشجعت هزان و رفعت راسها لتجد نفسها في غرفة نوم داخل اليخت نظرت إلى السرير تم إلى ياز الذي كانت تعلوه ابتسامة خبيتة
ياز:وانا ايضا متحمس يا حلوتي!!
هزان:ماذا تقول؟انا لا افهم يا سيدي؟
ياز:أرى أنه يمكنك التكلم...ضننتك خرساء لبعض الوقت...حيث عرفتك على نفسي و لكنك لم تفعل
هزان:اسمي هزان شامكران
ياز:اه هزان كم هو اسم لطيف و يليق بك..فالتعلم هذا انا اعشق فصل الخريف
قال هذا وهو قريب جدا حتى انها أحست بأنفاسه على شفتيها....
فجأة اخد منها حقيبتها ورماها ارضا ارتعبت هزان ومشت خطوة نحو الباب فمسكها من يدها وجلبها إليه بقوة وقبلها بشغف..تعمق بقبلته إلى أن أحست لسانه يلامس لسانها...لم تتوقع وسط كل هذا الرعب و التوتر و الاستفهام ان تشعر بالاتارة فقد لا حظت كم هو رجل وسيم ذو عينان بلورتان كأنهما مرآة او زجاج علاوة على ذالك جسمه رياضي وهو طويل القامة ثيابه انيقة و عطره رجولي مزيج من رائحة العطر و التبغ
ها هو الان ينزل إلى عنقها و يقبله قبلا ناعمة.....استعادت هزان نفسها و دفعته بكل قوتها ما ان ابتعد حتى سقط فستانها ارضا حين استغل الوضع لفتح ازراره
هزان: ماذا تحاول ان تفعل؟
ياز:ها...اعلمي يا حلوتي انني ابدا لا احب ان أضيع الوقت...انا عطشان وانت من ستروي ضمئي

عندما يهدئ الإعصارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن