الحلقة الثالثة

22 1 2
                                    

الحلقة الثالثة
بقي السيد أدهم في المنزل بينما سارعت السيدة ليلى في ذهابها إلى مركز الشرطة والخوف بدأ يملئها ولكنها لا تحاول إظهار مشاعرها إطلاقا كانت تسيطر على كل احاسيسها ومن المعروف أن قلب الام على ولدها مهما كانت قاسية وجافة في تعاملها معهم ، إلا ان تصرفاتها الدائمة أعطت لدى أبنائها ومحيطها بأنها بلا قلب وانها لن تقلق عليهم إذا حدث لهم مكروه صحيح ان سيدة ليلى إمرأة حقودة للغاية وإذا كرهت احد فتحول حياته لجحيم إلا أنها من ناحية اولادها عند وقت شدة تكون اول الاشخاص القلقين عليهم بينما كانت هي في سيارة متوجهة لمركز الشرطة كانت ألمى في منزل غريب مستلقية على الفراش وجسدها مملوء بالضماد لتفتح عينيها من كابوس كان على وشك أن يأخذها من هذه الحياة وهي مازالت طفلة لتنظر إلى جانبها فترى إمرأة في الإثنان وأربعون عاما من عمرها تجلس بقربها وهي تدعي ممسكة يدها ويبدو عليها القلق
ألمى : هل ..... لي ....أن أعرف أين أنا ؟
كانت تتحدث بشكل متقطع وبطيئ للغاية
الإمرأة : أنت في منزلي الآن حمدا لله على سلامتك
كانت الدموع على وشك أن تفيض من عينيها وكأنها كانت تعتبر ألمى بمثابة طفل من اطفالها حتى كان الخوف يملئها
ألمى هنا كانت تفكر ماذا ستفعل الآن بشأن حياتها
سألتها السيدة عن إسمها هنا خطرت ببالها فكرة فكرةٌ كان من الافضل ألا تفكر بها إطلاقا
ألمى : لا اعرف أنا لا أتذكر أي شيء أعرف فقط انني تعرضت لحادث وانا في طريق فقط
السيدة : اه يا إلهي معقول لا تتذكرين اسمك ولا حتى اسم أي شخص يخطر لك
ألمى : لا لا أتذكر
كانت فكرة لئيمة بعض الشيء فكرة ستسبب كارثة فعلية مع مرور الوقت حيث قالت هذا الكلام لأنها تشعر بالنقص كانت مستاءة لانها حتى بعد تعرضها لهذا لم يكن احد بجانبها سوى الغريب فكانت تريد أن تلقنهم درسا ولم تعلم أنها ستتأثر بهذا أيضا
بعد ساعات عادة ليلى مع بذوغ الفجر لتدخل إلى منزلها وهي منهكة ومرهقة للغاية تضع حقيبتها على يد الاريكة وتستلقي على الاريكة المجاورة امام التلفاز بينما البقية في غرفهم بعد كل ماحدث لم تشعر ليلى بالندم إطلاقا ولم تحاول حتى ان تحمل نفسها المسؤولية لكنها كانت حزينة لانها لا تعرف اين هي إبنتها ولماذا حدث هذا معهم غطت في نوم عميق معلنة إنتهاء يومها الذي استمر ٢٤ ساعة متواصلة دون نوم
اما لدى عائلة السيد تامر كان إبنه زياد جالساً  على ضوء هاتفه يكتب في مزكراته حتى لا ينير الاضواء فوق شقيقه الصغير رامز وهو نائم كان يكتب عن كل لحظة قضاها مع شيرين كان يفكر ان يذهب في صباح الغد إلى منزلها لكن خشية أن يعلم اهلها وتنزعج من تصرفه ألغى هذه الفكرة علما انه منزعج ومتدايق فقط يريد رؤيتها وفهم سبب عدم الرد عليه هو لم يخبر شقيقه انها اصلا لم تعد ترد عليه وان هذا هو السبب الاساسي لغضبه انهى كتابة بعض اللحظات التي قضاها معها وخرج قليلا إلى الشرفة لا ستنشاق الهواء وبيده هاتفه وسماعاته التي يستمع بواسطتها إلى الموسيقى الهادئة بينما أمه السيدة اميرة لم تنم وهي تقوم بتصحيح أوراق امتحانات الطلاب ووالده نائم لدى أحد أصدقائه الليلة بينما كان زياد واقفا على شرفة غرفته كان شقيقه يتمتم وهو نائم ليقترب منه زياد وينزع السماعات من أذنه ويحاول سماع تمتمته لكن لم يفهم شيئا فقال في نفسه انه غدا صباحا سيقتله اذا كان قد اخرج اقراص افلام الرعب الخاصة به وشاهدها وحده حتى اصبح يتمتم هكذا تراجع إلى حيث كان واقفا هنا بدأ شقيقه بالصراخ قائلا دعوني دعوني ارجوكم اتركوني كان يبكي وهو نائم هنا اضتطر زياد لايقاظه من نومه
زياد : استيقظ ماذا بك
هنا قام رامز بعناقه وهو يبكي بشدة
زياد : مادا بك هل انت بخير هل كان كابوسا
رامز : اجل كان كابوسا فظيعا
زياد : ماذا رأيت ؟
رامز : لا استطيع ان اقول لك تصبح على خير
لف نفسه بالغطاء واستلقى مجددا وهو يبكي
زياد : انت متاكد انك لا تريدني ان انام بجانبك
رامز : لاااااا لم أعد طفلا
زياد : اذا توقف عن البكاء لاجل كابوس تافه
بينما كان يبكي ويرفس نظر زياد إلى قدم رامز ليرى عليها كدمات هنا شعر بإحساس غريب وكأنه يخفي شيء عنهم شيئاً خطيراً
مع العلم أن رامز طفل مرح للغاية وبريئ لا يحب المشاكل ودائما يقول لشقيقه زياد كل مايصادفه في المدرسة إلا أنه في الاونة الاخيرة كلما يعود من المدرسة لايقول له شيء مما حدث معه حتى عندما يسأله يقول لا شيء جديد هذا ماجعل زياد يقع في دوامة من الشك والحيرة
مع حلول الصباح توجه زياد لغرفة والديه وقرع الباب
الام : تفضل
زياد : هل ذهب ابي لعمله
الام : اجل لماذا
زياد : عظيم أريد ان نتحدث قليلا
الام : تفضل اخفتني ماذا هناك هل فعلت شيئاً سيئاً
زياد : لا لكن الم تلاحظي شيئا غريبا في الأونة الأخيرة
الأم : شيئاً مثل ماذا
زياد : رامز يتصرف بغرابة لم يعد يتحدث كثيرا واصبح يبكي في الليل كثيرا وكأنه يعاني من مشكلة
الام   :لااااا لا تقلها من الذي أحزن كتكوتي الصغير
زياد : لا ادري
الأم : إسئل شقيقتك سلمى لعلها تعرف شيئا بهذا الخصوص
زياد : لا تعرف شيئ لو كانت تعرف لما جئت إليك
الأم : بسيطة لنراقب تصرفاته اكثر وبعدها سنفكر ماذا سنفعل
المشهد التالي في الفيلا
حيث تجلس السيدة ليلى على الاريكة وتدخن وبجانبها محامي والسيد أدهم جالس على الاريكة المجاورة مع ابنه يزن
يزن : أمي منذ متى تدخنين ها
الام : منذ اليوم
المحامي: ايا يكن سأبحث أكثر في قضية إبنتك
الام : أه ولا تنسى كلما سارعت في حل هذه المشكلة كلما كان المبلغ أكبر فهمت علي أليس كذالك
المحامي : أنا الذي أفهم عليك.
المحامي : وداعا الان
الام : اغلق الباب خلفك
الأب : على ماذا ستدفعين له أكثر هاا
الام : على الاقل قبل مساعدتنا
الاب : اجل تقصدين ضحك علينا
الام : إذا احتجتم لاي شيء فستجدونني عند بيت صديقتي اتفقنا
يزن : امي حتى في هذا الوضع ستذهبين
الام : يعني لا يجب أن أتنفس هااا هل يجب ان انتظر المجهول
يزن : لا ادري لكن لا اعرف ماذا سأقول لك
الام : إذا إخرس
الاب : اجل إذهبي الان تريدين إستنشاق الهواء الذي يسمعك يظن بأنك تموتين من كثرة العمل في المنزل انت حتى لا تطبخين تجعلينا ناكل طعام اعدته خادمة ليس لك علاقة بأي شيء
الام : إلزم حدودك انا ذاهبة
تخرج وتغلق الباب بقوة ورائها
الاب : أترى هذا يابني إنه دلال الزائد والعين الفارغة هذا مايفعل بالمرء
يزن : ساذهب كي استحم سلامات وايضا لا ترتقوا ابدا إتفقنا إبقوا على شجاراتكم الدائمة ولنرى إلى أين سنصل
كانت رنيم تبكي في غرفتها بحرقة وتتحسر على الايام التي كانت تلعب بها مع ألمى
بينما ألمى الآن إتخذت قرار عدم العودة والبقاء في ذلك المنزل الغريب مع إمرأة متزوجة ولديها إبن واحد فقط بعمر ال ٢٣عاما تظن بانها بهذه طريقة ستحصل على اهتمام أكثر و تعيش على أمل أن يعثر عليها أهلها بعد فراق ربما سيدوم طويلا إلا أنها تستطيع العودة وهي لا تريد فعل ذلك
في الساعة الثالثة ظهرا يعود رامز لمنزله وشقيقه زياد يتسكع مع أصدقائه كالعادة
جلس رامز على طاولة المائدة وحده لا يوجد أحد في المنزل ف سلمى عند بيت خالتها
بينما هو جالس وصحن المعكرونة أمامه يرن هاتف المنزل يجيب رامز على الهاتف
رامز : مرحبا
شيرين : أخبر شقيقك قليل الذوق أن يلقاني عند السادسة مساء وانها آخر فرصة للقاء مختل من أمثاله فهمت انتم عائلة لا تستحي على نفسها وتغلق بوجهه الخط دون أن يلحق أن يقول كلمة
رامز : أه حتى أنت يا أخي كذبت علي في أمر تافه كهذا لماذا لم تقل أنها لم تعد تريدك مازالوا يعاملونني وكأنني طفل وكأنه سر خطير أصلا أفضل له يبدوا أنها غير مرباة
يتبع......

قلوب حاقدة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن