عشق_صامت

الجزء_الثالث

" سامحيني حبيبتي لأنني أخفيت عنك عزمي على التحذث إلى والدك ، كنت سترفضين أكيد ، تعلمين أنه شخص قاسي مع الغرباء و خاصة الفقراء منهم ، لكنني فعلت و بحتث عن مكتبه و صادفته خارجا ، لقد رأيت الذهول و الغضب في عينيه المرعبتين ، لكنني مشيت في إتجاهه دون أن أبالي بردة فعله الغامضة ، ألقيت التحية عليه فردها بتكلف و ببرود ، سألني ماذا أفعل هنا ، ف طلبت منه بتواضع أن نذهب لمقهى قريب كي نتحذث في موضوعنا و لن أضيع وقته كثيرا ، نظر إلى ساعته اليدوية و قال لي : أمنحك عشرة دقائق و بعدها سأغادر ؛ أومأت برأسي خاضعا و موافقا ثم ذهبنا و جلسنا في المقهى ، ظللنا صامتين لمدة قصيرة ثم بادرته بالحذيث ، أخبرته حبيبتي أنني سأعتني بك جيدا و ساحافظ عليك ك جوهرة ثمينة ، قلت له أنني سأعمل جاهدا لإسعادك و توفير كل ما تحتاجينه ، قلت كلاما عشوائيا كثيرا صادقا ، لا أدري من أين اتتني الشجاعة كي أنظر إلى عينيه و أحاول ، لكنني دافعت عن موقفي بقوة مدعومة بالتوسل و الرجاء كي يوافق على زواجنا ، ظل صامتا لبرهة !! جعلني أشعر بالخوف و الغموض من جوابه، ثم قال لي أنه يصدقني لكن عيبي الوحيد هو فقري ، أخبرني أن مصروفك اليومي يفوق أجرتي الأسبوعية ، لكنه سيوافق على زواجنا فقط حين أجد عملا حقيقيا أفضل ، قال لي أن العمل الحلال في أي مهنة ليس عيبا ، لكنه ليس احمقا كي يجعل إبنته الوحيدة ترتبط بعامل بناء ، بدون هذا الشرط ليس لديه إبنة للزواج ، صدقيني حبيبتي !! مجرد هذا الآمل الضئيل جعلني أتحدى والدك و أخبره أنني موافق على طلبه ، لكنه أردى قلبي قتيلا حين أخبرني أنه يعلم بشأن الرسائل التي نتبادلها ، لقد فتش غرفتك في غيابك ثم أحرقها جميعا ، طلب مني أن لا أراسلك مجددا و أقطع صلتي بك نهائيا حتى أعثر على عمل أفضل و بعدها سيكون مرحبا بي ؛ نهض والدك و ذهب إلى حال سبيله ، بقيت أنا هناك أفكر فيك ، افكر في الحياة اللعينة ، في قصتنا الحزينة ، ستكون آخر رسالة ابعثها إليك مؤقتا ، لا أريد أن تتعقد الأمور و تصبح الأيام المقبلة أسوأ ؛ ستغيب رسائلك !! و كأنهم قطعوا علي الأوكسجين ، لهذا لا تشعري باليأس و الفشل حتى لا تدمري ما تبقى من فؤادي الحزين ، سأحاول البحث عن عمل أفضل كما طلب والدك ، هو محق نوعا ما !! الحياة لا ترحم الفقراء ...أحبك بعمق ؛ و سيؤدي بي الغياب عنك إلى الجنون المهلوس و الحمق . "