خاصةً أنها لا تعلمُ حتى أينَ تقبع في الوقتِ الراهِن، هل هذه غُرفةٌ أم قاعة؟ منزلٌ أم قصر؟ والأهم مِن هذا وذاك؛ هل هذا حُلمٌ أم حَقيقة؟
إجتاحَ صمتٌ مُخيفٌ المكان بعد أن تلاشت كُل مؤشراتِ الحياة حتى أصواتُ الأحذيةِ المجهولةِ تلك،،
تنفسَت الصُعداء بعد أنا أراحَت يدها الهَزيلة بوهنٍ على مَضجع العَضلةِ التي تَقطنُ يسارَ قفصِها الصَدري، وتنبُض كدقاتِ طبولٍ مُتتالية
لم يدمْ السُكونُ الخانِق طويلًا، سرعانَ ما أندسَ إلى مسامِعها جَلبة تَهشمِ زجاجٍ هائِل، يَكاد أن يُفقدَها حاسةَ سمعِها
إمتَدت حدقَتيها أضعافَ ماهيَ عليه لإبصارِها ذلك المَشهد، بعد أنزلقَت بعضٌ من قِطَع الزجاجِ المتناثر حيالها مُغلفةً بالدماءِ القانية..
فرّت منها صرخةَ فزعٍ أودت بحبالها من شدتِها، فأرتجفَ معُه سائِر بدنها، أدارت عُنقها للبحثِ عن مصدرِها -بالرغم مِن خوفِها
مسحَت المنطِقة التي بدت لها مِن الوهلةِ الأولى حجرةً مألوفةً للغاية ..
أخفضَت نظرها للقعر المُنتشر بأرجاءه شظايا الزجاجِ المُلطخ بالدِماء سرعانَ ما استَنتَجت أن التي كُسرِت كانت ثُريّة، ولكِن كيف؟ كيف سقَطت بهذه البساطة؟ وماهذه الدماء؟
وإن قلتُ مباشرةً فأنا أعنيها حرفيًا! حتى أنها بدأت تشعُر بلفحاتِ صاحِب الحِذاءِ الباردة والرطبة تارةً على عُنُقِها وتارةً تتطاير خصلاتُ شعرِها الحالِكة؛ بسبَبه
