الرَابِع عَشَر مِن نُوڤَمبِر ~ الثَالِثَة فَجرًا
أَولسنا نَحيا خَاضعين أَسفل أَجنحةِ النَدم, بَينَمَا
نَستَمِعُ مِرارً لِأصواتٍ نَابِعة مِنَ اللامكان تُعاتبنا ، وَ مَن يُلامُ سِوَانا وَ نَحنُ مَن إختارنا , مُبتعدين عَن الصَواب بِلا وَعيٍ مِنَّا , أَنا الفَاعِلُ وَ أنا المُلام حينما وَافقت عَلىٰ إختيار طَريق أصعب مِنَ المُحتمل ، حينما وافقت على أن يُلقى كُل ذلك الحمل عَلىٰ عَاتِقي وَ أنا الضعيف ، أنا الضعيف.
الإِبتعاد عَن البيت الذي شهدت جُدرانه لحظاتي الأولى مُتخبطًا بَين لحظة وَ أخرى فِي تلك الحياة ، مُفارقة تِلكَ العَائِلة الَتِي منحتني كُل شَيء قد أُمنح يَومًا ، ترك كُل شَيء يمضي ورائي بينما أمرُ أنا مُتخطيًا إياه ، لحظاتي مَعَ أخي ، شغبنا في ذَاكَ الوقت الذي تنفسنا خِلاله مَا سُمي بالطفولة ، أخي الذي كَانَ يحملني كُلما تذمر المُدلل داخلي عَن مدى طول الطريق ، أنا الآن مُتعب وَ الدربُ أطول مِنَ المُستطاع ، أينَ أنت؟ مَاذا عَن أبي الذي حمل عني أعباءً كثيرة ، الذي دافع عني في شتى أوقات ضعفي وَ تخبطي ، أنا ضائعٌ الآن .. أتمنى للحظة وَاحِدة العودة وَ الإرتماء بين أحضانه باكيًا ، أُمي التي جعلت مِنَ الحياة نَعيم وَ مِنَ اللا شيء، الأشياء الأجمل على الإطلاق ! حينما كُنتُ أُلقي بثقل جسدي على عاتقها بينما أُخبرها بِكُل ما يؤرقني فَتُغني لي تهويدة عذبة ، فأنامُ أنا مُرتاحًا وَ يُغادرها هي النوم ، تُفكِرُ بِي . أنا الأحمق وَ أنا المُلام لترك هَذَا يمضي. لِمُفارقتي لدولتي ، حَيثُ أنتمي ، حيثُ يجب أن أكون بِلا تَفكير ، لتلك الرمال التي نالت على أولى أنفاسي بين زواياها ، أن أُفارق تِلكَ السماء ، تلك المتاجر وَ البضائع .. ما كان يجب أن أُفارق للمجيء لحيث أكون الآن ، مَعَ غُرباء لي وَ أنا الغريبُ بينهم وَ فِي قَانون البشر فَ غير مُرحب بِالغرباء في أي مكان ، نادِمٌ أنا وَ مَا الندمُ بنافعٍ بَعدَ الآن!
أنت تقرأ
وُقُوبُّ مَجْثَمٍ.
Short Storyلِأَنَّ العَائِلة مُرادِفٌ آخر لِلوطَنِ ، فَمَن يَغترِب عَن المَوطِن ، فَقَد غَرُبَتْ عَنهُ العَائِلة ، وَهَذَا هُوَّ المَنطِق~ سبعة أَيام لِلتحدُث عَن العَائِلة ؛ مِن مُغترب. 111118 ~