السَابِعُ عَشَر مِنْ نُوڤَمبِر ~ السَابِعَة مَسَاءً
مُغترِبٌ ضَائِع مِن أحضانِ الوَطن ، وَ مُستوطِنٌ لِأرضٍ أُخرىٰ لا تُشبِهُ وَطنِي , لَكِني لَستُ وَحِيدًا بِحالٍ كَهَذَا ، مَن قَالَ أَنَنَا نَحصُل عَلىٰ كُلِّ شَيء فِي الوقتُ ذَاتَهُ ، أنا لا أؤمِنُ بِهَذَا . لِنحصُل عَلىٰ الحياة، علينا فِعل الكثير .. التضحية وَ إدراك كَيفَ تُحتمل المَتَاعِب ، كَيفَ أَنَ الغيثُ قَادِم لَا محالة لَكِنَ المَوعِد لَم يَحِن بَعد ، كَيفَ أَنَ الحياة لا تَمتَلِّكُ تِلِّكَ المِثالية وَ المِثالية لَيسَت سِوىٰ خُدعة صَدقناها بِلا مَرجِع . مُؤمِنٌ أنا أنني هُنا لِإتمام مَهمةٍ مَا ، مُؤمنٌ أَني سَأعود لِأحضان الوطن , لِعائِلةٍ إشتاقت لِإحتوائي ، لِتواجدي بينهم ، لِإستقرارٍ وَ دِفء ، لَكِن الموعد لَم يَحِن بَعد ، مؤمِنٌ أنِّي لَستُ وَحيد وَ لَستُ عَنِ الطَريق تَائِهٌ ، عَلىٰ يَقين أن الأمطار سَتسقط تُشفي مَا جفّ مِنَ الحياة ، أنَ الأوراق التي سَقطت لَن تَكون الأخيرة ، لَكِن أليسَ ذَاكَ هُوَّ القدر؟ وَ الحِكمَةُ مِنَ القدَر سِوى الإِيمانُ وَ كَيفَ نقول آمنا وَ نَحن نعترِضُ عَلىٰ القَدَر؟ وَ النِهَايَات حَتَىٰ وَ لَوْ لَم تَكُن سَعيدة فَهي مُقدرة ، لِذَا رَغم شَتَىٰ الأماني فَأنا راضيًا بِمَا رَسمَ القَدَر مِن أَحرُفٍ لي . كَحَال كُلِّ مُغتَرِب أنا فَقَط مُشتاقٌ لِمَشَاهِد رَاسِخة ، لأحياها مُجدّدًا وَ لا أحتاجُ سِوىٰ لِلصبر ، لِلكثيرِ مِنَ الصبر .
سنَعود لَن نبقى فَنحنُ لسنا أسرى حربٍ وَ لا منفين عَنِ الوَطن ، بَعدَ الكَثير مِنَ التَفكير ، لقد انتشيت بعطر الأمل و تسبحت برائحة اليقين. لِذَا حَتَىٰ يَمُرُ الوَقت وَ كُلٌ مِنَا ، مِن هَؤلاءِ الَّذِين غادروا مواطنهم ، يهيمون فِي كُلِّ وَادٍ لتحقيق غايةٍ مَا . يعود إِلىٰ مَوطنَهُ حَيثُ الحياة ، سَأصبِر ، سَأستمر ، سَأجاهد لمواجهة العاصفة دُونَ التغير ، لِأعود كَمَا أنا كَمَا طلبت أُمي ، لأعود مُحققًا المُبتغى. لِأعود بِخير ، لِأعود شَخصًا يُماثِلُ الرَاحِل مُنذُ سنين ، حَتَى أواجه بِلا أن أنجرِف ، بلا أن أُضل الطريق ، سأعمل جاهِدًا عَلىٰ صُنع ذكرياتٍ أحكيها لهم ليلًا ، على أن أظل سَعيدًا حَتَى لا ينتهي الأمر بي مُستسلمًا في وسط الطريق، سأكون بِخير كَكُلِّ مُغترِب ، سننتظر العودة الأبدية بفارغ الصبر.. لَكن أيضًا سنبقى في أماكننا صامدين ، الحياة غير مُتزنة ، اللحظات السعيدة لا تتساوى مع الحزينة ، وَ لا بأس بالنسبةِ لِي أن تكون اللحظات السعيدة أقل ، يكفيني كونكم بِخير ، سُعداء ، آمنين . يومٍ مَا سيَحِلُ وَسمِىُّ النِهَايَات وَ تَعود الطيور المُهاجِرة إلى مواطنها ، يَومًا مَا سَنعود مُكتملين مَعًا كَ عَائِلة ، نلتقط صورةٌ عَائِلية ترسم تفاصيل كُل ما نحياهُ، ترسم الرابطة القوية بيننا ، أرواحنا المتحبة وَ ذكرياتنا الراسخة في مدينتنا وبيتنا
لِذَا.. عَائِلتي كُونوا آمنين حَتىٰ عودتي رَجَاءً وَ إِلىٰ لِقاءٍ قريب إِنْ شَاءَ الله~Ended at 151118
~~~~
أرجو أن تنال القصة بكامل تفاصيلها إعجباكم
إمنحوها الكثير من الحب رجاءً ~
أراكم في قصةٍ أخرى لطيفاتي ~
أنت تقرأ
وُقُوبُّ مَجْثَمٍ.
Historia Cortaلِأَنَّ العَائِلة مُرادِفٌ آخر لِلوطَنِ ، فَمَن يَغترِب عَن المَوطِن ، فَقَد غَرُبَتْ عَنهُ العَائِلة ، وَهَذَا هُوَّ المَنطِق~ سبعة أَيام لِلتحدُث عَن العَائِلة ؛ مِن مُغترب. 111118 ~