الفصل العاشر
مرت الايام و لم تسلم بدور من تصرفات ثائر المزعجة و المضحكة في نفس الوقت لكن بالرغم هذا كانت تشعر بداخلها ببعض السعادة من اهتمامه بها و تعذيبها له ...بدأت الجروح تختفي و بدأت بدور تتحسن ..
و في أمس يوم ما ...
كانت بدور تجلس في الحديقة و تنظر للسماء و هي شاردة ..تفكر و تسأل نفسها .. هل حقا ستسامح والدها في يوم ؟..ظل هذا السؤال يتكرر في عقلها حتى ات ثائر و جلس امامها و قال ...
ثائر :سرحانة في ايه
نظرت له بدور و نفخت و قالت :هو انا مش هخلص صح ... هو انت مش بتتعب خالص
ثائر بأبتسامة :لا ...الصراحة بستمتع
بدور :يعني افهم من كدة انك رخم
ثائر :اي نعم
بدور :صبرني يا رب
ثائر :طيب بمناسبة ..احنا رايحين بكرة عند سيد
بدور دون ان تنظر له :طب كويس
ظل ثائر ينظر لها قليلا ثم قال :بدور ... هو انتي كرهتيني
نظرت له بدور و ترددت قليلا ثم قالت : معرفش
ابتسم ثائر ابتسامة صغيرة و قال :يعني ايه
بدور :معرفش انا كرهتك و لا لا .. بس كل اللى اعرفه اني كل ما اشوفك افتكر اللى حصل و الأذى اللى سببته ليا و ده كفيل اوي انه يخليني مبصش حتى في وشك
ثائر :طب تعالي نعكس و نفترض ان انتي في مكاني و انا في مكانك ..هتعملي ايه
بدور :على الاقل انا مش هأذيك ..هكتفي اني اسيب لك البيت
ثائر :و انا مكنتش عايز أذيكي ..انا الغضب عماني لما ضربتيني
بدور :منكرش ان انا لو في مكانك هردهلك .. بس بردو ده معناه انك هتأذيني في كلتا الحالتين ..في كلتا الحالتين أتاذيت نفسيا و جسديا ...في كلتا الحالتين كنت هموت ..في كلتا الحالتين اتوجعت
ثائر : و انا كمان اتوجعت
بدور :اتوجعت من الندم لما عرفت اني مظلومة ..بس اللى مش عارفه لحد دلوقتي اللى خلاك تعمل ده كله
ثائر :جلال بيه سمعني تسجيل ليكي انتي و سيد و انتوا بتتفقوا عليه لكن اظاهر انه كان مفبرك التسجيل
بدور بأستغرب :تسجيل ..هو معاك دلوقتي
ثائر :اها اهو
اخرج ثائر هاتفه و قام بفتح التسجيل و عندما استمعت له بدور قالت :بس ده فعلا حصل و المناقشة دي فعلا حصلت
ثائر بصدمة :نعم
بدور : قبل ما تفهم غلط و تتسرع بغباء ..احنا كنا بنتكلم عن شغلي و ان الكل كان بيشكر فيا و عن الصفقات اللى نجحت بسببي
ثائر براحة :اها
بدور بغضب : شوفت بقى لاحظة كنت ممكن تكرر اللى عملته لشوفت ليه مش عارفة اسامحك
ثائر بندم :بدور انا...
و قبل ان يكمل وقفت بدور و اتجهت الى الداخل بغضب ....
ثائر للنفسه :اوفففف ....ضيعت كل حاجة من تاني ...بس لازم اصالحها في دي
لذلك لاحقها ثائر ....
.....بينما اتجهت بدور بغضب الى غرفتها و دخلتها و اغلقت الباب خلفها و استندت عليها و هي تشعر بحزن من ما حدث ...
بدور للنفسها :كل ما احس اني خلاص هسامحه ألقيه بوظها اكتر اوفففف ..
..و بينما كان ثائر متجها الى غرفة بدور ..انتبه لصوت مريم اتا من غرفة والدته و هي تقول :ثائر صعبان عليا اوي ...اندهش قليلا من الجملة و اقترب و وقف خلف الباب و استمع ما يدور بالداخل...
منال :انا خايفة اقوله
مريم :لازم تقولي ليه لازم
منال :مش هيستحملها
مريم :لا ثائر قوي مش ضعيف يا امي لازم تقولي له الحقيقة
منال :اقوله ايه ..اروح اقوله انه مش ابن جلال و ان ابوه مات من سنين و ان اسمه هاني اقولها ازاي
مريم :فكري كويس لازم تقولي له الحقيقة لازم ..
قالت مريم هذا و اتجهت الى الباب و قامت بفتحه و عندما ترى ثائر تشهق من الصدمة فتنظر منال لها و تراه ...كان ثائر يقف ينظر لوالدته بصدمة و دموعه تجمعت ...
منال بقلق :ثائر ..انا كنت هقولك
لم يتحمل ثائر اي شيء و تركهم و اتجه الى الاسفل سريعا و منها اتجه الى سيارته و ركبها و غادر بينما حاولت منال و معها مريم لحقه لكن غادر ثائر بسرعة ...
منال ببكاء :ثائر ..اهئ
مريم محاولة تهدئة والدتها :متقلقيش هيرجع لازم هيرجع ...