الفصل السابع (الجزء الاول)

35.9K 818 5
                                    

الفصل السابع
.. ات الصباح ..
دقت منال على باب غرفة ثائر فلم يأتي لها رد .. فقررت ان تدخل فأمسكت بمقبض الباب و فتحته و دخلت و نظرت لثائر و وجدته نائما عانقا فستان بدور و نائم على الكنبة ..فشعرت بالحزن عليه ..و ادركت ان ثائر يحب بدور .. اتجهت الى ثائر و ايقظته فأستيقظ و نظر لها …
منال :صباح الخير
ثائر :صباح النور
اعتدل ثائر و وضع الفستان بجانبه ..
منال : ايه اللى نيمك على الكنبة و بهدوم الخروج
ثائر : ماخدش بالي اني نايم بهدوم الخروج ..
منال :و الكنبة
ثائر :بدور كانت بتنام عليها
جلست منال بجانب ثائر و وضعت يدها على كتفه و قالت :بص يا ثائر ..انا عارفة ان حالة بدور صعبة و انها مستحيل هتسامحك .. بس لو انت بتحب بدور بجد اوعى يا ثائر اوعى تستسلم ابدا ماشي
ثائر :متخافيش انا عمري ما هستسلم ..عمري ..
منال :ناوي على ايه
ثائر :ناوي الاقي ابو بدور اي كان بقى حي او ميت هلاقيه
منال :طب ده حاجة كويسة جدا ده ممكن لو لاقيته يبقى في احتمال كبير اوي بدور تسامحك
ثائر :يا رب ... يا رب تسامحني
منال :ان شاء الله
ثائر :مريم فين
منال :في الحديقة
ثائر :ماشي
منال :انا هقوم و اسيبك تجهز عايز حاجة
ثائر :عايز سلامتك
منال :الله يسلمك
قامت منال و اتجهت الى خارج الغرفة بينما وقف ثائر و امسك بفستان بدور و نظر له قليلا ثم وضعه في حقيبتها و اتجه الى المرحاض

..في نفس الوقت..
كانت مريم تجلس في الحديقة و بداخلها حزن كبير و صدمة ...مصدومة في ابيها بشدة ..ابيها المثل الاعلى بنسبة لها .. لكن ماذا الان ؟ .. مصدومة بشدة فيه ..
تشعر و كأن كل شيء سوداء امامها ..حزينة على بدور .. فبدور هي بالفعل الضحية ..ضحية واقع قاسي ..بالتأكيد عانت كثيرا في حياتها .. عانت من المجتمع .. عانت من الناس ..و اخيها المسكين الضحية الثانية ..يعاني من عذاب الضمير و القلب .. يعاني بشدة من عذاب الندم ...و والدتها الضحية الثالثة .... تعاني من صدمتها في زوجها و حزنها على ابنها و زوجته ... عائلتها شبه تنهار ..تشعر بوحدة شديدة ..اين عائلتها .اين الاب ؟ ..اين الام ؟.. اين الاخ ؟ ..جميعهم يتألمون عدا الاب هو السبب في تلك الألم هو السبب ...
قالت مريم للنفسها : ربنا يسامحك يا بابا ربنا يسامحك
مسحت مريم دموعها و وقفت وقررت ان تتمشى قليلا و هي تستمع لأغنيتها المفضلة ..

..ابدل ثائر ثيابه و اتجه الى الاسفل ...وجد والدته تحضر الفطور فاتجه اليها و وقف امامها و...
منال بابتسامة : يلا اقعد
ثائر :لا انا مستعجل لازم اروح الشركة و لازم اعمل حاجات كتيرة انهاردة
منال :بس انت مفطرتش
ثائر :و انا ماليش نفس
منال : يا ثائر مينفعش لازم تأكل
ثائر :والله ما ليا نفس
منال :براحتك بس ممكن و انت خارج تنادي على مريم علشان تيجي تفطر..
ثائر :حاضر
اتجه ثائر الى الخارج و عندما خرج بحث على مريم فوجدها تمشي و هي حزينة و تستمع للأغاني فاتجه اليها ...انتبهت له فأوقفت الأغاني و نظرت له و وقف امامها و...
ثائر : صباح الخير
مريم :صباح النور
ثائر :يلا ادخلي علشان تفطري
مريم : حاضر
ثائر : يلا انا همشي سلام ..
كاد يرحل لكن اوقفته مريم و قالت..
مريم : ابيه
ثائر :نعم
مريم :بدور متبعدش عنها  علشان خاطري متبعدش
نظر لها قليلا ثم ابتسم و قال :متخافيش انا بحب بدور و مش هقدر استغنى عنها
ابتسمت مريم ابتسامة صغيرة ثم امسك ثائر راسها و قبل راسها ثم ودعها و اتجه الى سيارته و ركبها وانطلق ...

.... مر النهار سريعا دون شيء هام و عندما ات المساء ...

كان سيد يجلس حزين و يدخن و كان مهموم .. عذاب الضمير يكاد يموته ... هو السبب في كل شيء هو السبب ... بدأت الدموع تنزل من اعينه شعور الذنب يعذبه بشدة ...فجاة استمع لدقات الباب فمسح دموعه و اتجه الى الباب و فتحه و وجد انه ثائر ...انصدم و اندهش من وجوده هنا ..كان ثائر يقف ينظر له بكره و يقول ...
ثائر :ايه هدخلني و لا لا
سيد :ثائر بيه اتفضل طبعا
دخل ثائر البيت و اتجه و جلس بينما غلق سيد الباب و اتجه و جلس امامه...
سيد :نورت يا بيه
ثائر :شكرا .. من غير مقدمات ..هسأل سؤال واحد و هتجاوبني بكل صراحة
سيد :سؤال ايه
ثائر :مين ابو بدور
انصدم سيد من معرفة ثائر سر بدور و قال :حضرتك عرفت ازاي
ثائر :بدور حكت لي
سيد :بدور ..عجيبة بدور عمرها ما تحكي لحد عن اللى جواها ازاي حكت لك
ثائر :مش شغلك انا عايز اعرف كل حاجة ..كل حاجة
سيد :بص يا ثائر بيه بعد اللى حصل لبدور انا حاسس بذنب كبير اوي ..حاسس بعذاب الضمير و ان انا مصونتش الامانة انا فوقت علسان كدة لازم اقول الحقيقة ...بدور اسمها بدور عبد العزيز الجليلي .. الحكاية بدأت من حوالي 27 سنة .. كنت بشتغل عند عبد العزيز مدير اعماله .. و كانت مراته الست تهاني ربنا يرحمها .. كان راجل طيب و كويس جدا و كريم بس بعيد عنك كان حواليه شياطين امه و اخته .. اخته كانت عانس مكنتش اتجوزت و تهاني كانت اصغر منها علشان كدة كانت دايما بتغير منها و كانت دايما بتسبب لها مشاكل هي و امها لحد ما تهاني حملت ببدور .. بقوا عايزين يخلصوا منها بأي شكل .. علشان كدة دبروا لها مكيدة و خلوا عبد العزيز يشك فيها لحد ما ضربوا الضربة و خلوه يطلقها و يرميها رمية الكلاب كانت حامل في الشهر الرابع ..جت عندي و حاولت اصلح الحكاية بس مكانش في فايدة خلتها تعيش هنا و علشان كنت معجب بيها عرض عليها الجواز و استغليت بنتها علشان تقتنع لانها كانت رافضة تماما لكن في النهاية وفقت و اتجوزنا وكانت ولدت و جابت بدور ..مرت السنين و كنت بعتبر بدور زي بنتي بالظبط كنت بحبها جدا .. لكن بعد ما امها ماتت و انا كنت تعبت و حسيت ان كل حاجة ضاعت بسببهم و اتجوزت بثينة و بقيت اعامل بدور وحش لكن مقدرتش ابدا اني اخليها تبطل دراسة و بثينة كانت بتعاملها زي بنتها و اكتر ... انا مكرهتش بدور يا ثائر بيه .. والله ما كرهتها انا بس حسيت اني ضيعت علشان كدة كنت بحط غضبي فيها بس من غير ما احس ضيعتها ..
شعر ثائر بعد تلك الجملة و كأن سيد يتكلم عنه لكن مسح كل هذا و نظر له و قال :و عبد العزيز ده الاقيه فين
سيد :الصراحة معرفش والله ما اعرف لما اتجوزت تهاني سبت الشغل معاه و معرفش اذا كان مات و لا عايش و لا ايه اللى حصله يعني معرفش عنه اي حاجة ..
ثائر :لو عايز تصلح غلطتك ساعدني نلاقيه
سبد :انا مستعد اصلح غلطتي لكن تفتكر بدور هتسامحني
ثائر :يبقى لاول مرة ايدي في ايدك و المرة دي علشان بدور
سيد :معاك يا ثائر بيه
نظر له ثائر و شرد قليلا يفكر في الأتي...

........نتابع

قطة تتحدي فهدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن