1| لقاء

28.3K 967 395
                                    

فوت؟

البارت يتحدث من وجهة نظر كوك

---

الحبّ لا يعلن عن نفسه، لكن تشي به موسيقاه
شيء شبيه بالضربات الأولى من السمفونية
الخامسة لبيتهوفن.

الحبّ هو اثنان يشتعلان وينطفئان معاً بعود كبريت واحد، دون تنسيق أو اتّفاق

كنقرة على نافذة الذاكرة، جاء ذكره.

شيء من الأسى عبره.
حنين صباحي لزمن يعلم الآن أنه لن يعود. لعلّها الذكريات تطوّق سريره، وحين ستستيقظ تمامً، ستنسى أن تفكر ذلك.

غادر سريره حتّى لا تترك غيوم الماضي تُفسد مزاجه.

بدأ صباحه بملعقة عسل دافئ،

أخذ غيلونه عن الطاولة وأشعله بتكاسل الأسى.
إنها إحدى المرّات القليلة التي تمنى فيها لو أستطاع البكاء، لكنّ رجلاً باذخ الألم لا يبكي.

لفرط غيرته على دموعه، اعتاد الاحتفاظ بها.
وهكذا، غدا كائنًا بحريًا، من ملح ومال.

كان قلباً مجروحًا ،ورجلاً مخدوعًا
حضر ليرتاح في معارك السلام بين القصص
الهزيلة.

كان يحبّ الجاذبيّة الآسره للبدايات في القصص، شرارة النظرة الأولى، شهقة الأنخطاف الأوّل.
كان يحب الوقوع بالحبّ.

ما كان مولعاً بصيد الأحباب، بل يرتشف رحيق الحياة.

إنها الحياة تتحيّن فرص إدهاشك.
لكأنّ هذا الرجل قرينها، أيكون جنّيًا كي يعرف
عنوان كلّ مكان يظهر فيه.. أو لعله مجنون؟ لكنّ لغته
أرقى من أن تشي بذلك.

يذكر طلّته تلك،لم يكن يشبه أحداً في زمن ما عادت
النجوم تتكوّن في السماء، بل في عيادات التجميل.

لم يكن نجمة، كان كائناً ضوئياً
ليس في حاجة إلى الترتيب كي يكون بشر

يكفي أن يتكلّم.

اتعبته اللغة. أثقلته. يريد هواءً لا لغة فيه،
لا فصحى ولا فصاحة ولا مُزايدات.
يريد الصمت.

الآن وقد خبر كلّ شيء، يحتاج إلى إفراغ روحه

عاشقًا لظُلمة حياته، توعد لنفسه بفلمٍ هزيل
مثل كل مره يغضب بها.

لعلّها كانت التاسعة مساءً حين رآه أوّل مرّة.
كان للتو عاد من صفقةٍ ضد شركة والده و والده الرابح بها،

كاندليڤر | TK حيث تعيش القصص. اكتشف الآن