ذئاب مخفيَّة

_2_

-هل تظن أن هذه الحرب ستكون الأخيرة حقًّا؟
قالها سكوت وهو يجلس على الأريكة مقابل دارك الذي نظر له بهدوء، دقيقة مرَّت ودارك لم يتحدث، بل من الواضح أنَّه يفكِّرُ قليلًا، ليتحدث بعدها قائلًا:

-نعم، هذا تمامًا ما أتوقعه، بل هذا ما أخطط له، وما يجب أن يحدث، سكوت أنا لا أريد التقليل من شأن العدو ولكن، إنها فتاة ولم يسبق لها أن خططت لحرب من قبل أو حتى شاركت بها، هل باعتقادك أن تلك الفتاة عديمة الخبرة ستتمكن من مجابهتنا، من الوقوف في وجهي؟ إذا كان والدها لم يتمكن من الصمود أمامي هل ستتمكن هي من ذلك!

-دارك لا تتسرع في حكمك عليها، حتى لو كانت ذات خبرة قليلة في هذا المجال يظلُّ جيش مصاصي الدماء قوي ولا يستهان به أبدًا.

قالها سكوت بحذر لينظر له دارك ببرود
-سكوت هم كانوا أقوياء بسبب توجيهات ملكهم السابق، والذي كان يعتبر من أقوى مصاصي الدماء في التاريخ، وكان يتبع خططا استراتيجية غاية في الذكاء أثناء حروبه، وهذا ما كان يجعلنا نتعادل في كل حرب خضناها مع جيشه، ولكن الآن الأمر مختلف فلا أعتقد أن تلك الأميرة الصغيرة ستكون قادرة على قيادة حرب كاملة لوحدها وهذا ما يجب علينا استغلاله لصالحنا.

-وماذا لو كانت توقعاتك خاطئة؟ ماضا لو صدمتنا تاك الفتاة بقوتها، وماذا لو كانت قادرة على قيادة الجيش بأكمله، مهما يحدث لا تنسى أنها أميرة وليست أميرة عادية، بل أميرة لمملكة مصاصي الدماءوالملكة الحالية لهم، هل برأيك مصاصي الدماءسيقبلون بها ملكة عليهم لو كانت مجرد فتاة صغيرة مدللة على حسب قولك؟ أنت أكثر من يعلم غرورهم الكبير وهذا سبب أكثرمن كافٍ ليجعلهم يرفضون ملكًا ضعيفًا.

-هلَّ توقفت عن وضع افتراضات لا صحَّة لها، وحتى لو كانت صحيحة لن أهتم،نحن أقوى منهم، أنا أقوى منها، وهذا سبب كافٍ ليجعلني أثق بأننا سنفوز، وأما بشأن تلك المدللة فأنا من سيتولَّى أمرها، لا تقلق بهذا الشأن، لن أقتلها أعترف بهذا، فليس من طبعي قتل الفتيات، نحن سنحارب الحيش ونقضي عليه، وبعدها سأتركها لتحكم مدينتها والتي سأجعلها مسالمة بالكامل، بنسائها وأطفالها وجميع من لم يشارك بالحرب، فنحن لن نقترب منهم ولن نؤذيهم أبدًا.

أنهى كلامه بقوة وثقة، لينظر له سكوت بعدم راحة، ففي النهاية تلك الفتاة هي ابنة الملك وبالتأكيد لن تكون ضعيفة، ولكنها حقا لم تشارك في أيَّة حرب، هو حقا مشوش ولا يعرف ما يفعل لكنه يثق تماما بأفكار دارك وخططه لذا سيفعل كما أمره دارك فهذا أفضل حل أمامه.

في مملكة مصاصي الدماء

كان الجنود يتدربون بجهود مضاعفة، يبذلون كل طاقاتهم، فهذه الحرب مصيريَّة، ستحدد مصير كلا المملكتين، الفائز من سيقرر مصير الآخر.

-حاول التركيز أكثر، لكماتك ضعيفة، وسرعتك ليست كافية، بهذا المعدل ستقتل ما إن تطأ قدماك أرض المعركة.
صدح صوتها الواثق، وهي تشرف على تدريب بعض المحاربين، كانت تقف بجانب شابٍّ وتوجهه على الطريقة الصحيحة للنزال.

-هذا لن ينفع يجب أن نطبق الأمر عمليًّا.
قالتها لتقف أمامه بثقة، لتكمل كلامها قائلة:
-هيَّا مارث هاجمني بكل قوتك الآن.
قالتها بأمر، وصيغة لا نقاش بها، لينظر لها مارث بصدمة، ولكن نظراتها جعلته يستعد ويهجم عليها بكل سرعته، واضعًا قبضته أمامها في محاولة للكمها.
ثوان فقط وكان مرميًّا على الأرض أمامها، بعد أن تفادت لكمته بخفة، لتوجهه له لكمة مباشرة على وجهه أسقطته أرضًا.
-ركِّز فقط على هدفك مارث، تريد لكمي ركز على هذا، دع هذا الأمر نصب عينيك، ولا تتشتت أو تسمح لأي شيء بأن يلهيك عن هدفك، لا تبعد عينيك عن هدفك، أنظر إلى عينيه مباشرة وهاجمه هذا سيجعل ثقته تهتز، وسيعطيك هذا قوَّة أكبر لهزيمته، لنجرب مرة ثانية هيا انهض وهاجمني مرة ثانية.
أنهت كلامها لينهض ويحاول مولجهتها مرة ثانية، استمرت طوال النهار في جولتها التدريبية، تحاول مساعدة أكبر قدر ممكن من الجنود لتجعلهم متمكنين من اكتشاف نقاط ضعف العدو واستغلالها، من خلال دراسة حركاته، نعم هذا أسلوبها في القتال ودائمًا ما ينجح.

كلاهما يتجهزَّان، كلاهما مصممان على الفوز، وكلاهما واثقان من قدراتهما، فلمن الغلبة؟

تابعوني بلييييييييييز
لا تنسوا 🌟
😘😘😘😘