_6_

2.8K 193 22
                                    

حانت اللحظة الحاسمة، لحظة المواجهة، وها هي جيوش المستذئبين ومصاصي الدماء تقف وجهًا لوجه، كل منهم مستعد لنهش لحم الآخر والقضاء عليه، كلاهما واثقان بالفوز، كلاهما لديهم خطة محكمة، كلاهما لديمه حاكم قوي، ذكيٌّ، وواثق من نفسه، وكلاهما يثقان بحكامهم ثقة عمياء، فلمن ستكون الغلبة؟

دارك بجانبه سكوت يقودان جيش المستذئبين،  يقفان في المقدمة، وعلى الجانب الآخر كان هناك جيش كبير لمصاصي الدماء بقيادة ماكس مساعد إليزا وصديقها المقرب.

كان دارك ينظر لهم ببرود ونظرات قاتله لكنه كان يفكر، أين باقي جيش مصاصي الدماء فعددهم أكبر من هذا هل يعقل أن الملكة الحالية غبية لدرجة إرسال نصف الجيش فقط هل تظن المستذئبين بهذا الضعف؟ ولكن لا هذا محال، لا بدَّ من وجود سبب خفيٍّ لجعلها تحضر نصف جيشها فقط، وحتى أنها لم تظهر بعد، هل قامت بتقسيم جيشها لقسمين؟ والقسم الآخر تحت قيادتها، هذا هو الحل الوحيد الذي فكر به، وهذه كارثة.

سريعًا تخاطر مع إحدى قادة الجيش، وقام بإعطائه أوامر جعلت الصدمة ترتسم على وجهه، ولكن ما عليه إلا تنفيذ أوامر الإلفا خاصته، لذا ومن دون نقاش نفذ أوامره.

أنهى حديثه مع القائد، ليندفع باتجاه جيش مصاصي الدماء معلنًا بداية المعركة، لتندفع الجيوش خلفه، صراخ وعويل، أصوات التمزق وتكسر العظام هو ما يُسمع، خلال دقائق كانت الساحة مليئة بالدماء، والجيوش تتحارب فوق الجثث، لا يُنكر أن قوة مصاصي الدماء ازدادت بشكل ملحوظ، حتى أساليب قتالهم اختلفت وازدادت وحشية عن السابق، ولكن قوة جيشه ازدادت أيضًا، فالمعركة كانت متكافئة.

لحظات لتبدأ أصوات المستذئبين المندهشة والعائفة فيذات الوقت، بعد أن ظهر جيش كامل من مصاصي الدماء خلف جيشهم تمامًا، مما جعلهم محاصرين بين جيشين من مصاصي الدماء.

-دارك هذا كثير عددهم كبير جدًّا.
-لا تقلق.
أردف ببرود، وهو يتابع الحرب، ليشاهد سكوت فرقة كاملة من المستذئبين تندفع خلف جيش مصاصي الدماء، كانت هذه أغرب حربٍ قد حدثت في تاريخ مصاصي الدماء والستذئبين، لدينا جيش من مصاصي الدماء يقابله جيش من النستذئبين، ومن خلفه يوجد جيش من مصاصي الدماء، ليليه فرقة كاملة من المستذئبين، تلك الفرقة التي أمر قائدها بالتراجع نحو العلف والبقاء مكانهم حتى يناديهم هو، والآن أصبحت المعركة متداخلة ومعقدة، الجميع يتقاتل ويتحارب.

أعطى أوامره لرجاله ليبدأ بالحرب بشكل مختلف.
-الآن اختفوا جميعًا، لنبدأ المرح.
قالها في تخاطرهم وهو مستمتع بما سيحدث، لكن ما حدث لم يكن ممتعًا أبدًا بالنسبة له، فمصاصوا الدماء كان بإمكانهم رؤيتهم حتى بعد أن قاموا بالاختفاء، وهذا يدلُّ على أنه قد تم استخدام تعويذة ما عليهم.

-ما الذي يحدث هنا.
قالها سكوت وهو يطالع دارك، الذي تحولت عيناه إلى اللون الأسود من شدة غضبه.
-تعويذة سحرية، السحرة معهم، هذا ما لم أكن أتوقع حدوثه أبدًا، تلك الملكة،يبدو أنني استهنت بقدراتها كثيرًا.
قالها وهو يقوم بقتل مصاصي الدماء المتواجدين أمامه، يخرج غضبه بهم.

-إذًا، أبعد الرجال من حولي، سأبيدهم.

قالها وهو يخرج طاقته، التي كانت مرعبة، بدأ الضباب بالتكوُّنِ من حوله، ليرسله باتجاه مصاصي الدماء، كانوا يحاولون الابتعاد عنه، فمن يدخل في الضباب مصيره الموت المحتوم، فهو سام، يقوم بتسميم جسدهم خلال ثوان فقط، ليرديهم صرعى.

من جهة أخرى أنهت إليزا صنع الجدار السحري، لتتوجه بعدها بسرعة كبيرة نحو موقع الحرب لتدعم رجالها، وتنتقم من ذاك الحقير الذي قتل والدها.

كان سكوت يتقاتل بقوة وشراسة كبيرة مع ماكس كلاهما قوي جدًّا، وكلاهما يعتبر ثاني أقوى شخص في مملكته، وكلاهما يرغب بالفوز ولا يريد الخسارة.

كانا مرعبان جدًّا، وهالة كبيرة من الطاقة تحيط بهما.

كانا يتقاتلان بقوة لكن ماكس انشغل للثوانٍ فقط عن سكوت، وهو ينظر إلى أحد أصدقائه الذي تعرض للإصابة، ليستغل سكوت الفرصة ويوجه ضربة قاتلة نحو قلبه مباشرة.

اندفعت موجة كبيرة من الطاقة دفعت سكوت بعيدًا وبقوة كبيرة جدًّا عن ماكس قبل أن يصيبه لينظر دارك بسرعة نحو صديقه ويذهب إليه سريعًا ليطمئن عليه.

ساعده على النهوض ليحول أنظاره إلى مكان ماكس لكنه لم يجد إلَّا فتاة طويلة بجسد متناسق ترتدي لباس الحكم وتعطيه ظهرها وهي تساعد ماكس على النهوض.

وصلت إليزا في الوقت المناسب فلو تأخرت دقيقة واحدة فقط كانت ستخسر صديقها المقرب.

-هل أنت بخير ماكس؟
قالتها وهي تساعده على النهوض ليبتسم لها وهو ينهض.
-أجل بفضلك دائمًا ما تأتين في الوقت المناسب.

-جيد.
نطقت بها لتستدير بقوة وثقة إلى مكان وقوف جيش المستذئبين.

وهناوفيهذه اللحظة توقَّف دارك بصدمة وهو يطالع وجهها، تلك الملامح التي لم ولن ينساها أبدًا، أمَّا هي فلمتكن قد انتبهت على وجوده، ولكنَّها أدركت أن رفيقها موجودٌ هنا من تلك الرائحة التي ضربت أنفها، تلفتت حولها لتقع عيناها عليه، جسد طويل، عضلات بارزة، تظهر مدى قوته الكبيرة، وعندما نظرت لوجهه، توقف عندها الزمن، هنا لحظة الحقيقة،تلك الحقيقة التي لم يكن يتوقَّعها أحدٌ قط.

-هذا مستحيل.
همس دارك وهو لم يزح بأنظاره عنها.

بينما توقَّف الجميع عن القتال يشاهدون هذا الحدث الغريب أمامهم، والذي جعل من أكثر اثنين يريدان قتل بعضهما رفقاء، فما الذي سيحدث، هل تلك إشارة لهما حتى ينهيا هذه الحرب؟ وهل هي سترضى بكون قاتل والدها هو رفيقها، أسئلة كثيرة، لا أحد يعلم إجابتها، إلَّا هي.

-دارك، دارك هو قاتل أبي.
همستها بصدمة، محتارة في أمرها، دارك هو ذاته صديق طفولتها، ذاته من علَّمها فنون القتال، وساعدها على تطوير مهارتها، هو ذاته.

تابعوني بليييييييييييز
لا تنسوا 🌟
😘😘😘😘

ذئاب مخفيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن