_3_

3.1K 214 34
                                    

بعد أيامٍ من التدريبات الشاقَّة أصبح جيش مصاصي الدماء متأهِّبًا تمامًا للحرب، ولكن كان لدى إليزا أفكارٌ وخططٌ عديدة للإيقاع بجيش المستذئبين وإبادتهم، بدايةً هي لن تجعل جيشها يهجم بشكل مباشر بدون تفكير، بل ستُعِدُّ مفاجأة جميلة للمستذئبين لتسهيل مهمة القضاء عليهم.

-إذًا لأعيد حساباتي، جيشهم قويٌّ جدًّا، بل قوتهم مرعبة، لم يخسروا حربًا من قبل، من يخطط لهم لحروبهم ذكيٌّ جدًّا، يستغل نقطة ضعف العدوُّ ويستخدمها ضده، هذا غير قوتهم الكبيرة التي تعتبر عاملًا مهمًّا جدًّا في الفوز.

تحدثت بخفوت وهي تغلق عينيها، كانت جالسة في قاعة العرش الهادئة بعدما طلبت من الجميع الخروج منها لتفكر بهدوء.

-هذا غير قدرتهم على الاختفاء، لياقتهم الكبيرة، ومهاراتهم المتنوعة، أجسادهم المتينة، ونهاية الألفا دارك، قوته بقوة جيشٍ كامل لقد رأيته سابقًا يحارب وصدقيني لن يعجبك ما رأيت، ولكن هناك نقطة لصالحنا، لا يعرفها المستئبون أبدًا، لنقل عنصر المفاجأة، وهي أنتِ، بما أنك تجيدين أقوى مهارات السحر ستكونين قادرة على اكتشاف مواقع الذئاب المختفية، كونك ابنة أميرة السحرة في النهاية، ولن يصعب عليك هذا الأمر.

قاطعت أفكارها تلك الكلمات، لترفع نظرها إلى الشخص الواقف أمامها لتبتسم له بهدوء.
-أيُّ جزء من كلمة إلى الخارج لم يدخل في عقلك الفارغ ماكس؟

-جرحتي مشاعري، هل نسيتي حبَّنا الدفين بهذه السرعة.
قالها بصوت دراميٍّ، لتلمع عينا إليزا بلون أحمرٍ قانٍ، قبل أن تتحدث ببرود:
-ما رأيك أن تختفي من أمامي قبل أن أدفنك هنا، وأريك المعنى الحقيقي للحب الدفين؟

ضحك بصخب، ليجلس على أحد الأرائك القريبة من كرسي العرش، ليعيد النظرة الجادَّة على وجهه.

-إذًا إليزا، ما هي خطتك، أعلم أنك لن تتبعي الخطط القديمة، فمعركتنا الآن مختلفة، بمَ تفكرين بالتحديد؟

-ألا تثق بأفكاري؟
-لو كان لديَّ شكٌّ ولو ضئيل بأفكارك ما كنت اعترفت بك ملكة على مملكتنا يا مزعجة.
-جيِّد، إذًا لا تدخل عقلك الصغير هذا في خطط الكبار والمثقفين، هيَّا أمامي للخارج، الجيش أصبح جاهزًا، ستعلم ما الخطَّة مع الجميع.

خرجت إلى موقع تواجد جيشها لتبتسم بفخر وهي تراهم متجمعين معًا أمامها لتبدأ بكلامها:

-اسمعوني جيدًا، هذه الحرب ستكون الفيصل بين المستذئبين ومصاصي الدماء يجب علينا أن نفوز، وهذا خيارنا الوحيد، إما الفوز أو الفوز، لا مجال أبدًا للخسارة، نحن لن ندعهم يربحون هذه الحرب، سننتقم وسنبيد جيش الذئاب المخفية الَّذين قاموا بقتل ملكنا، سنقضي على جيشهم فقط، نحن لن نقتل الأبرياء، نساؤهم وأطفالهم لا دخل لهم، لن نقربهم أبدًا، وكل من يعلن انسحابه من الحرب يبقى على قيد الحياة، هدفنا من يحاول قتلنا، وأمَّا الألفا الخاصُّ بهم فهو نصيبي أنا، سآخذ بثأري وثأرنا جميعًا منه.

كانت ترى القوَّة في أعين محاربيها وهي تتحدث، لكنها لم تنهي كلامها بعد فهي لم تفصح عن الخطَّة حتى الآن، لذا أخذت نفسًا عميقًا، وبدأت تتلو عليهم خطتها.

-جميعنا نعلم أنَّ قوة القطيع الكبيرة ترتكز على سرعتهم، خفَّتهم في الحركة، رشاقتهم، قوتهم العضلية، والأهم من كلِّ هذا قدرتهم على الاختفاء وقتل العدوُّ بومضة عين من دون حتى أن يتمكن من رؤيته، سابقًا كان والدي يتبع عدَّة أساليب حتى يتمكن من اكتشاف أماكنهم، وقد ساعدت تلك الأساليب كثيرًا، لكن الآن أنتم ستكونون قادرين على رؤيتهم حتى بعد اختفائهم، وهنا يأتِ دوري، سوف أستخدم إحدى قدراتي كساحرة من أجل تحقيق هذا الأمر.

أنهت كلامها لينظر لها الجميع بسعادة وفرح وفخر شديد بملكتهم، أمَّا هي فاكتفت برفع يديها عاليًا لتتكون سحابة كبيرة من الطاقة الحمراء حولها ما لبثت أن امتدت وأحاطت بجميع مصاصي الدماء حولها.

كانت عبارة عن سحابة كبيرة من الطاقة، وكانت تدخل في أجساد مصاصي الدماء، بقيت الطاقة تحيط بهم لدقائق معدودة ثم اختفت بأكملها داخل اجسادهم لتنزل إليزا يديها ثم تنظر لهم

-لقد نشرت التعويذة عليكم جميعًا، لا تخافوا فالتعويذة لا تتسبب بأي أضرار، بل هي عبارة عن طاقة كبيرة ستساعدكم أثناء الحرب، وستجعلكم قادرين على رؤية جميع المستذئبين حتى عندما يقومون بالاختفاء.

انتهت من كلامها لتتوجه بعدها إلى داخل قصرها بهدوء شديد وثقة كبيرة وابتسامتها الخبيثة ظاهرة على وجهها، فلن يتوقع أي أحد من قطيع المستذئبين شيئا كهذا منها حتى الألفا الخاص بهم، لأنَّ هذه التعويذة قويَّة جدًّا ولن يتمكن من تنفيذها إلَّا ساحر بدماء ملكية، وهم لن يتوقعوا أبدًا أنها حفيدة ملك السحرة.

جلست على سريرها بهدوء، تفكر بعمق، حسنا هي على قناعة تامَّة، أنه وفي كل مكان يوجد الأشرار والأخيار، وهي تدرك أن ليس جميع المستذئبين أشرار وهدفهم القتل فقط، ربما قليلٌ جدًّا من الأشخاص يعرفون هذا، ولكنها امتلكت صديقًا مستذئبًا من قبل، هو من درَّبها سابقًا، وعلَّمها الكثير من الحركات القتاليَّة، تعلَّقت به بشدَّة لكنها لم تره منذ زمن، فآخر مرة رأته بها كانت حينها تبلغ من العمر أربعة عشر عاما فقط، ما يقلقها أنه من قطيع الذئاب المخفيَّة، لذا هي ستحرص على مراقبة الحرب بأكملها، هو ساعدها يومًا، أنقذها من موتٍ محتم حين هاجمها أحد المستذئبين وهي تبلع عشرة أعوام فقط، وكانت قواها ضعيفة جدًّا حينها، لكنه ظهر أمام المستذئب ومنعه من إيذائها، ومنذ ذلك الوقت أصبحا أصدقاء مقربين، وهي لن تسمح بقتله، فهو وبكل تأكيد سيكون بين المحاربين.

حولت أنظارها إلى قلادتها لتبتسم بخفوت
-أتمنى أن تكون بخير
أنهت كلامها لتنظر أمامها بنظرات غير مفهومة.

تابعوني بلييييييييييز
لا تنسوا 🌟
😘😘😘😘

ذئاب مخفيَّةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن