-01-

332 40 126
                                    

عذراً للتأخير 💕

24-11-2018

أغلق باب سيارته لينطلق بوجهـته الأشبه بالمجهولـة، يبلع ريقـه بتوتر مدفون بدواخلـه، لطالمـا ظن أن الطريق لغيلبـرت كان طويـلاً و شاقـاً لكـن لم يـدري كـيفَ أمْضـاه برمـشـة عيـن.

-

المطر يضرب بقوة، و السماء أُنِرت بظلمتـها، صوت البيانو تصاعد مع صخب جلجـل الودق..
برودة ديسمبر كانت أكثر دفئاً داخـل مقهى غيلبرت حيث رائحـة القهوة و القهقهات الصاخبـة كانت تغلف المكـان.

في قتامة الجو خارجاً، بارك تشانيول نزل من سيارته و بحلته التي لم تزيـده سوى قتـامةً ترجـل نحـو المقهـى، سامحـاً بقطرات الودق بتبليـل معطـفه المخمـلي الذي احتوى عُرض جسـده بمـثالية لم تمـس بروعـتها غيـره ..

و بشموخ وقـف أمـام الباب الذي يحجـب عنـه تلك الأصوات العاليـة و التي لـم تكون معهـودةً في قريـة غيلبـرت التي يذكـرها، لكـن وقوفـه هنـاك لم يدوم طويـلاً، فجسـده كان يـفتقـد الكـافيين و بارك تشانيـول حقـاً ليس بالرجـل الذي سيتـرك الحـاجة تمسـه، كبرياءه كان عاليـاً شامخـاً، لا يسـمح أن يُقـرن اسـمه بأي ناقـص و هو من رأى العـالم ناقصـاً أمـام اِكتمـاله ...

لكـن الخضـوع كان متمـرداً و ما أمام الخاضـع إلا الفـرار أمـام جبروت عظمـته.

و كـأول خطـوة خضاها داخـل المقهـى الصاخب الذي اختفـى صخبـه لوهلـة، هو إغلاق أعينـه سامحـاً لوجـدانه بالاِستنشـاق ذلك العبـق المحـبب لـه ...

ذلك الهدوء اِندثر، و كردة فعـل لتلك الصرخـة التي دوت هو فتـح عينـاه مستقبلاً جسـداً في أحضانـه، انزعاجـه كان واضحـاً لـكن جـل تركيـزه كان عـلى التي تقـف أمـامـه، عينـاه و بدون أدنى حياء قد تملـكه حدقت بالتي على بعـدٍ منـها، ممسـكةً بكوب قهـوة و الذي من الواضـح أنـها كانت على وشك ملإِه بذلك السائـل الأسود الذي صُنـع له.

بارك تشانيـول كان مُقـدساً للجمـال و التي أمـامه كانت تجسـد آلهـة الإغريق كمـا حُكي و أُرّخ عن جمـالهـا، عقـله كـان يردد أرقى ما عـرفـه عن الجمـال سلفـاً، لكن في دواخـله علـم أن كـل ما رآه و ما سمـع و ما قدّس لـم يكون ليرتقـي لربـع ما يـراه أمـامـه، أيـاً كـان هو مهووس أم مجنـون ، بـارك تشـانيـول علـم أن سواء كـان الشغـف  أو الإلهام هو سبب قدومـه فهـو قد أدركـه ...

----

ت

شانيـول وجَـد نفسـه يشتـرك طاولـةً مع أشخاص لم يملـك أدنى اهتمـام بمعرفـة من هم، مقعـده كان مجاوراً لابن عمـته الذي كان يثـرثر بأشياء لـم يدرك حقـاً ما هي، لكـن هنـاك شيء جذب مهـووس الجمـال، فهـو كان مسحـوراً بكـل التماثـيل الرومانيـة التي ترسـم تضاريس الأجـساد تمـاماً كـما أحـب هو تقديسـها، اللوحـات التي تؤرخ ما مـرت بـه أوروبـا خلال نهضـتها في القـرون السابقـة كانـت منتشرة على الجـدران، معـزوفات الـجاز الراقيـة كانت تنشي مسامعـه، لكـن تشـانيول كان ينقصـه شيئان ليرضـي هوسـه، و هو جال بنظره باحثـاً عن أحـدهم، و بخيبـةٍ لم تظهـر على ملامـحه المتصلبـة هو أخـرج عود السيجـارة الذي استـطون ثخـن شفتيـه في وهلـة. استنشـق ذلك الدخـان الأسود، يجعـله يسكـن رئتيـه لينـفثـه بتجـهم بأعيـن مغمـضة و شعـر أسود مبعثـر، تشانيـول تمركـز في مقـعده خاطفـاً أنـظار من حولـه، إصبـعه الأوسط و الذي كـانت السيجـارة تلتف بمثاليـة حولـه كان يصـرخ من شدة جمـاله و شفتيـه المبتـلة بلعـابه جرأ قضمـه لهـا أخـدت نصيبـها من الاهتمـام  كذلك و أثناء ذلك أحدهـم ضرب ساقـه، تشانيـول الأشبه بالمتمدد فوق كرسيـه فتح إحـدى عينيه بإنزعـاج، حاجبيـه قـد عقـدا و الدخـان الذي اُحتُجـز داخـل رئتيـه قد نُفـخ في وجـه اِبـن عمـه ..

- توقـف عن إزعاجي كيم كاي !
تشانيـول تحـدث بحدة هو بدى كمن يـوشك على إقتلاع أحـشاء رهينـته، صوتـه لم يكـون مرتفـعاً لكـنه كان ضخـماً و حاداً ذو بحـة جعـلت ابن عمـه يرتعـش و بدون اكتراث هو عاد لإغلاق عينيـه كما لو أن شيئاً لم يحـدث غافـلاً عن ما تقـف بالـقـرب منـه، كاي تجـاهل ابتسامتـها تلك فأخيـر ما يريـده هو تعـامل مع المجـانين ..

- قهوتـك !

تشانيول عاد لوعيـه لبرهـة، حدق بالتي وضعت كوب القهـوة أمامـه و ابتسـم، و هو شاهـدها تأخد مقعـداً مقابـلاً له ترخي برأسـها فوق كتفي فتى قد لاحـظه هو تـواً و الشاب أمامـه ابتسم لذلـك، تشانيـول نكـز ذراع ابـن عمـه هو أحـس بالنـدم لمـا فعلـه لكـن كاي فقـط تجاهـله و تشانيًول عاد لاستنشاق سيجـارته بدون اكتراث شاعـراً بتلك التحـديقات التي ترسل لـه و لأنـه بارك تشانيـول هو حـدق بصاحبتـها بتحـدٍ ...

- يبـدو أنك كنتَ شارداً، حادثتك و لم ترد..
الشاب الذي يجـلس مقابلاً لـه و الذي يدعى بيكهيون تحـدث، و تشانيول حرك بصـره بصعـوبة نحـوه ..

- كنت متعبـاً قليـلاً، إن أمكـنك إعادة حديثك سأكون ممتـناً ..
و كعـادة هو أطفـأ سيجارتـه و استقـام بجلسـته، نظراً لمكـانته بارك تشـانيول كان لبقـاً بالفطرة و ذلك حاز على اِستغراب و إعجاب الثلاثـة...

- كنت فضولياً حولك، فأنت لم تعرفنا بنفسك بعـد ...
و بكلامه ذاك الجمـيع ركـز في محادثتـهم تلك، و أعين تشانيول التقطت تلك النظرات الفضوليـة بسرعـة ...

- الكاتب و الرئيس بارك تشانيول، من آل بارك.
تشانيـول اختصـر  و استقام مغادراً بعد عن اعتذر بلباقة لمغادرتـه و الجمـيع حدق بـه، فإن كان كيم كاي هو حفيـد السيد كيـم هنا فلا يجـب ان يستغربوا من قدام أحد آل بارك إلى هنـا كذلك..

و إن كان بارك تشانيول رجـلٌ هاوٍ للجمـال فإن آلبرث آن جمـالٌ حُرمـت من جمـال.

-

لم يتـم التدقيـق ، فتجاهلوا الأخطاء لطفـاً

Perfectحيث تعيش القصص. اكتشف الآن