كان ذلك المهمل عاكفاً داخل بيته الصغير
مهملاً ، كسولاً مجهول المصير
و رغم إهماله ألا أنه كان وثير العزيمة
لا يوجد في قاموس حياته معنى للهزيمة
كان يحلم دائماً في تأليف كتاب
عن الاماني او الاصدقاء او الاحباب
رغم إنه لا يجيد الكتابة
ألا إنه كان متيقناً بأن لا يوجد شيء مستحيل
ما دام الله بأحلامنا هو الكفيل
كان يلقي كومة اوراقه من النافذة
يحاول مرة ، اثنتان ، ثلاثة لكن من دون فائدة
ذات صباح استيقظ من نومه جائع
فأخذ يبحث في ادراجه عن شيء يسكت به هدير جوعه المرير
فوجد في احداها علبة بسكويت و كيساً ضئيلاً محملاً ببذور جرجير
فألقى بالحبوب الى الخارج
دون أن يدرك إن فعله هذا سيفتح امامه كل المخارج
مرّت الايام و أنتهى الشتاء و توقفت الامطار عن النزول
فخرج ذات مرة ليتنفس هواء دافئ لكنه رأى شيئاً جعله مذهول
فبين تلك الاوراق التي كان يرميها نبتت بذور الجرجير
فأندهش من البذرة الصغيرة كيف نمت تحت كومة الاوراق
فأنتابه شعور باللهفة للكتابة و ازدحمت داخله الاشواق
فتلك النبتة الصغير اوقدت في داخله شعلة الامل
و قرر ان يحاول مراراً و تكراراً حتى يكون افضل
فتلك البذرة الصغيرة نمت و تحدت كل الظروف
و هو سيكون افضل كاتب شغوفاً بعملهِ و عاشقاً للحروف
.
.
عدد الكلمات (٢٠٠)
أنت تقرأ
فنجان خاطرة
Non-Fictionتتراشق الحروف من سماء مخيلتي كالمطر الغزير فأنتقي اجملها وقعاً و أشدها تأثيراً لأصيغ منها كلمات تلامس القلوب قبل أن تلامس الشفاه #الأنامل_الفضية
