خواطر الأنامل الفضية

6. إنسانُ الغاب

عالمٌ سكانهُ موتى يكسوه الإرتياب. بين ثنياته ترى أُناساً مُكشري الأنياب. بئس الأخ إن سمعَ منك "آخاً" عافك في رُهاب. بئس الأهلُ لما سمعوا منك "آهاً" سلطوا عليك بنادق الإرهاب. بيادقٌ كأزهار الياسمين تذبلُ وتنهشها الكلاب. بالسلام يأتينا رجلٌ مريضٌ يجلس على قلوبنا كبومةٍ تنتشي بمظهر اليباب. بقبضته يحبس سمائنا، وبالأخرى يقود شمسنا ليدفنها تحت التراب. باطلٌ كلُّ ما نقوله ونفعله، وكلُ قولٍ وفعلٍ له صواب. بأيدينا نصفق له رغم أنوفنا يدّعي أنه المُنقذ والمهدي ومن سيحرر الألباب. بينما أمهاتنا ثُكلى وأطفالنا عُراة باتوا بلا طعام ولا شراب. بينما الناسُ صمٌّ بكمُّ وعميٌّ يعيشون في وهم العروبة والسراب. باتت العروبة مهزلة نستجدي أشقائنا الحميّة، وضحكة أسرابِ البوم تشق وجوههم من الناب إلى الناب. باع بعضنا بعضاً، وقبضنا ثَمَنَنا بخساً تاركين أرضنا عُرضةً للإغتصاب. بفكِّ حمارٍ قتل قابيلُ أخاه، فما بالكُ بأمةٍ عصت في الجنان، قَتلت للسلطة والجمال، وتعلمت حرمة الموت من غُراب. بأسُنا لا نُظهره إلا على ضعفائنا، ويمرّ علينا عابرُ سبيلٍ ومسكين فنوصد بوجههما الأبواب. بئرٌ عميقٌ نرمي به آبائنا، نتقوقع، نقطع الأرحام، نسترخص الثواب. باتت الدنائة منا وفينا، تجرعنا المذلة ورضينا، حرقنا قلوبنا وأراضينا، دفعنا أرواحنا وأوطاننا للتباب. بنينا للبوم أصناماً من الذهب والفضة والرخام، ليغفر الصنم لمن إليه أناب. بربك فلتستيقظ يا إنسان الغاب!

فاني..

عدد كلمات الخاطرة: 197 كلمة

علامات الفصل السابق: 43.5 على ماذا أذكر

لطالما قتلني "ستايل" عروبتنا الجديدة كم أود تغيير هذه المفاهيم كم أود الصراخ بوجه جميع الناس حتى يستيقظوا من هذا السبات، يا قوم.. صلوا أرحامكم وأنيبوا إلى ربكم وتحرروا من حدودكم، غاروا على أوطانكم، ساعدوا إخوتكم وأصدقائكم وجيرانكم، حبوا الخير للناس كما تحبوه لأنفسكم، لا تفرغوا عقدكم وأمراضكم على أخواتكم وأزواجكم وخدمكم وحتى حيواناتكم، ارحموا لتُرحموا.. لا تستخفوا بما قيل فكم من إنسان دخل النار لذنبٍ لم يخطر على البال. الله وضعنا في غابر الأزمان في مكاننا الذي نستحق في الجنان، لما نرفض هذا ونفضل اتباع أهوائنا وأهواء الشيطان؟
فكروا بما كتبته هذه آخر مرحلة في المسابقة وأقسم لكم والله يشهد على كلامي أنني لم ابتغي الفوز بقدر ما ابتغيت تغيير ما استطعت تغييره من العقول والقلوب، صدقوني كل ما كتبته تمنيت لو ما كتبته. لم يجد كاتبٌ السعادة في ذم أصله وحاله يوماً أتمنى أن يصلح الله حالي وحالكم وحال هذه العالم المضطرب.

أدامكم الله ووفقكم جميعاً، شكراً للآنسة ريناد على المسابقة الجميلة وشكراً لفريق النقد العربي لعملهم الجاد وتعبهم شكراً لكل متابع ومعلق وقارئ تابع مسيرتي في هذه المسابقة منذ أول يوم إلى يومنا الحالي وأولاً وأخيراً الحمد لله على الهبة التي وهبنا إياها فكم من أُميّ لا يجيد القراءة والكتابة وكم من الأشخاص من يختنق قلمه ويغص قلبه ولا يجد لروحه مفراً من واقعه.. الحمد لله الذي أعطاني هذه القدرة للكتابة والتعبير عما بداخلي. أتمنى دائماً أن يقدرني الله على الكتابة للأرواح العاجزة عن التعبير عما بداخلها.

أتمنى الخير والسعادة للجميع تصبحون على خير.