مستوحاة من قصيدة الأرملة المرضعة لمعروف الرصافي
رجاء اقرأ القصيدة قبل هذا
جاءتني في صورة قصيدة ، تحمل رضيعتها بين يديها ، احتملت أنها قصة خيالية ملمعة بدموع البائسين على الأرض ، ضننت على الكاتب بثقتي إذ كنت طفلة لا تثق بالغرباء ، أتيته اليوم في رحلة بحثي عن قصة إنسانية ، تأملتها امرأة تجر أسمالها بين الأبيات ، تقفز من الصدر إلى العجز بحثا عن الصدقات ، تتعثر عند القوافي لتزيد على أورام قدميها ، امرأة ساقتها عاطفة شاعر إلى الخلود في تاريخ الأدب ، بارّون نحن الأدباء الصغار بأمهات الكتب ، بعيدا عن واقع مد يد العون و إزالة الهم عن هؤلاء ، أي روح تمخضت عن مثل هذه الكلمات ؟ تتناثر على الأوراق أبياتا سليمة الوزن مضبوطة القافية ، تجتمع في النهاية لا لتصف الأرملة و حسب ، بل لتخبرني عن العاطفة الإنسانية الحقة ، تحركنا لعثرات إخوتنا أمامنا ، التفاتنا لمد أيدينا للمتأخرين عن الركب ، بعث كلماتنا حياة في أرواح أذبلتها الأيام ، مراعاة أم مهمومة ليس وظيفة الشعراء وحدهم ، متساوون نحن في حق التعبير ، رقة الكلمات ليست أسلوب الكتابة الوحيد ، دعواتنا و صدقاتنا و حتى ضيق الصدر الذي نشعر به أمام المثقلين بمتاعب الحياة ، تنتمي إلى الشعر جميعا و لو افتقرت إلى الكلمات ، تعثر نبضك تأثرا لا يتطلب وزنا و لا قافية ، تحتاج أن تكون إنسانا لتشعر بالآخرين لا شاعرا .
185 كلمة ، أول تحد لا استوفي فيه عدد الكلمات
أنت تقرأ
بقلم من فضة
Non-Fictionألملم شتات الحرف و بقايا الأفكار في كيس من ورق ، ألقي بها في دواة تتضور جوعا لكنني كاتبة سيئة أرمي إليها بفضلات اللغة فتستفرغ على الدفتر خواطرها . #الأنامل_الفضية