صورة !

154 16 14
                                    

لا يختلف اثنان على كونها صورة مركبة ، لكن ماذا عن مضمونها ؟

و خارج أطر الخيال أراها عبثية تفصح عن خراب بجوف مصممها ، أمواج بُر سابحات في لجة على البر ، مشهد ساكن ، لكني أكاد أشعر بالريح تصفعني ، طفلة في قلب الصورة لا ترضى الغرق ربما لأنها -و من تسريحة شعرها- لا تنتمي إلى هنا .

نافذة طائرة ، مغلقة يكشف زجاجها عن أفق السماء الملبدة ذاتها لكني أكاد أقسم أن ما خلفها واقع غير هذا ، عند زاويتها اليمنى طائر أبيض في وضع هبوط ، بل في وضع انقضاض ، إذ أن الجوارح على اختلاف أنواعها لا تنتمي إلى هنا .

إنذار بعاصفة قادمة ، سماء قاتمة ، طفلة تبدو هاربة ، و طائر يدخل المشهد فجأة ، سنابل قمح بدون لوهلة متوحشات و مرة أخرى سحب يحضن بعضها بعضا في مشهد كئيب. 

باهتة ألوانها ، رغم النور المتسلل عند الأفق ، رغم أن الطفلة بخير ، رغم أن ما خلف النافذة لا زال مجهولا ، و رغم أن الطائر أبيض ، إلا أنها تبقى صورة كئيبة .

بقلم من فضة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن