II

2K 258 279
                                    

- يا صاحب الشعر المجعد، استيقظ.

وعيت من نومي والصداع يدوس على رأسي كأنني تراب أسفل قدامه، كانت الرؤية حولي ضبابية لذا قمت بفرك عيناي قليلًا علني أرى بصورة أوضح.

قمت عن الكنبة وعظمات ظهري يصرخن من الالم، لكنني لم أبدي أي ردة فعل لها وهممت أبحث عن مصدر الصوت الغريب الذي فِقتُ عليه، دُرت حول نفسي كأنني بوصلة معطلة باحثًا، لكن لا شيء سوى علبة الرقائق التي تناولتها البارحة، غريب! أظن بأنه جزء من حلم أو شيء كهذا.

حككت ظهري وأنا أتثاءب، ما زالت الساعة السادسة صباحًا، أشعر بأنني ديك لأنني لم أعتد النهوض في وقت باكر، أنني أنام في العادة حتى وقت الظهر، فلا شيء لأفعله حتى أستفيق من الصباح الباكر.

وودت أن أنظف أسناني لكن الماء باردٌ الأن لذا لا أود أن تتجمد خلايا دمي بسبب ذلك، توجهت نحو عزيزتي الجميلة، التي لا يقترب قلبي منها إلا وقد أحاطه شعور السكون والسعادة، وتزينت عيناي بفواتنها، إنها ثلاجتي الغالية، ومعدتي تشتاق لها الآن.

علبة المربى فارغة، وشرائح التوست يابسة، والقهوة مقدارها لا يكفي لصنع كوب، رائع!

- متى كانت أخر مرة قمت بها بالتسوق أو تنظيف غرفتك أيها الكسول؟

الصوت مجددًا مرة أخرى تردد طنينه في أذني، هل هي هلوسة؟ بحثت بكل غرفة كالمجنون عن مصدر الصوت، بين النفايات، بين أغطيتي المتكدسة في الزوايا هنا وهناك، أسفل السرير، لكن لا شيء يستطيع الكلام غيري في المنزل!

أسندت جسدي على الحائط وأنا أنقر به بأصابعي نقرات متتالية بسرعة، كأنني أحاول أن أنتزع التوتر الذي اجتاحني في هذا الجدار المسكين، سأنفجر! هل الجمادات يا ترى تطورت وأصبحت تتكلم؟

لحظة تذكرت! أمتلك البيض في الثلاجة مع اللحم المقدد، معدتي ترقص فرحًا، سأعد الفطور ثم أفكر بأمر الصوت الغبي ذاك.

أخذت المقلاة وكسرت البيض فيها، بدأ البيض يصدر أصواتًا وفقاعات وهو يرقص فوق الزيت الحامي، ذكرني بنفسي حينما أستحم والماء ساخن جدًا، رششت الملح فوقه ووضعته في الصحن بجانب قطع اللحم وبدأت اتناول الطعام باستمتاع، لكن توقفت في منتصف وجبتي.

أشعر بالدوار والغثيان، سأموت لقد حلت نهايتي، ولكن لا أحد يموت بسبب ذلك، على ما يبدو أن الأفلام قامت بغسل دماغي الصغير، لكن هل من أعراض الغثيان دوائر فضية على البشرة؟ من أين قد جاءت؟ أبصرتها على قدميْ الحافيتين عندما كنت أمشي نحو السرير، لمستها وكانت ساخنة جدًا، خشنة، فيها شقوق غير منتظمة الشكل.

تعجبت لذلك وقلقت، فمنذ الصباح صوت غريب حدثني لمرتين، ودوائر فضية اللون تنتشر في أنحاء جسدي بجوار الغثيان والدوار، سأطلب المال من أبي وأذهب للطبيب بحجة أنني حصلت على وظيفة وسأرد له كل الدين بعد أول راتب لي.

لو علم بالحقيقة سأعلق من ثيابي كالدجاج المذبوح

● ● ●

- وضعك غريب فعلًا، أذهب للمشفى حتى تقوم بإجراء تحاليل وفحوصات، لن أستطيع إفادتك للأسف.

حدثني الطبيب بكلامه وهو مستغرب من أمر البقع تلك، لم يسبق وإن شاهدها أو سمع عنها، مظهره الأن يذكرني بنفسي قبل عشر سنوات وأنا في حصة الفيزياء لا أفهم شيئًا، هززت رأسي له وأخذت الأوراق من يداه وخرجت من عيادته أسير بالشارع في وقت الظهيرة.

كانت الشمس مثل العروس الخجولة تختبئ خلف الغمام، بالكاد تمردت بعض الأشعة منها ووصلت لنا وأضاءت جزءًا خفيفًا نستطيع الإبصار به، أنزلت رأسي بعدما راقبتها لمدة قصيرة وأنا أمضغ لبانًا رخيص السعر بنكهة الفراولة، أفكر بالموعد المناسب حتى أذهب إلى المشفى به.

- إياك والذهاب إلى المشفى، أنا صديق جديد لك ولم أتعرف عليك بعد.

_________

إن انتبه أحدكم لخطأ ما فليخبرني رجاءً سأقدر له ذلك❤

أي رأي أو انتقاد؟

دمتم في حفظ الله🌸

فيروسحيث تعيش القصص. اكتشف الآن