- عاطل عن العمل، كسول، قذر، عاق، فاشل، وسلبي جدًا، ماذا أيضًا؟ أجل أنت ذو شخصية ضعيفة، تحتاج الى تنمية نفسك.
بدأ يردد أدريان صفاتي السلبية وأنا أدونها على ورقة حتى أعمل على إصلاحها، قال لي بأنها طريقة سهلة وبسيطة حتى أبدأ التغيير والتجدد.
- يا الهي كيف سأعمل على كل هذا؟
قلت بتذمر، وشعرت بلسعة مرة أخرى بإحدى البقع الفضية الموجودة على جلدي الشاحب، وددت لو أنني أخلع جلدي وأستبدله بواحد جديد خالي من هذه الدوائر الغبية.
- قم بترتيب محيطك أولًا، غرفتك ومنزلك حتى تشعر بالسكون قليلًا وتستطيع العمل بشكل جيد.
قال جملته بكل بساطة! ليس وكأنني أعيش في مخبئ للقمامة، توجهت إلى المطبخ وأنا أشتم، فتحت الثلاجة وأستقبلتني رائحة لا تستطيع كلمة البشاعة وصفها، مزيج من رائحة الحموضة والعفن، مقرف.
نظفتها وكأنها فتاة تود الذهاب إلى حفلة، لكنها فارغة، لا يهم سأذهب للتسوق لاحقًا.
عاودت الشعور بلسعة مرة أخرى لذا صرخت بغيظ.
- لا تقل لاحقًا، دون هذا عندك حتى لا تنسى.
أنا متأكد بأن هذا الفيروس المسؤول عن لسعي وعن هذه البقع
- سأفعل.
أبتلع العمل والتنظيف نصف وقتي بجوع، لم أرى بيتي بهذا الترتيب والنظافة من قبل!
- يا الهي كيف سأتغير وأنا أشعر بكل هذا التعب منذ اليوم الأول.
قلت وأنا أود البكاء، كأن هناك من دهس ظهري وهرب وترك الألم وراءه.
- أتظن أن تلك القذارة تجمعت في يوم وليلة؟ إنها بقايا ما تركه لك الوقت منذ مدة طويلة وأنت تجاهلته، لذا حينما تود أن تتغير لن تتغير في يوم وليلة أيضًا، ستحتاج إلى الوقت الذي أستغرقه في اكتساب هذه النشاطات السيئة.
يا الهي يبدو كالعجائز وهو يتحدث بحكمة.
- فهمت، سأقوم بالترتيب والتنظيف دائمًا إذن.
أدركت بأن من الأشياء التي تطرد شعور الإحباط إنجاز شيء ما مهما كان بسيط، عندما قمت بالتنظيف شعرت وكأنني قمت بحرب ضد الأشرار وأعاد الأمر لي القليل من الحيوية.
رميت بجسدي التعب فوق السرير المرتب والنظيف هذه المرة، وأخذني النوم من بين أحضان الواقع إلى استرخاء عظيم.
● ● ●
"حسابك البنكي يوشك على النفاذ"
- بحق الله أتمزح هذه الآلة الحقيرة؟!
تنهدت بقهر، يا الهي من أين لي أن أحضر المال؟ يبدو أنني سأفلس وأتشرد ثم أموت ولا يعلم بشأني أحد، ثم يدفنني التراب وأتحلل وقد أصبح نفطًا، رائع! سيكون لي قيمة اقتصادية عالمية.
- راني، أستفق، أنت على وشك الإفلاس.
خاطبت نفسي بصوت مرتفع وبدأت الناس المارة تنظر لي، أبدو غبيًا.
وضعت طاقيتي فوق شعري المجعد وبدأت السير ببطء، قدم تسبق الأخرى تسحبني بسباقها إلى الأمام، ظننت أن الجو سيمطر كما في الأفلام عندما يحزن البطل، ولكن الشمس تبدو غاضبة وأخذت تنهش جلدي الشاحب بأشعتها، سأصبح بطاطس مقلية.
- أدريان ما الحل؟
سألت فيروسي، أخذ صوت كالصفير يدور في رأسي لثواني معدودة ثم توقف.
- أبحث عن عمل.
● ● ●
غزا التوتر قلبي وكأنه حرب داهمت منزلًا وأيقظت أهله دون علمهم بما يحدث، العرق يبلل جلدي وأطرافي ترتعش، رغم أن لا أحد يراقبني والجميع يمشي في الرواق دون أن يبالي بالأخر، ولكنني شعرت كأن أعينهم جميعًا تلاحقني وتود إلتهامي.
أبتلعت ريقي وبدأت أدعك بمعطفي الجلدي من الأسفل وأنا أقف أمام مكتب المدير، كيف سأجري حديثًا معه؟ كيف سأبدأ؟ أود أن أكون طباخًا في هذا الفندق.
دققت الباب بخفة، لم أستمع إلى أي رد لذا أظن أن طرقي للباب كان ضعيفًا ولم يستطع صوته إكمال مشواره نحو أذان المدير، طرقت بقوة أكبر هذه المرة ليفتح أحدهم لي الباب، كان شخصًا يبدو أنه في عقده الرابع، يغلب الشيب فروة رأسه وله بنية ضعيفة بجسد طويل.
- في المرة المقبلة أطرق الباب ثم أدخل دون أن تنتظر.
يبدو أنه سمع طرقي في المرة الأولى.
أنت تقرأ
فيروس
Paranormal"العالم دائمًا ما يرسل رسالة بطريقة غير مباشرة للذين يقاومون حتى لا يقعون في حفرة الإحباط" - تم اختيارها في (Top10 on wattpad) الخاص بفئة الخوارق من قبل مؤسسة أكون للإبداع العربي.