ركضت إلى إحدى الأزقة الضيقة في الشارع بسرعة، أشعر بأنني فقدت قدرة السمع وعقلي بات فارغًا.
البقع الفضية تزداد سخونة وتستنزف طاقتي كنار لها تستمد منها الحرارة، وضعت أناملي على فروة شعري وبدأت أدعك برأسي والألم يفتك بي، الوجع يسير بدل كريات الدم الحمراء في جسدي، عيناي تحرقانني، صفير يملأ أذني، شيء ما يسحبني للأسفل يجعلني أفقد توازني وأجلس على الأرض عاجزًا.
لملمت شتات نفسي وبدأت بالصراخ كالمجانين، حنجرتي لم تحتمل مقدار الصوت الذي أخرجته لتبدأ هي الأخرى تضرب بي وجعًا.
- من أنت؟ أخرج من مخبئك كفاك مرحًا.
صمتُ طغى فجأة بعدما سألت المجهول، وسكنني الهدوء وكأن سحرًا ما أصابني، تكورت على نفسي بخوف وقلق مما أصابني، أتراني جننت؟
- لا تجزع أيها الأحمق، فقط عد إلى المنزل وسأخبرك.
كورت يدي وبدأت أضرب رأسي بقبضتي ضربات متتالية حتى شعرت بلسعة في بقعة موجودة على بطني.
- توقف ماذا تفعل؟ قلت لك لا تجزع!
هدأت مرة أخرى، وبدأت أركض كأنني خيل حتى أصل الى المنزل، لكنني تعبت رغم أنني جريت لدقيقتان فقط، لياقتي البدنية تراقب بي من بعيد وتضرب وجهها بأسى، أكملت الطريق سيرًا وحبيبات العرق تتدحرج على وجهي رغم برودة الجو، لكن جسدي حار.
أدرت مقبض الباب ودخلت، وجهي مصفر وعيناي ذابلتان مثل شجرة أصابها العطش، دفنت نفسي تحت غطاء الصوف وبدأت أهمس:
- لن أجزع، قل لي من أنت؟
خاطبت الشيء المجهول عله يجيبني
شيء ما أصدر صوت في رأسي مثل لعب الأطفال، ثم ذهب ليعود السكون سيد المكان.
- أنا مخلوق جديد أعيش داخلك، حجمي مثل الخرز وأدعى بأدريان، أُصنَف كفيروس.
أجاب، صوته رفيع للغاية وحاد
- يا الهي هل أنا حامل وستبقى داخلي تسعة شهور وتكبر تبتلعني؟
قلت متفاجئًا
- أنت تفوز بجائزة أكثر المخلوقات غباءً، لا لست كذلك وحجمي لن يكبر.
رد علي ساخرًا
- حسنًا لكن ماذا تفعل داخل رأسي؟ ولماذا أنت هنا؟ وكيف أتيت أصلا؟!
سألت والفضول يلتهم عقلي الرقيق
- الأمر حدث حينما ذهبت لشراء رقائق البطاطس وحاولت ابتلاع قطرات المطر في طريق، لقد كنت في أحد تلك القطرات.
أجابني هو واستغربت أنا، لذا عاودت سؤاله
- هل أنت من السماء إذن؟
أجابني وهو متردد نوعًا ما
- لا أعلم حقًا من أين أصلي، أنا نوع فريد ليس لدي أتباع، فقط أنا ولا أحد أخر يشبهني في النوع.
كل تلك المحادثة جرت في دماغي دون أحرك شفاهي فعليًا، أشعر بأنني في مسلسلات هوليود لأن الأمر غريبُ حقًا.
- ربما أنت كائن فضائي؟
أردفت
- ما تعريف البشر بالضبط للكائنات الفضائية؟ هل هي بظنكم أي مخلوق ليس من نسلكم؟ أو خارج كوكبكم؟
سألني هو لأشرد قليلًا ريثما أجبت
- الحيوانات والنباتات ليست من نوعنا ولكن لا نسميها كائنات فضائية، إذن من الفضاء.
- ربما أكون فضائي إذن، برفقة الجراثيم والفيروسات الأخرى هذا إن كان أصل هذه الأشياء من خارج كوكبكم وغزتكم.
فسر الأمر بهذه الطريقة بناءً على إجابتي
- يا الهي أيها الأشرار ستحتلون كوكبنا.
عاودت الشعور بلسعة في أحد هذه البقع المشمئزة في يدي هذه المرة، لا أستطيع حكها أو لمسها لأن اللسعة ستزداد.
- ألك علاقة بهذه البقع الفضية التي تنتشر بجسدي؟
- كفاك اسئلة لقد تعبت، قم بتهوية منزلك رجاءً لأن الرائحة خانقة أنا سأنام.
- لالا أدريان! لم أعرفك بعد عن نفسي اسمي راني.
لم يرد علي هذه المرة، عاودت محادثته ولم يجبني إلا الصمت، بدأت أتحسس تلك البقع بعد أن تجاهلني، لم تكن ساخنة هذه المرة بل كانت باردة جدًا وناعمة.
إذن الأن يعيش داخلي فيروس متكلم، لا أدري ما غايته وما هو بفاعل بالمستقبل، لكنه شيء جديد دخل في حياتي مزق قليلًا من غشاء العزلة الذي كان يحتويني.
_______
القصة ستكون قصيرة لذا الأحداث قد تكون سريعة🐧أي انتقاد أو رأي؟🌸
أنت تقرأ
فيروس
Paranormal"العالم دائمًا ما يرسل رسالة بطريقة غير مباشرة للذين يقاومون حتى لا يقعون في حفرة الإحباط" - تم اختيارها في (Top10 on wattpad) الخاص بفئة الخوارق من قبل مؤسسة أكون للإبداع العربي.