الفصل العشرون

6.5K 157 0
                                    

الحج بفرحه عارمه: مبروك ياهديه اخيرا هيبقا عندى حفيد جديد

- الله يبارك فيك ياجدى،قامت بوضع يديها على بطنها : هيبقا أحلي حفيد
- انتي ايه اللي نزلك من سريرك ،انا مش قلت متتحركيش من مكانك إمبارح
محمود بسخرية وهو يتجه إلى مكانه على السفره وقال : متتحركش ليه هى عاجزه ولا ايه ؟!
ابتلعت سخريته بينما إجابته نوجا وهى ترتب على كتفها : متتحركش لان هديه حامل ،يعني كلها كام شهر ويبقا عندنا اول حفيد ،صمت محمود بينما أكملت هى : مش هتقول لابنك ومرات ابنك مبروك ولا ايه ؟!
- لا ازى مبروك ياصالح واخيرا هتبقا اب ده كانت قربت اشك انها عاقر
رمي كلمته اللذعه فى وجهها مما جعلها تحزن فهذا مايقول بدل أن يهنئها باله له من رجل قاسي
نظر صالح الي هديه بعد أن رمق والده بسخط : هديه ياست البنات يلا ياحبيبتي تعالي اطلعك اوضتك علشان ترتاحي
اذعنت لأوامره وذهبت معه بينما التفت نوجا إليه قائله :
- انت متعرفش تقول كلمه عدله ابدا سديت نفس البت كدا ،ده بدل ماتبارك لها
- هو الدبش عمره بيتغير يابنتي
نظر لهم غير مبالي وتحدث : اقوم أشق طريقي قبل الدنيا ماتليل علشان اجيب بنت اخوى
حملها أثناء صعودهم على السلم مما اخجلها بشده قائله : ايه اللي بتعمله ده ياصالح حد يشوفنا
- اللي يشوف يشوف احنا بيهمنا ايش،واحد وخايف على مراته وابنه اللي لسه مجاش ،ثم قام بمداعبه أنفها بأنفه
ابتسمت وقد طوقت عنقه وهى تقول : ربنا يخليك ليا ياأجمل حاجه حصلت لي فى الدنيا
وضعها على السرير ودثرها بالغطاء قائلاً : ويخليكي ليا ياأجمل هديه ربنا رزقني بيها
ابتسمت وهى تحضن كفه قائله بنره فرحه : انت فرحان ياصالح
تحدث بنره صادقه : فرحان دى كلمه قليله علي اللي انا حاسس بيه ،لو فيه كلمه أكبر من الفرحه كانت قولتها ،انتي اول وأكبر هديه فى حياتي ،ثم قام بوضع يده على بطنها وأكمل : واللي جاي أو جايه دى تاني هديه فى حياتي ،كفايه انه/ا حته منك انتي ،بتمني من ربنا تكون شبهك
احتضنت كفه وقالت : يارب تكون شبهك انت يا أروع أب فى الدنيا
...........
انقضي اليوم سريعًا فى عمل الفندق وقررت الرحيل ولكن منعها زياد :
- شمس ممكن اطلب منك طلب ؟!
- طلب مِنى اكيد ،اتفضل
- ممكن تقبليني فى مكانا النهارده بليل ؟!
- ليه خير؟! فى حاجه
- كل خير لما اشوفك النهارده هتعرفي كل حاجه بس ضرورى تيجي
استغربت بعض الشيء ولكنها وافقت على كلامه : تمام ،استئذان انا دلوقتي
أفسح لها المجال وغادرت هى ووقف هو يتذكر ماقاله لأبيه أمس
- بابا انا عايز أخطب
- أخيرا اخدت الخطوه دى يازياد
ابتسم قائلاً : كانت مستني لما القيها والحمد لله ربنا كرمني بيها ووقعها فى طريقي
بدأ الاستجواب من جانب أبيه گـ كل أب مصري اصيل ،من هى ؟ واين رائها؟ وما مؤهلها
إجاب زياد عليه وقد بدأ بالحديث معه عن شخصيتها ومواقفها واندمج الاب مع ابنه وكان يضحك بشده على تلك الفتاه المتطفله بكل تفاصيلها إلى أن توقف زياد قائلاً :
- وده كل حاجه أعرفها عنها
- انت متأكد أن دى الانسانه اللي هتقدر تستأمنها على بيتك
- طبعاً يابابا دى شايله مسئولية بيت ،دى بمليون راجل ،دى الوحيده اللي هقدر اخليها تشيل إسمي وانا مطمن ،دى اللي اقدر اسيبها واسافر وانا مطمن ،دى اقدر اقول عليها وانا بفتخر بيها قدم الكون بحاله انها مراتي
- ياااه يازياد ده انت عشقتها مش بس حبتها
ابتسم زياد بينما أكمل إبراهيم : طيب وهتتقدم لها إمتي
- دى بقا انا هقولك هتعمل ايه؟! وانا هعمل ايه ؟!
بدأ زياد يسرد لوالده ماينوى فعله
- طيب تمام وربنا يقدم اللي فيه الخير
- يارب يابا
فاق من شروده على خبطه أحمد له على كتفه الأيمن : ايه يابني مالك واقف متنح ليه كدا
- ابدا ،اخبارك إيه ؟! واخبار نوجا ايه
- الحمد لله ،نوجا سفرت البلد وسيبني لايص هنا ومش عارف اخد خطوه جد
- خطوه ايه دى
- عايز اتجوز ياجدع واكمل نص ديني ،احسن زهقت وانا عايش بنص ونص لا
ابتسم زياد عليه وقال : شكلي انا اللي هكمله قبلك
- ازى ،انت هتتجوز ولا ايه ؟!
- اااه هتقدم لها النهارده
- من ورايا ،امتي حصل؟!
- بلاش الظن ده ،كانت ناوى اقولك بس كانت مستني اعرف هتوافق ولا لا ؟
- مين صاحبه السمو اللي وقعتك
- شمس
انصدم أحمد قائلاً : شمس شمس ،قريبه ريم
- ايوه يابني مالك استغربت ليه !!
- لا ابدا بس مكنتش متوقع ان دى هتوقعك ،لانكم مش شبه بعض خالص
- الأضداد بتتجاذب يا أبو حميد
ابتسم وقال: فرحتلك والله يازياد ،شمس ماشاء الله عليها ،عرفت تختار يابني
وعبقالي يارب لما اخد انا كمان الخطوه و اتجوز والمزه ،اقصد الخضره
ابتسم كل منهم وودع زياد أحمد ورحل
.........
دخلت كل من شمس وريم الي البيت وكعاده شمس صاحت بأعلي صوتها قائله : ام شمس أما ،انتي فين ؟!
- هكون فين ياشمس فى المطبخ
ذهبت باتجاه المطبخ قائله : طيب والنبي يا أما جهزى الاكل بسرعه أحسن جعانه والحق اريح شويه قبل ما أنزل
- هتروحي فين ؟!
حكت شمس رأسها : هو ينفع أقولك لما اجي
- اشمعنا
- من غير اشمعنا يا ام شمس
- ناويه تعملي مصيبه ايه ياشمس
- لا والله مامصيبه ياحجه بس هو مشوار هقضيه فى السريع واعرف فى ايه ؟ واجي احكيلك
خرجت شمس وأيضا ريم من المطبخ متجهتان إلى الغرفه لابدال ملابسهما
فى الغرفه
- مقولتيش انك هتطلعي انهارده يعني!!
- محصلتش مناسبه ،واهو اديكي عرفتي
- طيب رايحه فين
- هقابل زياد
ردت ريم متسائله : ليه فى ايه ؟!
- والله ما اعرف ياريم كل الحكايه قال عايز اشوفك بليل فى حاجه مهمه
- مممم ياخبر بفلوس بعد كام ساعه ببلاش
تناول الجميع طعام الغداء وذهبوا إلى غرفهم وحل المساء وارتدت شمس بنطلونها الواسع بعض الشئ بلون النبيتي وارتدت فوقه شيميز من اللون الابيض وتركت شعرها القصير حرًا
وقفت شمس فى ذلك المكان الذي اعتادت أن ترى به زياد وأتي هو من خلفها قائلاً : جيتي من بدرى
التفت إليه وقالت : لا لسه وأصله دلوقت ,خير بقا فى ايه ؟!
- تعالي معايا وانتي تعرفي
- اجي فين ؟!
- تعالي يلا اطلعي ،دلوقت هتعرفي
صعدت شمس معه على المركب وما أن دخلت حتي زهلت من المنظر
فقد كانت المركب مزينه بالورود واضواء خافته ساحره وبلالين فى جميع أرجاء المكان بلونين الابيض والبينك ،ظلت على زهولها وهى ترأ المنظر الذي جعلها تكاد تقفز من مكانها من الفرحه ،التفتت إليه قائله : كل ده علشاني انا
اوم لها زياد برأسه واكمل : دى حاجه قليله عليكي ،انا لو اطول اقدملك الدنيا كلها اعملها
- زياد بجد مش عارفه اقولك ايه ؟! بس الحاجات دى ليه وايه المناسبه ؟!
المناسبه ياستي هتعرفيها دلوقت
دخل زياد الى الغرفه التي بالمركب وجاء بطوله عليها قالب كعك مكتوب عليه
( Married me Shams)
جحظت عيناه وكادت أن تبكي من وهل الصدمه
فى نفس ذلك الوقت فى بيت شمس رُن جرس الباب وفتحت والده شمس قائله : مين حضرتك ؟!
- انا إبراهيم والد زياد صاحب الفندق اللي بتشتغل فيه شمس
- أهلا وسهلا بحضرتك اتفضل
دخل إبراهيم وجلس بينما نادت مريم على ريم لتجلب كرم الضيافة
- مافيش داعي يا أم شمس
- لا ودى تيجي أول مره تدخل بيتنا ومنقومش معاك بالواجب
- تسلمي يارب ،الصراحه انا كانت جاي اتكلم مع حضرتك فى حاجه مهمه
- خير يافندم
تنحنح قائلاً : كل خير ياأم شمس ،الصراحه انا كانت جاي اطلب ايد بنتك لابني
صدمت مريم بينما أكمل هو : زياد خريخ كليه شرطه وعنده شقه دة غير الشقه اللي عايشين فيها وبدأ يكمل لها التعرف وما أن انتهي قال : وكدا انا قولت لحضرتك كل حاجه اقدر اعرف رأيك
لملمت شتات نفسها قائله : والله حضرتك فجائتني
جاءت ريم بالمشروبات وقدمتها لابراهيم وشكرها وهو يأخذ كوبه ثم التفت إلي مريم قائلاً :
- انا مقدر وضع حضرتك كويس ،انا كانت عايز اعرف رايك فى الموضوع ،وطبعا يشرفني انك توفقي وشمس تبقا بنتي
- والله انا مقدرش فى الموضوع ده اتكلم خالص الرأي رأي شمس
- وهو كذلك هى على العموم دلوقت مع زياد وهيعرف رأيها
- شمس مع زياد
- ايوه
- اااه ،اااه ماهي قالتلي بس انا نسيت
- اوووبا خالتي عرفت قبل ما شمس تقولها ربنا يستر
أما عند شمس وقف زياد أمامها متوترا وقال : هااا ياشمس قولتي ايه ؟!
فاقت شمس من صدمتها قد بدأت تستوعب مايحدث
- شمس انتي مش بتردى ليه
عُلق نظر شمس على تلك الكلمه التي تزين قالب الكيك وهى فى صراع من أمرها فماذا عن ريم وتحملها مسئوليتها ؟
ماذا عن والدتها وكرامتها التي اقسمت أن ترجعها لها ؟
ماذا عن البيت ووضعها موضع الرجل به ؟!
واخيرا وليس أخيرًا ماذا عن الفقد والترك العامل الأساسي الذي ينغص حياتها واعتيادها على عدم وجود رجل فى حياتها بعد ابيها ؟!
،ثم التفت إلي زياد قائله : اسفه يازياد بس انا مش موافقه
وقف زياد مصدوم ولكن خرجت شمس من ذلك المكان مسرعه واستوعب زياد وخرج خلفها بسرعه مناديًا عليها ولكنها لا تستجيب جرى خلفها ومسك يديها قائلاً وهو يحاول أن يلتقط أنفاسه : استني ياشمس ،احنا لسه مخلصناش كلامنا
إزاحته يده بعنف قائله : اظن مبقاش فى كلام مابينا تاني ،انت عرضت عرض وانا رفضته يبقا خلصنا مافيش داعي للكلام
- طيب ممكن تديني سبب واحد للرفض ،ليه مش موافقه ياشمس
- انا حره ياسيدى ومش مطره أوضح حاجه
- ليه ؟!
- من غير ليه ،انا ماشيه
- اوقفها مره اخرى بسؤاله : بتحبي حد تاني
- اظن قالتلك اني مش عايزه اجاوب ،و اااه ،علاقتنا لحد هنا كاأصدقاء هنا وانتهت
- طيب انتي مش عايزه تتجوزني ،ليه هتمنعي اننا نكون اصدقاء
- انت اللي دخلت الصداقه فى الحب يازياد مش هينفع تكون عايز تتجوزني وانا رفضت ونبقا أصدقاء عادى وكأن مافيش حاجه حصلت ،اسفه يازياد
وتركته وغادرت المكان بينما ظل هو واقفًا مكانه فها هو خسر كل شيء
عادت إلى المنزل بملامح شاحبه وعيناي تكبادت من البكاء
خرجت مريم من غرفتها على صوت فتح الباب وقالت : انتي جيتي يا ولكن خفت صوتها عندما وجدت حالتها المزريه
- فى ايه ياشمس مالك ؟!
خطت خطوتين للامام وقالت : أبدا يا أمي مافيش
- أمي !!! شمس فى ايه ؟! ثم خمنت من حالتها وقالت : انتي رفضتي زياد ياشمس
حملقت شمس بها وماهى الا ثواني وانخرطت فى البكاء قائله : خوفت يا ام شمس خفت ليسبني ويمشي زى بابا ،خافت لا اتعود عليه واصحا ملقوش ،خفت من المسئولية اللي على رقبتي خوفت لمعرفش اتقلم على اني بنت ،خوفت ارجع بنت تاني خوفت ياأمي احتضنتها مريم بشده وقالت : انا السبب فى كل ده ،انا اللي سبتك تتصرفي من غير حدود لاني كانت عارفكي ،انا اللي شيلتك مسئولية اكبر من سنك ،بس خلاص كفايه لحد كدا انا هحلها
ظلت تربت على كتفها إلى أن غفت فى حضنها ووافقت ريم وهو تكاد تبكي على صحبتها وأختها وسندها ........

سرطان حبك الكاتبه سالى اسماعيلحيث تعيش القصص. اكتشف الآن