البارت رقم _10_

49 4 0
                                    

مرت أربعة أشهر أخرى بسرعة كبيرة, لتنضج معدة هارو وتصبح ظاهرة كوضوح الشمس بسبب وصولها للشهر الثامن من حملها, لتشعر بنفسها ستفقد ذاتها والذي ببطنها من كثرة سعادتها, لكنها بقيت تسير حسب نصائح والدتها والطبيب الذي لم تقطع قدمها عن زيارته كل فترة البتة!

لكنها طوال هذه الأشهر, كانت قلقة من كونها سيتوجب عليها يومًا إخبار ابنها عن حقيقة والده, وكيف ستكون ردة فعله! هل سيتركها طالبًا العيش مع والده وتركها تعيش وحيدة كما جعلته يحيى دون أب ووالده دون ابن؟! أم انه سيسامحها وسيبقى معها للأبد؟ وإن علم ييشينغ بالأمر, كيف ستكون ردة فعله يا ترى؟ هل سيتقبل الأمر ويحتضنه كابنه ويعيدها سيدة لقصر قلبها؟ أم انه سيرميها لأبعد نقطة في الوجود مبعدًا إياها عن ابنها؟! هل سيطلب منها العودة لتكون ملكة قصره؟ أم سيتركها سجينة في ذاتها حتى مماتها؟ ترى سيتقبل ابنه؟ أم انه سينفي تواجده للأبد؟! كل هذا والمزيد من الأسئلة المعقدة تراكمت في رأسها, حتى انها كانت تشعر بالصداع في بعض الأحيان من كثرة تفكيرها بالأمر, فتحاول تناسيه لبعض الوقت, على الأقل ليتما يولد طفلها بصحة جيدة!

استيقظت صباح أحد الأيام على صوت ضجيج في الأسفل لم تعهده من فترة طويلة. قطبت حاجبيها بانزعاج لتنزل بسرعة للأسفل بهندامها بينما تصرخ:

"هلا تكرمتم علي وأخفضتم أصواتكم يا مزعجين؟ إني أحاول النوم يا حمقى!"

لتتسع عيناها على أوسعها حين علمت هوية المصدومين من كلامها, حيث أنهم لم يكونوا سوى والديها وخالتها التي حضرت مع ابنها اللذان لم تراهما من سنوات, لتقول بعد أن استوعبت هويتهما:

"خالتي! جاك؟! مرحى!"

لتحتضن ابن خالتها الذي اشتاقت له بشدة, لكن خالتها المنزعجة أمسكتها من اذنها تبعدها عنه بينما تقول وهي تمثل العصبية:

"من تنعتين بالمزعجين والحمقى؟!"

ابتمست هارو تستلطف خالتها لتدعها وشأنها بينما تقول:

"آسفة خالتي, لكني لست معتادة على هذا, مع انه حدث معي مرتين, لكني حتمًا لم أعتد الامر!"

ابتعدت خالتها عنها بانزعاج لتقول:

"يااه لا تقومي بالأمر بوجهك البريء هذا, انك تذيبين قلبي يا صغيرة!"

قهقه الجميع على ما قالت الخالة, لتستأذنهم هارو وتذهب لغرفتها تبدل ثيابها.

توجهت اليهم بعد انتهائها ليقول ابن خالتها:

"ما رأيكِ أن نفطر خارجًا؟!"

STRANGERS STORY|حكاية غريبين (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن