البارت رقم _9_

51 6 0
                                    

انقضى شهر بعتمته ونوره, هارو لا تأخذ الأمر على محمل الجد من ناحية تناولها لوجباتها, فهي بعكس كل امرأة حامل, لا ترغب بتناول أي صنف من أصناف الطعام, ليست لها الشهية! ولربما سيتوجب عليها ذلك الآن, فبسبب اهمالها لوجباتها, وارهاقها لذاتها بحركتها وتنقلها في أرجاء المنزل وخارجه كطفلة صغيرة, ظلت تشعر بالصداع والألم يفتك معدتها لدقائق, ثم سقطت فاقدة للوعي.

أسرع والديها إليها حين سمعا الصوت الناجم عن اصطدام جسدها بأرضية المنزل الخشبية, ليتصل الأب بالاسعاف فورًا بينما والدتها حاولت جعلها تستفيق وهي تحركها وترش الماء على وجهها بينما لم تتوقف عن البكاء.

وصل الاسعاف أخيرًا, لينقلوا ذات الجسد المرتخي كالجثث بأسرع ما يمكن حتى وصلوا المشفى.

أسرعوا بها لغرفة الطوارئ ليدخل ثلاثة أطباء مع ممرضتين إليها بسرعة, وعلى ما يبدو أنهم لن ينتهوا من عملهم بسرعة.

مرت ساعتين للآن, وكل ما يجري أمام الوالدين هو تراكض الممرضات في المشفى, ذهابًا وإيابًا بينما يخرجن فارغات ليعدن محملات بالأكياس, ربما هي أدوية! فكر الوالدان.

توترت الوالدة ولم تعد تعلم ما المفروض بها أن تفعل, ربما عليها إخبار زوج ابنتها بوضعها, وبالحقيقة المخفية عنه, لتقول لزوجها بشرود:

"ربما علينا إخبار ييشينغ بالأمر!"

نظر الزوج بصدمة ناحيتها ليقول بينما حاول عدم رفع صوته:

"وكيف ستخبرينه؟ ماذا لو أتوا الآن وأخبروكِ انه يجب إنقاذ أحدهما فقط؟"

نظرت الوالدة ناحيته لتقول:

"سأختار ابنتي بالطبع!"

ابتسم الزوج بانكسار ليقول:

"ولو علم لاختار ابنه!"

صمتت الوالدة ولم تجب بحرف, بل امتلأت عيناها بالدموع لتحتضن زوجها الذي ربت على كتفها محاولًا التخفيف عنها على الرغم من انه هو من يحتاج لهذا الحضن!

خرج الطبيب أخيرًا, ليسرع الاشيبان إليه بينما يقول الوالد:

"كيف حالها؟ هل هي بخير؟! هل بامكاننا رؤيتها؟!"

تنهد الطبيب لينظر لعيني الوالدين ويتحدث بصدق بعد أن أزال القناع عن وجهه ليقول:

"لقد نجت وطفلها باعجوبة, عليها أن تكون أكثر حذرًا, سأصف لها الأدوية اللازمة, عليها تناول وجباتها بانتظام وعدم ارهاق نفسها!"

STRANGERS STORY|حكاية غريبين (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن