STRANGERS STORY|حكاية غريبين (مكتملة)

البارت رقم _11_

أغربت الشمس بينما خمستهم يتبادلون أطراف الحديث مع غياب هارو ووالدتها فترة من الزمن حين كانتا تعدّان طعام الغداء والعشاء, لتقول الخالة:

"اعذرونا الآن, علينا المغادرة, نعتذر لاطالة وقتنا هنا وتضييع وقتكم بلا فائدة!"

ابتسمت الوالدة لها لتقول:

"لا تقولي هذا عزيزتي, بالعكس, لقد قضينا وقتًا ممتعًا, فبجميع الأحوال لم يكن لدينا ما نقوم به!"

ابتسمت الخالة وابنها ليودّعانهم ثم خرجا متجهين لمنزلهما, أما هارو فقد استأذنت والداها لتتجه لغرفتها, وقبل تخطيها لهما ناداها والدها قائلًا:

"انتظري هارو!"

قلقت هارو من نبرة والدها وتمنت ألّا يحدثها بذلك الموضوع لتقول بنبرة هادئة:

"ما الأمر أبي؟!"

أشار لها بالقدوم والجلوس مقابله بينما الوالدة أخذت تنظف المكان, ليقول:

"لما لم تقولي الحقيقة حين قدمتِ مع جاك؟! أنا لم أربيكِ على الكذب!"

شعرت هارو بغصة في قلبها لتقول بينما لمعت عيناها من تجمع المياه المالحة في عينيها لتقول:

"أرجوك أبي! أنا لم تكن نيتي الكذب أبدًا, لكني في كل مرة أتذكره بها, أشعر بالنقص! الذنب يتملكني, فكرة تدميري لحياة هذا الطفل تلاحقني! أنا فقط لا أريد تذكره, أريد نسيانه واخراجه من ذاكرتي, لكن ابنه يذكرني به دائمًا! أنا خائفة حد الموت من حقيقة اليوم الذي سأخبره به عن هوية والده! بالطبع لن أكذب عليه طوال حياته! لكن ماذا عساي أفعل؟ الحل الوحيد هو محاولة تجاهل الأمر وتناسيه على الرغم من التصاقه بدماغي, وهذا ما يجعلني أشعر بالضعف! أنت ربيتني على أن أكون قوية دائمًا وأتحدى مخاوفي, لكني فشلت! مخاوفي أكبر من طاقتي للتغلب عليها, أنا عاجزة تمامًا أمامها, وبذات الوقت, لا أجد السبب لكل هذا! هو لم يخطئ, أنا لم أخطئ! أو لربما أنا التي لم أتفهمه كما يجب, دائمًا ما أقول يا ليتني مت قبل معرفتي بكون هذا الطفل موجودٌ, لكني أعاود التفكير والقول أن لا ذنب له بكل ما يجري, أما عن سبب كذبي اليوم فهو رؤيتي له أمامي من جديد, لكني اختفيت قبل ملاحظته لي, لذا أنا آسفة لكذبي لكني لن أكررها, فلا أريد لابني إلا أن يكون يشبهني في تصرفاتي, فبالنهاية هي تربيتكما!"

انهت حديثها لتحتضنها والدتها التي قدمت بعد سماعها لسؤال الوالد, لتخونها هي الأخرى بنت عينها, أما الأب فقد حاول اخفاء ضعفه أمام ابنته علّها تكتسب من قوته "المزيفة" تلك طاقة لها, فربت على كتفها ثم اتجه لغرفته بهدوء.