البارت رقم _6_

57 4 1
                                    

أطبق لاي عيناه بقوة, ليتنهد بعدها بقوة, ليقول بصوت مبحوح:

"هارو!"

مما زاد خفقان قلب المسكينة, ليفتح عينه ويرفع نظره إلى عينيها بالضبط ويتابع:

"انظري.."

ثم اقترب من الصندوق المتموضع أمام قدميها ليفتحه. أخرج منه دفتر مذكرات لتقول هارو:

"أوَليست هذه مذكرات سو؟!"

علا

مات الصدمة واضحة على وجهها, ليس فقط من كون مذكرات سو قد وقعت بيد لاي, لكن لما كُتِب فيها من أمنيات, تشوشت بالكامل, هي لا تعلم ما الذي يتوجب عليها فعله, او كيف ستحقق امنيات صديقتها, لتشرد في بحر افكارها بعيدة عن الذي هدأ نهائيًا وقاد حتى أوصلها منزلها.

لوّح ييشينغ بيده عدة مرات أمام وجهها حتى صحت من صدمتها, لتبتسم له بزيف ثم خرجت من السيارة دون قول كلمة واحدة.

غادر ييشينغ بسيارته شارد هو الآخر, اما هارو فقد دخلت منزلها واتجهت لغرفتها دون قول كلمة ترحيب واحدة لوالديها, مما أثار الغرابة في نفسهما, لتلحق والدتها بها بعد دقائق.

طرقت الباب, لكن هارو لا تجيب, ففتحته بهدوء لتراها جالسة على سريرها تفكر في أمر ما, ويبدو انها تغوص في محيط أفكارها, لتتحمحم والدتها بعد ان لم تلحظ وجودها ففزعت, لتقول بتمثيلية بعد ان وضعت يدها على قلبها:

"أفزعتني! لما لم تطرقي الباب؟!"

قطبت الوالدة حاجبيها لتقترب منها وتجلس بجوارها على السرير وتقول:

"لقد طرقته عدة مرات لكنك لم تجيبي, ثم منذ متى وأنتِ تدخلين المنزل دون إلقاء التحية؟! هل أنت بخير؟ ما الذي جرى معك؟!"

نظرت هارو بهدوء إلى عيني والدتها لتقول بنبرة هادئة:

"أكبر مما تتصورين!"

خفق قلب الوالدة بعنف كما هو الحال مع زوجها الذي يقف ضام لذراعيه متكئ على الباب ليقول:

"ما الذي جرى لك؟!"

التفتت هارو لوالدها بفزع لتصرخ:

"لماذا تصران على إفزاعي؟! منذ متى وأنت هنا؟"

قطب الوالد حاجبيه لتصرفات ابنته الغريبة, ثم اقترب وجلس بجوارها من الناحية المقابلة للوالدة وقال:

"أخبريني ما الذي جرى معك وأكبر مما نتصور؟!"

تنهدت بقوة بعد أن أطبقت عيناها لتقول ببحة في صوتها:

STRANGERS STORY|حكاية غريبين (مكتملة)حيث تعيش القصص. اكتشف الآن