"هناك في الخلف، دوركما" قال الأستاذ يونغ وهو جالسٌ إلى المكتب في مقدّمة الصّف اليسرى لينهض يونغي وسوكجين عند السّبورة
بثقةٍ وثباتٍ غطّاهما ملله من الموقف بأسره نطق الأقصر ببضع سانتيمترات: "أهلًا، زميلي هو كيم سوكجين، ورغم أنّه في صفنا لكنّه أكبر بعامٍ لذلكَ هو هيونغ"
صيحاتٌ الاستغراب ندّت عن الطّلاب لينقر الأستاذ بالقلم على طاولته طالبًا منهم الهدوء ومؤمئًا ليونغي كي يكمل غير أنّ الأخير قال بهدوءٍ: "هذا كلّ شيءٍ"
"حسنًا شكرًا لك، دوركَ سوكجين"
تراجع يونغي خطوةً للخلف فيما تقدّم سوكجين نصف خطوةٍ بقلقٍ شديدٍ، لم يتحمّل كونه محور الاهتمام لعشرين طالبًا، قلبه يضرب بعنفٍ جعله يوقن أنّه لولا قفصه الصدريّ لكان قد خرج من صدره بالفعل، وتفكيره أنّ عليه الحديث بطريقة كلامه هذه أرعبته، سيصبح محطّ سخريةٍ ولا ريب..
وكزةٌ في خاصرته من يونغي أيقظته، ابتلع ومرّر بصره على الرّؤوس قبل أن يثبّتهما أخيرًا على خزانةٍ في آخر الصّف وينطق بصعوبةٍ: "ز-"
ذلك الحرف الوحيد أشعره أنّ طاقته قد نفذت، لكنّه لم يبدأ بعد!
أغمض عينيه وتنفّس ثمّ قال ثانيةً وقد أيقن أنّ روحه ستصعد من جسده ما إن ينتهي الأمر لمشقّته عليه: "زميلي هو مـ مين يونـ .. ـغي" قال بنفسٍ مقطوعٍ وشعر بخفّةٍ في رأسه
تبادل الطّلاب نظراتٍ مستغربةً فيما رمقه يونغي والأستاذ بقلقٍ واهتمامٍ، اعتقدوا أنّه سينهار في أيّ لحظةٍ ويونغي دنا قليلًا مفكّرًا أن يوقفه إن كان الأمر شاقًّا عليه إلى ذلك الحدّ، لكنّ صوته الجافّ فاجأه: "ويُحبّ الموسيقى" قال دفعةً واحدةً ثمّ تنفّس عدّةٍ مرّاتٍ بسرعةٍ وهو يحاول أن يكمل: "الـ النّـ ـهاية"
ورغم شكر الأستاذ لهما لكنّ عددًا من الطّلاب لم يتمالكوا أنفسهم عن السّخرية والضّحك، وفوق قواه الخائرة وساقيه الهلاميتين لم يكن مستعدًّا لشيءٍ كهذا، كلّ ما أراده هو العودة إلى مقعده لكنّه لم يجد الطّاقة اللازمة لتحريك قدمه!
انقبض متفاجئًا لشعوره بكفّ أحدهم على ظهره، كان يونغي الذي بالكاد أحدث تلامسًا جسديًا معه عندما رأى تصنّمه ومظهره الهشّ، وتلك اللمسة التي دفعته أعطته بعض القوّة وفي غضونٍ لحظاتٍ كان يجلس على مقعده وصوت نبضاته المجنون في أذنيه غطّى على سخرية الآخرين
"هيونغ ولا يعرف كيف يتكلم!"
"مـ مين يونـ ـغي!"لكنّ الفتى ذا العينين الضّيقتين كان له رأي آخر فقد حدجهم بنظراتٍ قاتلةٍ جعلتهم يلتفتون إلى الأمام من جديدٍ متظاهرين أنّهم لم يتأثّروا عبر ضحكاتٍ وتعليقاتٍ قصيرةٍ أصدروها بعد ذلك.
نقر الأستاذ الطّاولة من جديدٍ ونهض معلنًا مغادرته فقد انتهى جميع الطّلاب من تقديم بعضهم: "حسنًا سألقاكم في حصّة الأدب، اجتهدوا في عامكم الجديد وكونوا مهذّبين" وما إن صار عند الباب حتّى التفت إلى يونغي: "آه ومين يونغي أريدك في غرفة الأساتذة"
رمش يونغي باستغرابٍ، ما يزال اليوم الأوّل في بدايته وهو لم يرتكب أيّة مشكلاتٍ بعد، فلماذا يريده الأستاذ؟!
ألقى نظرةً خاطفةً على المجاور له والذي وضع جبهته على الطّاولة ثم نهض بكاسلٍ ولحق بالأستاذ.
أنت تقرأ
Fate Reversed | KSJ x MYG ✔ -تحت التعديل-
Fanficبطريقة ما تبادلنا المصير، والآن سأُعيد لكَ كُلّ ما فقدتَه بسببي.. كتبت في: 21 12 2018