Ch십구 (Gazelle)

777 109 135
                                    

السابع من يناير/كانون الثاني 1967
الثامنة والنصف صباحاً~

(الأمر ليس بهذا السوء)

هكذا تمتم الفتى وهو يتأمل صدره وخصره أمام المرآة ذات الحجم الطبيعي في الحمام، مُتلمساً الرؤية من ضوء الصباح المُنسدل من النافذة في أقصى المكان.

لا يدري ما كان لون الكدمات بالأمس لكن لونها الآن خليط بين الأحمر الدموي والبنفسجي وقد قرر أن هذه علامة حسنة على أنها ستزول ربما في ظرف خمسة أيام.

هو خبير كدمات بعد كل شيء.. فهو كان يعرف وغداً ما اسمه "چورچ" في ماضيه.

مهلاً..
ماضي؟
أي ماضٍ هذا الذي يتشدق بكونه ماضي؟
لقد ترك الملجأ منذ يومان فقط لا غير!

تنهد غير عالم أيشتاقهم أم لا، أكان الوضع أفضل هناك أم هنا، تذكر المُعلم "ألفريد" على حين غرة وكيف أخبره أن رفضه لحضانة آل "بيننجتون" له ما هو إلا ظلم بيِّن لذاته.

ثم ها هو ذا.. يرمق أول نتائج موافقته.

لكنه يشتاق "ليزلي" لا إنكار هنا حتى أن الأمر يقبض على أيسره بقوة طاحنة.

يريدها بجانبه الآن لتمرضه كما فعلت من قبل، ذاك التمريض الناعم الساهم الذي يشمل الروح قبل الجسد ويعمل على إنعاش الوجدان قبل القلب، ذاك التمريض الذي تُداوي فيه بالضحكات وتُضمد باللمسات.

غسل وجهه ثانيةً فقط ليجرب إن كان الماء سينجح في إزالة أفكاره.

مرة بدون صابون..
ومرة بصابون..

وفي المرتان فشل الأمر لذا سحب المنشفة ووضعها على رأسه وحسب.

جلس على طرف السرير وهو لا يزال عاري الجزع، النوافذ مغلقة بإحكام لذا لا يشعر بأي برودة، وهو أصلاً لا يدري إن كان لديه استعداد لارتداء أي شيء آخر لما تبقى من حياته.

تساءل لما لم يقتحم غرفته جيش خدم في تمام الثامنة تماماً كما حدث بالأمس، إنها الثامنة والنصف الآن.

لكن من يخدع؟

بالتأكيد هم مرعوبون من الاقتراب منه بعد ما حدث بالأمس مع السيدة "بيننجتون" التي أوشكت على اقتراف جرائم كاملة ضد حقوق الإنسان فيهم دون أن يطرف لها جفن.

كان الأمر جد مخيف لدرجة أنه هو الذي كان غانماً سالماً داخل غرفة، في سرير، تحت غطاء، لم يستطع أن يتحكم في ارتعاش أوصاله خوفاً من صوتها.

لا يدري حقاً إن كان الأمر يستحق كل هذا الصراخ والهستيريا، هو شاكر لملحمتها تلك فهي تعني أنها تهتم.. كثيراً.. ربما بشكل مبالغ فيه.

لكنها طالت الجميع بلسانها سواء استحقوا أم لا وهذا ليس عادلاً.

نهض ليعيد المنشفة مكانها ثم اتجه لخزانة الملابس الملحق بالغرفة ليُخرج قميصاً بعد أن قرر أنه ليس في مزاج للإصابة بنزلة برد.

Silence out loud:1950حيث تعيش القصص. اكتشف الآن