Ch이십이 (Show)

889 112 192
                                    

الثالث والعشرون من فبراير/شباط 1967
العاشرة مساءً~

يَجبُ على المُذنب أن يَلجأ ها هُنا
مثلَ المعفو عنهُ ها قد أصبحَ خالٍ من الخطيئة
مرأى هذا القصر خُلق من تناهيد الأسى
والشمسُ والقمرُ تذرفانِ الدمع من عينيهما
في هذا العالم تمّ بناءُ هذا الصِرح..
لإظهار مَجد الخالقِ فيه

(هكذا كانت كلمات الإمبراطور غزلاً في صرحه تاج القصور المهيب، البعض أيضاً يسميه تاج محل تيمناً بزوجته صاحبة الضريح "ممتاز محل" لكنني بشكل شخصي أفضل الاسم الأول لأنه بعيد عن أي تحريف)

أنهى "عبدول" أقصوصته وهو يتأمل بطاقة بريدية شبه مُهترئة بين يديه تُمثل الضريح الرخاميّ مُنعكساً على البحيرة.

تمتم الفتى الذي كان مُضجعاً على السرير بشيء من النشوة (لابد أن حبهما كان ملحمياً..) ثم تأمل الهندي للحظة منتظراً منه إلقاء التتمة على مسامعه أو لربما للأقصوصة بقية، لكن الشاب لا يزال صامتاً ساهماً في ملكوته الخاص.

لذا تنهد وغيّر وضعيته فاستلقى على ظهره مُسنداً رأسه على كلتا ذراعيه المطويتان، من المفترض أن يكون نائماً الآن استعداداً للغد وشمسه ودروسه.. لكن وک عادة الهندي فإنه يجعله مُتخماً بالأحلام حتى ينسى أن ينام.

سأل رفيقه وعيناه تبرقان على ضوء المصباح الصغير بجانبه (هل دُفنا بجانب بعضهما البعض في النهاية؟)

أفاق الهندي من شروده وأجاب وفي صوته ابتسامة ما (أجل، اطمئن، فالإمبراطور توفى ربما قهراً بعد أن عزله ابنه الذي من صلبه من الحكم وزجهُ في السجن، كان له أمنية يتيمة وهي أن يُدفن جنباً لجنب مع معشوقته، فكان له ما أراد في نهاية الأمر) 

وجد الفتى نفسه يسأل من العدم (عبدول.. أوقعت في الحب من قبل؟)

ابتسم الهندي من فوره ونظر لسيده الصغير بشيء من العجب لهذا السؤال، سعادة خفية تسللت إليه لما تنم عنها هذه الالتفاتة من راحة تولد بين الاثنين.

أجابه بمرح (للحب سلطان على قلبي منذ سنين وما أكثر مغامراتي الغرامية)

ضحكت عينا المُستلقي على السرير وسأل (وما أكثر مغامراتك إثارة يا ترى؟)

(وهل إن أنا أجبت سيرد سيدي الصغير بمغامرته الخاصة؟) رد الهندي على السؤال بسؤال وهو يرجع ظهره للوراء في مجلسه بتحدٍ.

وفوراً سقط قلب حليبي البشرة ونأي بوجهه بعيداً عن المُلتحي يشعر بحرارة تنبض من أذنيه لربما خجلاً.

يفصح عن ما يعتمر في قلبه اتجاه صهباء الملجأ؟

مـ سـ تـ حـ يـ ل!

أكمل الهندي يغيظ الفتى بطريقة لعوب (لن أكذب عليك سيدي.. أنا دائماً ما أتخيلك تعيش حياة سرية ملؤها الإثارة والغموض بعيدة عن كل هذا التأدب الذي تبديه، وتأكدت من هذا صراحةً بعد عودتك ذاك اليوم وأنت تبدو كمن خرج تواً من شجار قطط)

Silence out loud:1950حيث تعيش القصص. اكتشف الآن