Ch이십 (Punch)

901 111 153
                                    

السابع من يناير/كانون الثاني 1967
الثانية عشرة ظهراً~

هي تحدق به..

وهو يحدق بها..

ومُدبرة المنزل تحدق بكليهما مُنتظرةً أن تنتهي أجواء الغرابة هذه.

الكونتيسة كانت معقودة اللسان منذ دخل عليها الفتى خلوتها حاملاً طبق الفطائر وكوب القهوة، الادعاءات تقول أنه صنعها بنفسه وفي زمن قياسي وتحت أنظار الجميع في المطبخ، لقد كانت الطاهية تكتب ملاحظات من وقت لآخر.

موضع الفتى الصفحة الفضية بحذر على حِجر الكونتيسة التي كانت مستلقية على السرير، قال بهدوء (صنعتها بنفسي.. سأحب أن تجربيها.. أرجو أن تعجبك)

قليل الكلام خفيف الحضور هش الوجود، والمرأة في المنامة لم تستطع عدم ملاحظة أنه يستخدم جُملاً لا تجبره على استخدام ضمير المُنادى يا لأنها ستصطحب معها بطبيعة الحال لفظ أمي.

تجاهلته هو وصينيته لثانية ونظرت لمدبرة المنزل تستجوبها (كيف تتركونه يقف في المطبخ؟ ألا عِلم لكم بأنه مريض؟!)

دافعت المرأة عن نفسها بثبات وكأنها كانت تنتظر هذا السؤال بعينه في أي لحظة (لقد حاولنا أجمعين بشتى الطرق أن نجعله يعدل عن الفكرة لايدي ماري، لكنـ..)

(أردت خبزها بنفسي) جاوب الفتى عن نفسه بنبرة خفيضة يريح المرأة من هذه المرافعة معدومة المنفعة ثم ابتسم ثغره قليلاً وأردف (أحب هذا.. كما أنني بخير حال كما ترين)

عضت السيدة "بيننجتون" على شفتيها تمنع نفسها من أي رد فعل، صرفت بعد ذلك المدبرة التي انحنت لكليهما قبل أن تغادر.

(اجلس كين) أشارت الكونتيسة للمكان الفارغ بطرف السرير فأطاع الفتى تاركاً مسافة آمنة بينهما، هو لم يلاحظ فعلته إذ ربما تكون آلية دفاع من نوع ما، لكنها -للأسف- لاحظت.

تحكمت في مشاعرها جيداً آخذةً نفساً عميقاً ثم سألت بمرح لكسر الحائط الجليدي شديد السُمك بينهما (تحب الخُبز وخبيزه إذاً؟)

همهم رفيقها ک إجابة بينما تعاين الطبق، الفطائر دافئة ورائحتها العطرة غسلت كل الغم الذي طارحها، معتدلة القوام والحجم متماسكة، لونها ک الذهب الأحمر ثم هناك تلك اللمسة الزرقاء غائرة الأثر لتوت العليّق الذي يُنبئ بالمزيد من المفاجآت على طول عملية المضغ، بجانبه طبق صغير من العسل وفنجان القهوة الذي يسمو بخاره المُشبع بالكافيين في الأرجاء ک جنيات لطيفة.

باختصار.. لعابها سال~

راقبها الفتى بصمت وهي تسكب العسل على الفطائر ثم تُشرّح قطعة بالسكين وتلتقمها، لوكتها قليلاً لثانية.. وسرعان ما انشرح وجهها بالكامل بكل مسامه.

مدحته المرأة وحاجباها يتقوسان تعجباً (هذا.. اممم.. إنها بالفعل لذيذة!!)

خجل الفتى وقال مسترسلاً في الحديث (خطر لي إضافة النعناع البري.. لكن الطباخة أخبرتني أنه لا يوجد سوى المُجفف)

Silence out loud:1950حيث تعيش القصص. اكتشف الآن