البارت السادس

276 25 12
                                    

ع الكرسي الرئيسي بالقاعة الواسعة كانت كاعدة العجوز الكبيرة برهاوة بالقصر الريفي و دتشرب بتلذذ السيكار الكوبي و كامت تكُح بألم بعد مسحبت نفس طويل من النيكوتين ..
- ها ماما مو كلنا بعد ماكو جكاير !
دخلت سيدة متوسطة بالعمر ملامح وجهها قاسية ، وجه ضعيف و انف حاد و شفايف رفيعة تشبه الثعبان بنظراتها ..
- انتوا معليكم بيه .
- هو ابقي تسوين الي براسج وبعدين احنه النوكع بيها .
- شعندج من الصبح حامية اليوم سهير ؟
- تدرين انو شوان ديلتقي بيها هالايام بصورة متواصلة!
- هالشي متوقع .
- بس الي ما متوقع هو اهتمامه الشخصي بقصة الشراء .. و كثرة لقاءاته وياها !
- تعرف ع اختها لو لا ؟
- تعرف عليها
- عظيم
ورجعت العجوز تعاين ع النافذة القريبة منها للحقول الي كدامها وهاملة وجود المرأة الي يمها .

على عكس شوان الي كان منطي كل اهتمامه للشابة الي كاعدة يمه بالسيارة ..
طلعوا هم الاثنين من الشركة بعد نص ساعة من جيّة شوان وبعدما كملت لينا بعض القوائم الحسابية و طبعا شوان بقى كاعد يمها بالمكتب مسترخي ع الكرسي ويحجي بكسل ملاحظات توتر لينا كل ميشوفها مركزة بشي ..
وصلوا يم ترفكلايت وشوان كان مندمج ويسولفلها عن اخر عرض مسرحي حضره باستراليا وشلون حب اداء الممثلين والموقف الطريف بنهاية العرض من عثرت الممثلة ووكعت واضطر الممثل الوياها يوكع نفسه وصار فاصل ضحك بين الحضور .
ونبهه من اندماجه بالحديث اصوات الهورنات للسيارات الي بعده ضحكوا هو وياها بعد ما انطلق بسرعة

لينا كانت دتضحك من كل قلبها ووجها مشرق من الضحك .. شوان كان ديحس نفسه ديتفرج ع لوجة عظيمة .. رنّة ضحكة لينا وجمال عيونها من تضحك والطريقة الي تحرك ايدها بيها .. انسحر بتفاصيلها ،
بقوا نص ساعة يمشون بدون هدف بشوارع بغداد المزدحمة ..
يتكلمون ويسمعون لموسيقى كلاسيكية هادئة ..
سألته لينا من وصلوا لمفترق طرق :
- مكتلي وين ناوي تاخذنه ؟
- بصراحة !
- مااقبل بأقل منها .
- ممفكر بأي مكان .. جنت اريد اشوف بغداد وياج .
لينا باوعت بعيون شوان ثواني شافت لمعة بس بسرعة اختفت :
- صدكتي؟
- ممممم تقريباً ، حجت بتردد ورجعت نظرها للشارع ..
ابتسم شوان .. والتفت للطريق كدامه همين وحجه :
- الحقيقة ردت اشوف بغداد بعيونج .. ردتج انتِ تراويني الاشياء الي تحبيها بيها ، شنو المكان الي تحبين تزورينه وياية مثلا ؟
ابتسمت لينا .. هالشي اكثر الاشياء الي تحبها انو تفتر ببغداد حبيبتها وتتكلم عنها ..
-تمام اعتبرني خريطتك المتنقلة اني حراويك احلى اماكن بغداد والي لا استراليا ولا امريكا تضاهي جمالها .
حماسها وهي دتحجي عن بغداد زاد حماس شوان لهذا النهار ..
خلصوا النهار وهم ويه بعض صار المغرب كانت لينا تشرحله بحماس ولهفة اثناء النهار تححي تفاصيل دقيقة عن كلشي من تواريخ بناء الاماكن الاثرية الى قصصها و حتى اهم الاشاعات والروايات البغدادية القديمة .. كان يوم من العمر افتروا هواية اماكن وتغدوا ع دجلة لفات شاورما وكولا ، و شمروا القمح لطيور النورس ع جسر الجادرية و افتروا بنهاية النهار بالمتنبي واشترالها كتابين تذكار و شربوا جاي بالشارع و ضحكوا ع النكات الي جان يكولها شوان كل شوية ، طلب منها شوان انو واحد من الرسامين بالشارع يرسمها رفضت لينا بالبداية لان متكدر تبقى فترة بدون حركة بس نظرة شوان الها هي وكاعدة حتى ديرسمها الرسام خلتها تثبت بمكانها انو تكعد وتكابله بهالشكل وهي ديسحرها بضحكته ونظرته خلتها تتمنى الرسام يتاخر بالرسم ..
انتظروا يكمل الرسام اللوحة وراحوا افتروا بالحدائق القريبة اشتروا عصائر مثلجة وديمشون لكوا بازار ع نهايته ديشيلون بالاشياء .. اخر شخص بالبازار كانت بنت شابة وابتسمت بمرح من اقتربوا منها ، لينا كامت تكلّب بالاكسسورات والاعمال اليدوية
البنت الشابة عاينت عليهم وبعيونها مكر وطلعت علبة صغيرة مربعة الشكل فتحتها وطلع بيها " زنجيل فضة " ..
طلعته البنت من العلبة ولزمت الطرف مالته وسحبته
جان ينقسم بالنص وصار ثنين وطلعت من العلبة مدالية فضية بشكل خارطة العالم .. وقسمتها بالنص وحطتها بكل زنجيل .
صار شي خيال من الجمال انبهرت بيها لينا وشوان من شاف نظراتها قرر ياخذها ..
اشتراها ولبسها الها ولبس الثانية ، وكان هذا احلى ذكرى بهذا اليوم .
رجعوا للرسام ولكوا مجهز الرسمة . . عاينت عليها لينا شافت بنت عيونها بيها لمعة وابتسامتها خلابة .
اخذها شوان وحطها بجنطة السيارة من وصلوا الها ،
اشتروا بالطريق اكل سفري وعلوا صوت الموسيقى ..
وختموا هاليوم الجميل بصوت القيصر .. هاليوم اللي اثنينهم تمنوا مينتهي .
وصلها شوان للبيت وكف السيارة بالباب :
- كان يوم حلو بكل المقاييس .. حجة شوان والتفت ع لينا يحفظ ملامحها بنهاية هاليوم .
- شكرا الك عليه .
- حنكرره ؟
- احتمال .. وفكرت لينا تكرره باقرب وقت ممكن .
- تستاهلين تكونين سعيدة دائما ، لينا ؟
تفاجأت من النبرة الدافئة بصوته :
- شكرا
- صح اني ماعرفج من قبل .. بس ع الي شفته اليوم انتِ بنت تحب الحياة ومليانة طاقة وقوة ورقة ،
متشبهين البنت الي شفتها اول يوم دخلت للشركة الي كانت عصبية ومتوترة .
قوة ملاحظته صدمت لينا ..
- كل شخص عنده حياتين ، حياة يتمناها .. وحياة يعيشها . حجت لينا وهي دتعاين ع الظلام الي كدامهم .
- وانتِ مابين المرحلتين ، متكدرين تعوفين حياتج التحبيها و الحياة دتجبرج تعيشيها ع طريقتها .
- هيج شي .
- لينا ؟ .. اكدر اساعدج بشي
- ....... صوت دكة ع زجاج السيارة قطع كلامها .. اندارت براسها شافت فيان واكفة وملامحها غامضة بسبب الظلام

_________________________________________

على الجهة الثانية من المدينة كان سرمد ديرسم بحبيبته .. حب المراهقة والشباب مالته .
كان المرسم مالته جهتين .. جهة علنية بيها اللوحات العادية المعروضة للبيع و المشاهدة .
وجهة داخلية مخفية محد يدري عنها .. مليانة بصور حبيبته !
اللوحة الي ديشتغل عليها حالياً كانت .. " بنت ريفية جميلة شعرها يتماوج ويه الهواء وبوسط بستان ورد مليان الوان وهي دتركض بخفة بنص البستان واستوقفتها وردة مختلفة عن كل الورود الثانية ..
سرمد ديحط لمسات خفيفة بالفرشاة الناعمة ع لون شعرها " .
وطلع تلفونه واتصل ب.....
ديرن التلفون بس محد يرد .. لان كانت صديقته مشغولة بفيان الي واكفة كدام باب البيت وفاتحة باب لينا الي طلعت ووكفت يمها و شوان سوة نفس الشي طلع من خلف المقود و مشة خطوات ووكف يم البنات الاثنين ..
- فيان .. اعرفج بشوان ، شوان اعرفك .. فيان اختي
- اهلا وسهلا فيان ... ومد شوان ايده بهدوء ديصاحفها .
فيان مكانت تكدر تكون بنفس هدوءه وبرودة اعصابه ،
ورة ثواني كدرت تدوس ع اعصابها ومدت ايدها :
- اهلا شوان .. ماعرف ليش اني متفاجأة انو داشوفكم ويه بعض !
- شتقصدين ! سألت لينا باستغراب .
- اقصد انو انتِ وشوان منين تعرفون بعض !
- انتوا تعرفون بعض ؟ سألت لينا
شوان كان هادئ جدا من رد :
- بلي نعرف بعض ومن زمان .
- من وين تعرفون بعض ! .. انت كنت بالعراق قبل هالمرة؟ وجهت لينا السؤال لشوان بقلق .
- نعرف بعض من سنة او اكثر .
هالجواب من شوان صدم لينا
- شي حلو .. لعد اترككم اني ماريد اكون عذول بينكم.
- لا ابدا حبيبتي ليش عذول بالعكس .. يسعدنا وجودج بيننا .. واقتربت فيان من شوان ولزمت ايده و كملت كلامها :
- بس الي معرفته انتوا شلون اجتمعتوا سوة ؟
لينا متحملت :
- خلي هو يجاوبج .
واخذت جنطتها من السيارة وكتبها الاثنين وبسبب سرعتها نست الرسمة مالتها بيها .. وتحركت بسرعة وفاتت للبيت ركض وتركت الباب وراها مفتوح ... متعرف ليش حست بالخيانة ..
تعرف انو تصرفها طفولي بس هي مكدرت تتحمل هالموقف .. شوان و فيان حسسوها انو هي الغريبة بنصهن .. بعد هاليوم الحلو حست نفسها مالها اي قيمة !!
صعدت لغرفتها وغلقتها بقوة وراها .. بقت صافنة مدة طويلة بالغرفة صافنة تعيد الشريط براسها ..
هاليوم الحلو! .. دخول شوان للشركة ولحياتهم ! .. معرفته بفيان !! هو كال انو هاية اول مرة يجي للعراق منين يعرف فيان لعد؟
زين كان يعرف انو هي وفيان اخوات .. !!!!
ياربي كومة اسئلة بمخها ..!!!!
اندكت الباب بس لينا مكان الها نفس ترد ع اي احد
- لينا فتحي الباب
صوت حنين الرقيق متكدر لينا تقاومه ..
كامت ببطئ وفتحت الباب .
- تفضلي ماما
- اليوم من الصبح مختفية و اتصل عليج متردين ويه منو كنتِ ؟ مو ويه سرمد لان خابرني يسأل عنج .
تذكرت لينا انو هي وشوان اتفقوا يبقون تلفوناتهم صامت .
- كنت ويه ... ويه ... هذا الشخص الي يريد يشتري الشركة .
- هاي شنو .. ليش ؟
- ماعرف هيج بدون سبب عجبني اطلع ويه شخص ماعرفه ولا يعرفني لا اتوقع منه شي وليتوقع مني شي . كنت محتاجة اتحرر من التوقعات .
- وارتاحيتي ويه هالشخص ؟
- كان يوم حلو .. وكامت لينا وفتحت كنتورها تشغل نفسها بتحضير ملابس نومها عن عيون امها الي تكشف اي سر ممكن تحاول تخفي لينا .
- و قررتي تشوفينه مرة ثانية ؟
- لا ماتوقع .
- شعجب ؟
- تجربة وحدة كافية من كل شي .
- تعرفين انو فيان .....
- شبيها فيان !!
بالباب كانت فيان واكفة بكسل ع الاطار و دتشرب بكلاص عصير وكل إمارات التوتر واضحة بوجها
_________________________________________
#نهاية_ البارت
اسفة ع التأخير
لتنسوون تصوتون و تكتبولي ارائكم
😘محبات

على شفا نبضةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن