اللعنة الثانية عشر التي طال انتظارها ..

220 13 7
                                    

" إلى أين ؟! "

سألتني الزرافة الملقاة كما الجثة الهامدة على سريري بعد أن استقمت منه و توجهت نحو خزانة ملابسي..

"ارغب في أن أتمشى قليلاً ، و أستنشق بعض الهواء "

أجبت و أعيني دائمة التحديق بخزانتي..

" سأذهب بسرعة لإحضار معطفي و مفاتيح السيارة ، ثانية و اكون أمامك "

رد لأستطرد بسرعة..

" ارغب في أن أتمشى.. و لوحدي! "

" أوه.. ان كان الأمر كذلك فتفضل..
ااه و نسيت أن أخبرك ، لن أكون هنا على الغذاء كي لا تكلف نفسك عناء.. "

" لم أكن أنوي أن أطبخ .. "

اجبته ببرود قبل حتى أن يتمكن من اتمام جملته..
بعد كل وقت التفكير الذي أضعته أمام خزانة ملابسي ، قررت أخيرا أن أرتدي معطفي فوق البيجاما خاصتي...

خرجت من البيت و مشيت نحو اللامكان.. آملا أن أجد اجابات.. أو حتى حلولا إن أمكن للفوضى التي تحدث داخل رأسي..
هل أحببت الأمر.. لا ادري.
هل كرهت الأمر.. لا ادري كذلك..

اشعر الآن بالضياع..
ليس الضياع الفكري وحده..
الآن أنني حقا ضائع ..
لست أدري ما هذا المكان.. لم تقدني أقدامي إلى هنا يوما..
ساعتان و أنا أتمشى دون وجهة و ها أنا الآن ضعت..
أفضل سيناريو ممكن أن يحدث..
دائما عندما تسوء الأمور. أنسى أن أفكر في أن الوضع قد يسوء أكثر.. لأنه دائما ما يسوء أكثر..
شحن بطارية هاتفي قد انتهى و المطر بدأ بالهطول..
استمررت بالمشي قليلا بعد لألمح محطة للباص جريت نحوها..

مبلولا كقط مشرد. . وقفت انتظر الباص..

" اميي انظري انه مهرج.. وااه شعره غريب و أنفه أحمر. . "

قالت طفلة صغيرة لوالدتها.. بعد أن جعلني الفضول ألتفت للناحية المقابلة كي أرى المهرج ، انتبهت لكوننا الوحيدان الموجودين هناك. . .يبدو أنها كانا تقصدني بكلمة مهرج..

المهرج : إما يقود الناس للضحك..
او يفزعهم في حالات الفوبيا..

أنا الآن اضحك.. هذا ما قمت بفعله..
هل لأنني سعيد.. لا أظن أن ذلك كان سبب ضحكي
بدأت اضحك لعلي انسى الخوف الذي يجتاحني..

Blood | 피 | دمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن