الجزء الثاني

114 21 23
                                    

في لحظة الانحناء لحمل الجثة توقف محرك سيارتي وانطفأة مصابيحها . خيم صمت ثقيل لثواني مرت علي لسنوات وغرقت المقبرة في رداء من الظلمة المرعبة يلقية ليل الشتاء على اكتافها.
وامسيت لا أرى اي شي حتى يداي .
الخوف سرى في عروقي كالنهر الجاري.افكار كالامواج العظيمة تتلاطم في راسي . قبل ان يرجع المحرك للدوران وتشتعل المصابيح مجدداً.
انحنيت لرفع الجثة .كان فيها حركة تنفس والدماء الحارة تسيل منها وتلطخت يداي .جفلت وجدت نفسي اصرخ صرخة كاد ان يفزع منها الموتى ولم يبقى مكان في المقبرة الا و وصلت الية .
عندما رفعت رأسي رأيت شخص يقف امامي عيناة حمراء تتوقدان كأنهن جمر ملتهب .وفهمة يتسع كبئر عميق له لحية كثيفة شعثاء .
وبسرعة هارباً رجعت لسيارتي وبلمح البصر انا بداخلها واغلقت الابواب وركزت على مكان الجثة فلم ارى اي احد .
ربما انها تخيلات ولدها خوفي الشديد وما انا فيه من تعب وارهاق وذعر فانا وحيد في المقابر ولا اعتقد ان احد مهما بلغت شجاعتة يستطيع الاحتفاض برباطة جأشة بهكذا مواقف .
ولا يتخيل ما تخيلت.
بقيت مسمراً في مكاني داخل سيارتي .اركز في الجثة التي تتحرك يداها الان .مسكين واضح انه يتوجع بشكل فضيع.
بقيت هكذا لحين وضعت يد فوق كتفي الايمن وصوت يقول تحتاج شي.
استدرت للخلف .
كان هناك رجل كبير في السن .نحيل .عظام وجنتية بارزة .شعرة واضح انه لم يحلق منذ زمن طويل .صوتة اجش .
عندما اكمل عرض المساعدة .اكملها بضحكة كريهه تخللها سعال طويل.
خرجت من السيارة راكض لكن قد فات الاوان فقد احيط بي من جميع الاتجاهات وامسكوني اشخاص متشابهون اكثر ما يميزهم عيونهم اللامعة.
اقتادودني الى سرداب مفتوح قريب من الجثة بابة كأنة باب بيت لا يرى ما بداخلة سوى الظلام .
على السياج الخارجي الكثير من الدماء الجافة ترى بوضوح رغم الظلام .
قيدو يداي ورجلّي ورموني داخل سرداب القبر واحظر احد الموجودين شمعة مشتعلة .
كان جميع من حولي غبر الوجوة شعث الشعور يحملون عصي وبدءو بضربي وانا مقيد .
استمرو بضربي الى ما شاء الله من الوقت واحدهم يقول هذا جزاء من يحاول التعدي والتجسس علينا وفي اخر المطاف قال لهم احملوة سنأخذة معنا..
فك احدهم الحبل المربوط بقدمي .
وساعداني اثنان على النهوض .خرجنا من السرداب .اول ماخرجنا صرت اركض بين المقابر وقلبي يكاد يتوقف ولا اقوى على النظر الى الخلف .الجميع يركض خلفي فأتتني قوة عظيمة للركض .
بقيت اركض طوال الليل ويداي مقيدة للخلف حتى انبلاج الفجر .
اصبحت ارى طريقي بوضوح .اتجهت مباشرة لسيطرة شرطة موجودة في احد مداخل المقبرة ابلغتهم عن ما جرى لي ومكان الجثة .الشرطة رافقتني لمكان الجثة .كانت سيارتي بمكانها وغير عالقة بأي شي .ولا توجد جثة .لم يقتنوا بما قلت وتركوني واظنهم اتهموني بان الخوف قد صور لي ما جرى...

اذا عجبتك # القصة اكتب #تعليق حتى نكدر نكملها

المقبرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن