كان المتحدث رجلاً ،قال لي انه يريد هذا المبلغ خلال ثلاثة ايام واذا لم أجهز ما يريدون سيقتل ابني او تقتل زوجتي .
قال لي ايضا ان لا افكر بأخبار الشرطة لاني لان اراهم مجدداً وانهم اتصولي بي بهاتف زوجتي حتى لا اتتبع الاتصال .واذا حاولت ذلك سأعض اصابع الندم .
تم انهاء الاتصال . عاودت الاتصال كي اترجاهم ان يعطوني مدة اكثر . للاسف كان الخط مغلق.
كان المبلغ كبيراً جداً ومن المستحيل ان اتمكن منه في هذه المدة القليلة .
خرجت لاهلي واوضحت لهم ما يريد الخاطفين .كان يجب علي ان ابيع كل ما املك وكذلك اهلي وهم لا يملكون غير بيتهم ولن يكفي لجمع المبلغ .
لكن لم استسلم عرضت البيت الذي اسكنة للبيع وسيارتي وكان عندي مبلغ لا بأس به وكل هذا لم يساوي نصف ما ارادو مني .اخوتي ساعدوني بما لا يساورني الشك في مقدار حبهم الكبير لي ، واهتمامهم بي وحرصهم على سلامة عائلتي .
حتى زوجات اخواني عرضن المساعدة وقدمن قطع ذهبية لكي ابيعها واجمع ما يريد المجرمين.مرت الايام الثلاثة بسرعة فائقة ولم يباع البيت لحد الان .لم اجمع ولو مقدار قليل من الفدية.
اتصل بي الخاطفين بعد ثلاثة ايام يريدون ما طلبوا . اوضحت لهم اني حاليا اجمع المبلغ وان مهلة الثلاث ايام قليل ويجب عليهم اعطائي فرصة اكبر .لان المبلغ المطلوب لا يمكن الحصول علية بالسهولة التي يتصورها البعض .
لقد كان المتحدث قاسياً معي جداً وقبل اعطائي فرصة ثانية بعد ألحاحي علية .لكنة أقسم انه اذا لم اغتنم هذة الفرصة سوف ارى منهم ما لا يسرني .
اعطاني الى نهاية الاسبوع ايضاً لدي ثلاثة ايام هي غير كافية لكن انا غريق احاول التشبث بأي شي يبقيني اتنفس .
لم يباع البيت حتى عندما قللت من سعرة الى حد كبير .فهناك ركود في سوق العقارات .
مما يعني اني سوف اتأخر بجمع الفدية .
قلبي مطمئن فمن المؤكد ان الخاطفين سيعطوني مدة جديدة فهم غير مستعجلين عكسي انا الذي احاول انقاذ عائلتي وسيفهمون اني انا صاحب الحاجة فلا مناص لهم من اطالة المدة.
اليوم الرابع اتصلو بي واخبرتهم بما رغبت اخبارهم اياه .اعطوني فرصة جديدة واخيرة وأخبرني المتصل انه يجب عليهم اعطائي درس لاعرف مقدار جدية تهديداتهم .
في الصباح الباكر اتصل بي المجرمين .وقالو ان كنت تريد ان ترجع زوجتك على قيد الحياة فحاول بسرعة ان تعطينا ما نريد .وبالمناسبة لقد تركنا لك هدية في باب بيتك اسرع والتقطها .
هدية اي هدية تأتي من هؤلاء لكن ماذا اخسر مشيت متماهلا ً ببطأ الى باب الدار كانت كارتون كبيرة مغلقة .
لم اشأ فتحها بالشارع حملتها ودخلت بسرعة لداخل البيت كان فيها شي ثقيل لم اتوقع ماهو .
الفضول حملني على الاسراع بفتحها .
ما شاهدتة كان وقعة كارثي على قلبي . لم تذهب ذكراه من عقلي ما حييت .لم تختفي صورتة من عينيّ ما دمت ابصر.لقد شاهدت ما لا اتمناه لعدوي . حتى للعصابة نفسها لم اتمنى لهم ذلك انا متاكد مما أنطق به
كان في تلك الكارتونة ......
يالله على الموقف...
كان في الكارتون ولدي الصغير عبدالله وقد انقلبت سحنتة زرقاء على ما يبدو نائم حاولت ان لا اصدق ما ترى عيني .
ولكنة بالحقيقة قد خنق حتى الموت وكان بملابس اعرفها جيداً طالما احببت ارتدائه لتلك الملابس .
الويل لي انا السبب بموت ابني لم اعرف ماذا افعل ولا كيف اتصرف ولم ابكي .
حملت الكارتون على صدري ورحت اركض لحين دخلت بيت ابي وضعت الكارتونة امامهم دون ان انبت بكلمة وانا اشير اليهم بأن ينظروا ما بداخلها .
امي اول من تقدمت لفتحها وشهقت شهقة لحد الان اسمع صدائها وارتفع النحيب والبكاء الذي جاء مشجعاً لي لكي ابكي .وازيد النواح.
ما ذنب هذا الطفل ويذهب ضحية لجشع الناس واجرامهم اي ذنب اقترف او اي جريرة جنى . لو ان البكاء يرجع طفلي الي لبقيت ابكي لحين رجوعة .
لكن هيهات ان يعود او امتع من جديد ناظري برؤيتة . كان ملاك شاء الله ان يسترجعة اليه .كان جميلاً بما تحمل الكلمة من معنى وبكل مقايس الجمال الكونية .دائم الحركة والابتسام حتى للغرباء. سريع التعلم واتقان الاشياء حتى المشي تعلمة سريعا.
انهى سنتة الاولى من عمرة قبل ايام قليلة . يجبرك ان تحبة بوجه الجميل الصغير الباسم . ما اجمله .
عندما فقدتة شعرت فعلاً بألم الفقد الذي لم احسة من قبل . الان انا ارثي حال كل فاقد .
انا متأكد ان عمري اصبح اكبر بكثير .ساعد الله قلب كل من فقد ابنناً.
اي فقد ، فأنت تراه كل يوم يكبر ويزهر امامك وتنتظر الخير الذي ترجوة منه ، سواء ليكون لك عوناً او يخلق شيئاً لنفسة تفتخر به وفي لحظة تخسرة .
أنت تقرأ
المقبرة
Spiritualشاب تمر به مجموعة من الاحداث المرعبة والمخيفة وتتجلى بوجهه الكثير من الحقائق التي كانت خفية عليه قصة مشوقة ومرعبة بنفس الوقت