المقبرة
في تلك الليلة لم احصد شي غير الانتظار والبرد القارس والافكار السوداء التي تعصف بعقلي .ليلة هادئه في القبور لم يعكر صفو هدوئها سوى اتصالات اخ زوجتي المتكررة ونباح الكلاب .وحركات جرذ هنا او فأر هناك . مفكراً اين هي الخرافات التي نسجت حول خروج الجن او الارواح .
لم اترك مكاني لحين شروق الشمس وارتفاعها عاليا . تيقنت انهم لن يأتو وازداد حدسي صدقاً بأنهم هم الفاعلين. وخوفاً من أن ارجع لمكانهم انتقلو لمكان اخر اكثر امنناً . ربما كانو يراقبوني فهم يجوبون المقابر ليل نهار واكيد شاهدوني او شاهدو سيارتي التي يعرفونها جيداً وسينتقمون من عائلتي لاني تحديتهم .
رجعت هائما على وجهي لا اعلم الى اين اذهب او ماذا افعل . اخذت اجول في شوارع المدينة .لم اعرف كيف وصلت الى احضان والدتي قصصت لها ما جرى وانا اتوسد ركبتيها ابكي وهي ايضاً تبكي وتحاول مواساتي .
ابي ايضاً كان واقف واخوتي . كانو جميعا مهتمين بي ويحاولون طمأنتي وانه مهما كان المبلغ كبيراً فأنهم سوف يساعدوني في جمعه. ابي كان الاكثر تألماً بينهم لكنة لم يبكي مراعات لحالتي فهذا الواضح من سيماء وجهة . كان ابي اصلع الرأس ، كثيف اللحية ، صارم الوجهة .يخيل لمن يراه لاول مرة ان القسوة تشع من عينية.
انا اكثر اخوتي واخواتي بعد امي معرفة بأبي .كان يملك القلب الاحن لكن لا يظهر ضعفة ابداً امام اي احد . ابي قال لا تهتم يا ولدي الله يساعدنا وما يتركنا بهذه الظروف الصعبة وما ضاقت حتى اقترب الفرج . وتركني وذهب .انا متأكد انه اراد البكاء لوحدة .
عندما شاهدت تعاطف اهلي معي واهتمامهم بسلامة عائلتي واستعدادهم للمساعدة بكل شي من أجل استرجاع زوجتي وطفلي احتقرت نفسي وازدت حقداً عليها . وبان مقدار ما انا فيه من الظلال بمقاطعتهم كل هذه الفترة فلكم احتاجوني ولم يجدوني ولم اهب لمساعدتهم في كثير من الاحيان مختلقاً مختلف الاعذار ، محاولاً قطع كل شي معهم دون ادني سبب وهاهم الان يقفون معي متأثرين ومتعاطفين .
يعرضون المساعدة دون اي مقابل . طلبت مني امي ان ادخل لغرفتها للراحة والانتظار .لعل الخاطفين يتصلون .او يجد اي جديد.اخر كلمة سمعتها من امي قبل ان اغط بنوم عميق هي ؛
( الله يساعد كلبك يا يمة ويصبرك ).بقيت نائم حتى قطع نومي اتصال زوجتي علي. كنت قد اسميتها حبيبتي وهي من طلبت ان احفظ رقمها بهذا الاسم اول زواجنا .قائلة ؛
اياك ان تسميني البيت او الاهل او الداخلية مثل ما يسمي الرجال اسماء زوجاتهم .
انه الحب لذلك يغارون ان يطلع احد ما على اسماء زوجاتهم .اجبت
قالت .الحب ان تحفظ زوجتك في غيابها مثل ما تحفظ زوجتك في حضورها ،وتحترمها ، تقدرها ، تكون اقرب الناس أليها .تكون مفزعها الوحيد في الشدة وحضنها الدافي في جميع الاوقات .للأسف بعض الرجال يخجلون من اسماء زوجاتهم ولا يخجلون من اهانة زوجاتهم و خيانة زوجاتهم .
كذلك النساء من تحب زوجها حب صادق لا نفاق فية ولا كذب .ان تحفظ بيت زوجها في غيابه كأنة حاضر .وتصون شرف زوجها .تحرص على اموال زوجها وممتلكاتة .
كم كبرت في عيني في تلك الساعة وحمدت الله اني تزوجتها. فصارت حبيبتي بالحقيقة وبالاسم.
واتتني فسحة امل . كم اتمنى ان يكون ما مررت به هو حلم انتى بعد ما استيقظت
اول ما فتحت الخط .....
يتبعاذا عجبتك القصة ارجوا كتابة #تعليق
الاجزاء الاولى موجودة على صفحة الناشر
أنت تقرأ
المقبرة
Spiritualitéشاب تمر به مجموعة من الاحداث المرعبة والمخيفة وتتجلى بوجهه الكثير من الحقائق التي كانت خفية عليه قصة مشوقة ومرعبة بنفس الوقت