الفصل 2

247 4 1
                                    


أخدوه إلى مضجع كبير المجانين , الرجل أسمر البشرة كثيف الشعر ذو ابتسامة قذرة تظهر تشوهات أسنانه , رمى بالشاب في ركنه , كان هيثم مغطى بقماش بسيط قام الرجل بإنتزاعه ليجد علامات حمراء على جلده و بقعا كأنها الجدام

ابتعد الرجل ذو الشعر الكثيف ,

" ماهذا هل أنت مريض ؟"

لم يجب هيثم كان يشعر بوخز و حكة غريبة عليه لم يكن يفهم ما الذي يحدث ؟ ما الذي كان يبحث عنه الرجل لم يكن يعلم

" أخرجوه " صاح الرجل الأسمر

قبل أن يخرجوه قال الرجل الذي صار يدعى شاهد " اسمع يا مستجد , لا تقترب إلى الرجال البيض و أنت بهذا المرض سوف يشمئزون منك وعقابا على ذلك سيعذبونك ثم يقتلونك "

الرجال البيض في هاته المدة التي قضاها هيثم في هذا العالم صار يعلم بأن هناك جنس من البشر لا ينبغي الإقتراب منه أو التحدت إليه , الإساءة إليهم انتحار فهم ألهة هذا العالم

عاد إلى العجوز الذي صار منشغلا بكتاب ما

" هل أنت صاحب الخدعة ؟"

سأل هيثم

" عن أية خدعة تتحدث ؟"

عرى على جسده , ليريه نتيجة حيلته لكن العجوز أخرج مرهما من جيبه و دهن به بضع الأماكن المصابة

"إنها حيلة كنت أمارسها عندما كنت في سنك , هؤلاء الوحوش كانوا يرغبون في تفريغ رغباتهم المنحرفة في هذا الجسد . أظنك لا تفهم الأن لكنك ستفهم عندما تزور دار زوليخا "

دارت تساؤلات كثيرة في ذهن الشاب لكنه فهم أنه سيتعلم شيئا جديدا إن هو ذهب إلى ذلك المكان

تذكر الشاب الوصية التي كان العجوز ينوي أن يخبره بها قبل أن يجتمع عليه المجانين

"لم تخبرني بالحكاية ما هي وصيتك الثمينة ؟"

نظر العجوز سبستيان إلى الأعلى كأنه يحاول استرجاع ذكرياته أو أنه يفكر إن كان من الصواب إخبار الفتى

" أنت لا زلت شابا و مع الوقت ستكتسب القوة و الخبرة , لذلك لا ريب أني سأخبرك فاستمع

في شرق هذا العالم في المملكة الخامسة ستجد جبلا يدعى أريغون , في قمة ذاك الجبل توجد شجرة قصيرة تدعى شجرة الحياة من يأكل من تلك الشجرة يخلق له جناحين فيطير من هذا العالم ليعود إلى السماء السابعة "

ثم صمت و ظل العجوز يحدق في عيناي هيثم ساكنا كأنه ينتظر ردة فعل الشاب لكن ردة فعله لم تكن غير ما كان يتوقعه العجوز كان متلهفا للذهاب

" أخبرني يا عجوز أخبرني , هل يمكنني حقا أن أعود إلى مارينوا السماء السابعة ؟"

كانت ملامح هيثم بين الفرحة و الدهشة كان حقا يأمل أن يخبره العجوز عن الطريق الذي عليه أن يسلكه للوصول إلى هناك

لكن العجوز ظل ساكنا لم يحرك لسانه بعد ذلك بل ظل ينتظر

" ماذا تنتظر يا عم سبستيان أخبرني ؟"

" و بماذا أخبرك , لقد أخبرتك بالفعل "

" لم تخبرني سوى القليل , أريد الموقع بالظبط , أين علي أن أتجه ؟ و كيف تبدو هاته الشجرة ؟ , وهل من السهل الحصول على تلك الفاكهة ؟"

" لا شيئ من تلك الأشياء يمكنني أن أطلعك عليها فلو كنت أعلم بها لما وجدتني هنا , الصعوبة تكمن في عدم تصديق أحد لتلك الأسطورة فلم ينجح أحد قط في الوصول إلى هناك , القصة تعود إلى رجل كان يدعى موريس وصل إلى هنا ولم يلبث سوى خمس سنوات حتى صارت لديه شعبية في هذا العالم و صار له أتباع , حتى الرجال البيض صاروا يوقرونه و يحترمون شخصيته

كان شجاعا و قويا وسر شعبيته كانت لسانه كان يجيد الكلام و كان يتحدث عن الحرية و الجمال , الفن و السعادة و كان يخبر الناس بأن في أعلى جبل أريغون توجد مملكة الألهة و هناك توجد شجرة مقدسة من يتناول منها يصير إلها و يطير إلى الجنة

في البداية لم يصدقه أحد حتى أنه صار عدوا للشعب الأبيض فهم كانوا يعتبرون أنفسهم الجنس الوحيد الأحق بالألوهية و لا يمكن أن تكون هناك ألهة أخرى في مكان ما فصار مطاردا و مكروها من قبل البيض و في المقابل ازداد حب الضعفاء و الفقراء من الشعوب الأخرى له و صار بطلا شعبيا بالنسبة لهم حتى جاء اليوم الذي تحققت قيه نبوؤته طار في سماء هذا العالم و نظر إليه الناس من كل الأجناس , كان ذهبيا يلمع و له جناحين كبياض الثلج , يقال أنه لوح إليهم بيده فعرفوه

كان هذا قبل ألاف السنين لا أحد يصدق هاته الأسطورة اليوم و حتى من حاول صعود الجبل إما لم ينجح في العودة أو مات مقتولا في الطريق

" ماذا عنك هل حاولت ؟"

أرض الشياطينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن