" نعم بالتأكيد , لكنني لم أفلح. " ثم صمت وقال " , سأروي لك ما حدث بعد المساء "
كان شعاع من الأمل قد عمر قلب هيثم هو الأن بين الفرحة و الفضول فضول شديد انتابه حول هاته القصة هل حقا هناك فاكهة تأكل و تحررك من هذا السجن
....
خرج هيثم و صار بين الأزقة المليئة بجثت الحيوانات الميتة و بعض البشر من أسمري البشرة , هناك من يتسول الطعام و هناك من يأخده بالقوة , في بداية حياته هنا عانى هيثم أشد العناء حتى تعرف على العجوز و بدأ بالحصول من قوت يومه منه
خارج تلك الأزقة يتواجد شارع كبير و فيه أضواء كثيرة , هناك يمكنك أن ترى الجنس الأبيض يمشي بزهو و خيلاء ,منهم من يمتطي حيوانات و الأخر يمتطي رجلا عاريا , يمكنك أن ترى أيضا أبنية عالية و نساء جميلات من كل الأجناس
لأول مرة يرى فيها هيثم إمرأة و يتحرك فيه شيئ ما كان مثارا و في نفس الوقت يرغب بشدة في فعل شيئ ما مع ذلك الجنس
كانت قد مرت أمامه إمرأة ترتدي قليلا من الثياب , لم تكن المرة الأولى التي يرى فيها امرأة عارية ففي أزقة الجنس الأسمر يمكنك أن ترى العديد من النساء لكن من دون أن يتحرك فيك شيئ فمظهرهم يوحي بالشفقة أكثر ما يوحي بالإثارة
جرى خلفها و ظل يتابعها بنظراته كان ذلك الشيئ أكثر ما كان يثيره نحوها , تلك المؤخرة و ساقيها , اللعنة كانت تسلبه عقله و كيانه و كأن روحه صارت تعبد شيئا أخر غير ربها الذي تعرفه
ظل يتبعها إلى أن وصلت إلى المبنى الكبير , مبنى يبلغ السماء كبير لدرجة لا يمكن لهيثم أن يبلغ علوه بعينيه ,
دخلت السيدة الشبه عارية إلى المبنى و هناك قبلت أحد البيض و أمسكت بيده و صعدا معا عبر المصعد الكهربائي
لا يزال هيثم تائها بين تلك الأضواء و شهوة الجنس التي اكتشفها لأول مرة
قرر في قرارة نفسه أن يسأل العجوز عن كل ذلك فهو من نصحه بأن يأتي إلى هنا
و " لا ليتني جئت إلى هنا "
قال صائحا حيرانا
عاد أدراجه و عقله تلعب به تلك السيدة بمفاتنها
إلى أن وصل إلى الزقاق الضيق المليئ برائحة الفئران وجد العجوز يشوي على نار فئرين صغيرين
صاح في وجهه قائلا "لم تخبرني بأني سوف أكتشف غرائز جديدة تدور في نفسي "
" هل تحركت غريزتك ؟ تهانينا لقد صرت رجلا "
ابتسم العجوز في وجهه ساخرا , لكن الشاب لم يكن في مزاج المزاح
" أخبرني عنها "
" عن ماذا الشهوة , أم السيدة ؟"
" ماذا تعرف ؟"
" أعرف أن من تؤلمه شهوته يفرغها في ذاك المبنى و بذهابك إلى هناك حصلت على شغل يملئ عقلك الشاب"
" هل تعني أن علي العودة إلى هناك "
لم يجب العجوز بل ظل يحرك الفأرين فوق النار
أما الشاب فظل يتخيل شكل تلك المرأة لأول مرة حدث أن تعلق و أراد شيئ بتلك الشدة , عاد إلى المبنى كان ملهى يضم عددا كبيرا من البشر ذو البشرة البيضاء و أيضا رجال سمر و جنسيات أخرى
كان هناك كذلك نساء مزينات بجواهر و ملابس فاخرة اشتم هيثم روائح العطور , و رائحة ذلك الشيئ الذي يدعونه الخمر
دخل إلى القاعة الفسيحة ظل يحدق في هذا و ذاك حتى وجد التي سلبته عقله كانت جالسة لوحدها تدخن سيجارة و تحتسي الخمر و تقهقه مع رجل أبيض جالس بجنبها ,
" إلى أين تظن نفسك ذاهب ؟"
أوقفه أحد الرجال السود إنه حارس شخصي وهو مكلف بإزالة الحشرات عن سيده
" أريد تلك المرأة " و أشار إلى مارغاريت أجمل سيدة في المملكة الأولى مملكة العبيدة هي امرأة بيضاء من جنس السمر تم اغتصاب والدتها من قبل بشري أبيض ثم أعادها إلى موطنها كبرت مارغاريت و صارت جميلة كل الجمال لكنها كانت فقيرة اكتشفها أحد البيض فجعل منها باغية محترفة و الأن هي عاهرة ذلك الرجل الأبيض السمين الذي يرتدي ثيابا سوداء و قلادة ذهبية على عنقه يتمتم كثيرا في كلامه و يتأكد دائما أنه يضع نظارته الشمسية كأنه لا يحب أن يرى أولئك المسخ بعينيه
أما الحارس الأسود فأمسك بهيثم و طرده من الملهى
"لكن لماذا ما الذي ينقصني ؟"
كان هيثم فضوليا و أراد أن يعلم أكثر ما الذي يحدث هناك و لماذا لا يمكنه محادثة مارغاريت
أجابه الحارس
" فلتأتي إلى هنا يوم الجمعة فقط الجمعة "
فيما بعد علم هيثم أن الجمعة كان اليوم الذي ينتظره السمر من سكان المملكة الأولى بفارغ الصبر ففي هذا اليوم يحق للشعب بأن يزور الملهى و يتمشى بحرية تامة في المملكة من دون أن ينزعج بوجود الجنس الأبيض
كان اليوم يوم الأربعاء و كان يفصله مع يوم الجمعة يوم ونصف
.....
"ماذا حدث لك عندما حاولت بلوغ جبل أريغون ؟ "
سأل العجوز
أنت تقرأ
أرض الشياطين
Adventureقصة تحكي قصة شاب من عالم ملائكي ينتقل إلى عالم الشياطين فتبدأ مغامراته و محاولته للحصول على الثمرة التي ستعيده لعالمه