يتوقف عند محل الازهار ، يفتح الباب و يُقرع ذلك الجرس المعلق على الباب ، ينادي على وسام ، فإذا بشاب و بيده باقة من الخزامى الزرقاء
وسام برسمية مفتعلة : صباح الخير ، هاهو طلبك ، سيد فادي
فادي يجاري وسام : شكراً ، تفضل الحساب
يتجه إلى طاولة ليحاسب و يعطيه الباقي
وسام باستغراب :تبدو مرتباً على غير عادتك ..
ينظر فادي إلى نفسه : هل ابدو سيئاً ؟
وسام يضحك بخفة ثم يسأل بهدوء : ممم أأنت ذاهب إلى بثينة ؟
لحظة صمت كئيبة ، يخترقها صوت فادي المتقطع
فادي : آه نعم ، إنه اليوم كما تعلم ..
وسام بتعابير حزينه : هكذا اذاً ، لقد مضت سنة بالفعل
فادي يتمتم : نعم ، سنة مرت ، و كأنها قرن
وسام نافياً : لم اقصد ذلك ، لكن الايام تمضي بسرعه كما تعلم ..
يمد يده ليعطيه لباقي
وسام بابتسامة : بلغها تحياتي و قل لها أنني وجدت البديل المناسب
فادي يرفع حاجبيه : بالتأكيد ستجد بديلاً !
يتجه للمخرج وسام ينادي فجأة : فادي ! لا تنسى الليلة حفلة العشاء مع الاصدقاء !!
فادي غير مبالياً بالموضوع : أوه حقاً ؟ شكراً للتذكير ..
وسام بخيبة أمل : هل نسيت بالفعل ؟ أنه لم شملنا كيف تنساه
فادي يلوح بالباقة : لدي أشياء أهم لأتذكرها
يخرج من المحل و يغلق الباب خلفه
وسام : لم يتغير ابداً ..
و يعود للعمل يغلق باب المحل خلفه
يتنهد بصوت عالٍ ثم ينظر إلى السماء اللتي لا تزال مغيمة ، ينظر إلى الباقة و يبتسم ثم يكمل طريقه
: بثينة ، لطالما احببتِ الخزامى ، عندما كنتِ المسؤولة في نادي الزراعة ، كل ما زرعتِه هو أزهار الخزامى الزرقاء بدت و كأنها انعكاس سماء ساعات السحر على بحيرة . و ايضاً عندما اعترف لكِ وسام و أحضر معه باقة من ازهار الخزامى ، سعدتِ كثيراً ، كنت أعلم أنكِ لم تسعدي بالاعتراف بحجم سعادتكِ بالأزهار ، لكنني ما زلت غاضباً أو بالأحرى غيوراً منه ، لأنه رآى أبتسامتكِ اللطيفة . و حتى يوم زواجنا ، كانت أزهار الخزامى هي مابين يديكِ و كأنها روح ترافقكِ حيث ما ذهبتِ ، و زينتي شقتنا بتلكَ الأزهار ، لا أعرف لكن حتى الأن كلما أرى تلك الأزهار أشعر بقربكِ.

أنت تقرأ
بين اللقاء و الفراق
Nouvellesمشاركتي التي فزت بها بالمركز الاول في مسابقة مطبعة جامعة اكسفورد للقصة القصيرة عام 2014 في فئة 15 إلى 17 سنة