توقف عند تقاطع الإشارة حيث كانت حمراء نظر إلى المحل الذي خلفه ، كان مطعم عائلي ، تنهد و نظر إلى الباقة مجدداً و كأنه يهمس لها : اتذكرين ؟ تظهر ابتسامة على محياه مع ظهور الاشارة خضراء ، أكمل فادي طريقه و ذكرى مضحكة تمر على باله
: بثينة ، أتذكرين عندما ذهبنا لتناول العشاء هنا ؟ لم يكن عشاءً طبيعياً او رومنسياً ، بل كان يوماً حافل بالمتاعب. أذكر انكِ لم تطهي العشاء بسبب عدم وجود المكونات اللازمة ، و كان حلنا الوحيد الذهاب لتناول العشاء في الخارج مع أن أحد الشروط التي اشترطتها ألا نتناول العشاء من الخارج طالما تستطيعين الطهي ، تناولنا العشاء و دفعنا الحساب.
بثينة : آآه اشعر بالشبع ، لنتجول قليلا هنا و هناك
فادي : أنظري كم الساعة الآن ، يجب أن أستيقظ غداً صباحاً لتسليم المخطوطة
بثينه : ألن يأتي المحرر ليأخذها ؟
فادي : ألم اخبركِ بأنه مريض ؟
بثينة : لا عليك إن لزم الأمر سأذهب لتسليمها بالنيابة عنك ، لذا دعنا نتجول قليلاً
فادي : حسناً لساعة فقط
تجولنا لساعات طوال، تمنيت في تلك اللحظة أن يتوقف بنا الوقت و نبقى معاً ، و عندما رجعنا للشقة حيث كانت الساعة تشير إلى منتصف الليل
فادي : بثينة ، المفتاح
بثينه : مفتاح ؟
فادي : توقفي عن المزاح اشعر بالتعب
بثينه : أنا أعني ذلك ، اي مفتاح ؟
فادي : بثينة !! مفتاح الشقة و ما غيره ؟
بثينه تضرب رأسها : تباً
فادي : ماذا الآن ؟
بثينة : مفتاح الشقه في الحقيبه !!
فادي بصدمة : و أين الحقيبة ؟
بثينة : أظن أنني نسيتها في مطعم
فادي : مااااذااااااا !!
كانت تلك الليلة باردة جداً ، و كنت متعباً ايضاً ، اتجهنا إلى ذلك المطعم إلا أنه كان مقفلاً و لا يوجد أحد فيه ، اضطررنا للانتظار عند الباب الخلفي للمطعم ربما يأتي أحد أو يخرج أحد ، و كما توقعنا ، عند ساعات الصباح الأولى أتى صاحب المطعم و تفاجئ بوجودنا و عندما أخبرناه أسرع بإدخالنا و حضر لنا شاياً ساخناً ، كانت اصابعي زرقاء بينما ما تزال يديك دافئه ، شعرت بالإحباط قليلاً ، و إلى أن دفئت اجسادنا قليلاً أسرعت إلى شقتنا و سلمت المخطوطة و تركت باقي العمل على المدقق بينما كنت ألازم الفراش من المرض ، أصبت بالبرد بينما كنتِ بكامل عافيتك ، مما زادني احباطاً ..
أنت تقرأ
بين اللقاء و الفراق
Contoمشاركتي التي فزت بها بالمركز الاول في مسابقة مطبعة جامعة اكسفورد للقصة القصيرة عام 2014 في فئة 15 إلى 17 سنة