عودة روح

86 7 8
                                    


حديثٌ حُلوٌ شجنٌ يتقارب مع أغان الوفود 

ولحنٌ عتيق مُحملٌ بعبق ألفة ملامح سُكنى

بخارُ قهوتي يُمازج لونَ الحياة المنعكس على الطرقات ، أرخي ناظري إلى المسودة المصفرة بين رزم الأوراق في حقيبتي ، أتفحص خطَ البعد بين حروفي ، لونُ اضطرابها ،بؤسها ، فرحتها وأسرارها.

نُباغتني آخر القطرات في الكوب ،لأدرك أنني دون أن أشعر وقعت ضحية هواي مرةً أخرى

تنهدت ، جامعةً حاجياتي لأودع الحساب وارحل يُرافقني رنين جرس الباب .

أمتد من خلفي صوتُ نباح يزامنه هتافُ صوت مسن ، التفتً دون أن أشعر لصوته المألوف ، لينسل من جانبي طفلين ضاحكين.

ضحكت حتى بانت على مقلتي دمعتين شريدتين، زفرت لأسر لنفسي

" روحك لم تتغير"

لا أعلم كم مر،فقدتُ الكثير، سورتُ الأكثر واحتفظت ببقاياي خلفي..

هامبورغ تمسح دمعة وتعودُ إلى سابق مستقرها، نابضةُ الروح لا تبرح تسكن إلا في ليالي العزاء والسقوط

لازالت الصورة العتيقة مشرقةً تتباين في عيناي ، قنواتها المائية ، بحيراتها ، مهرجاناتها ، نهضتها وسياحها من كل أصقاع الأرض ، تلك الأرض الصغيرة التي اختزلتها في مخيلتي وقتها على حدود ألمانيا.

أريج صلاتها العبق ، كبار السن المجتمعين عند المقهى المطل على مينائها متبادلين حكايات الشباب، النساء المتوقفات في منتصف الطريق ، وأطفالها الذين لايفترون ولايملون من إزعاج المارة.

تلك تفاصيل مدينتي التي لم تكن تعرف للحزن طعم رغم كثرة ما ألم بها على مر العصور ..

همست لي دون أن ألحظ  وجودها

"أخيرًا هانحن هنا "
ابتسمت ، لأعلمَ حينها أن سردَ قصيدتي سيطول..

سوناتا الضياعحيث تعيش القصص. اكتشف الآن