صَفعة مُؤلِمة|9

4.1K 480 42
                                    

بعد هذا الموقف بدأ أبي يكذبني في كل شئ
يكذبني في تطاول بنات عماتي علي
كان يتهمني بالجنون
و كلما جئت إلى أمي تؤكد لي أن أبي معه حق
و أنهم يحبونني و يعاملونني بلطف
لقد أصابتني تلك التجمعات الأسبوعية بالإكتئاب
كنت أسمعهم يسخرون مني
يعاملونني بقسوة و جفاء
فأقول لنفسي
"إنهم يحبونني
إنهم يحسنون معاملتي"
كنت أحاول تكذيب نفسي
و تصديقهم
فقدت الثقة في نفسي

ثم جاءت المرحلة الأخيرة في الثانوية
و فجأة أصدر أبي قراراً مجهول الدراسة في بيتنا
أنه يجب أن لا تكون بنات عماتي أفضل مني

فجأة أنتبه أبي أن له ابنة
و فجأة أمرني بالإجتهاد في الدراسة من أجل الإلتحاق بكلية الطب

و لكن موهبتي و حلمي كانا يجذبانني للإلتحاق بكلية الفنون الجميلة
حاولت إقناع أمي و لكن محاولاتي باءت بالفشل
لأتوجه إلى أبي
"أحب الرسم يا أبي أود الإلتحاق بكلية الفنون الجميلة"
"الرسم ! تظنين أنكِ فنانة أو ما شابه
أسمعي يا فتاة بنات عماتك لسن أفضل منك
أفعلي كل ما بوسعك لأجل الإلتحاق بكلية الطب"
قال لي بسخرية
إستطعت رؤية الإستهزاء في عينه
كان يراني كالدمية بين يديه
يحركني كيفما يشاء
"أبي من فضلك هذة رغبتي"
قلت باستهجان
فجأة شعرت بيده تمتد لشعري ليجذبني منه بقوة
"رغباتك ملك لنفسك
و لكن عندما يتعلق الأمر بمظهري إمام الناس فعليكي إرضائي
أفهمتي؟"
أردف بصوته الخشن بينما يديه لم تفارق شعري بعد
كنت أبكي بشدة ليرحمني من قسوته
و من صوتي العالي دخلت أمي
"أتركها.... أتركها"
و كمقاومتي له في طفولتي و قفت أمي في وجهه و دفعته بعيداً عني
فوقف أبي وانا ملقاة على الأرض ليقول
"إسمعا لن يحدث إلا ما أريد
إبنتك لن تلتحق إلا بكلية الطب
و أن لم يحدث فسأعتبر أن أبنتي ماتت"
خرج أبي و هو في حالة غضب
و على صدر أمي كنت أجهش بالبكاء
"هذه المرة ليس حلماً يا أمي
هذه المرة ليس حلماً
لقد ضربني أشد ضرب
أنا لن ألتحق إلا بكلية الفنون الجميلة أمي"
عانقتني أمي
عانقتني حتى شعرت بدموعها تتساقط على جبيني

 Misery|| 불행حيث تعيش القصص. اكتشف الآن