بعد تلك الصفعة قررت أن أنطوي في ذاتي أن لا أهتم إلا بسعادتي
أن أستكشف العالم الخارجي بطريقتيكان بإمكاني التعافي سريعاً من الاكتئاب،لكن طريقتهم معي جعلت التعافي منه شبه مستحيل
ففي تلك الفترة بدأ الجميع يتعامل معي على أنني مجنونة
لم أكن كذلك كل ما في الأمر أنني كنت أحاول جاهدة التأقلم مع الحياة!لا أحد يعلم معنى أن تجاهد من أجل أن تكون شخصاً طبيعياً
شخصاً يستطيع التحدث مع الجميع،
لا يخاف التجمعات
لا يتأثر بأفكاره السوداوية
يتعامل مع الحياة ببساطة و تلقائيةلا أحد يعلم قسوة أن تصارع مخاوفك اتجاه الناس
أن تتجنب حطامك و اكتئابك و تحاول الظهور في أفضل حالاتك
مع أنك لست كذلك
إن الأمر يتطلب الكثير من الجهد و الحذر
و الأصعب عندما يتعامل معك من حولك على أنك مختل
ثم يطالبونك بالعقل!
يرونك تتمايل فيطالبونك بالاتزان
ينظرون لك نظرات شفقة ثم يعاتبونك على أنك تكترث للتفاصيل!المشكلة لم تكن عندي أبداً،بل كانت في طريقتهم؛استطاعوا جميعاً أن يعاملونني بطريقة تؤكد أنني مريضة نفسية
و قد نجحوا!لم أسأل أمي عما حدث بخصوص اتهام أبي لي بالعار
لم أدافع عن نفسي
أصبحت مستسلمة لكل شئ
حتى أمي التي دافعت عنها إنضمت إليهم
مرت تلك الفترة أصعب مما كنت أتخيل
ظننت أنها ستستمر بهذا السوء
لكنني إكتشفت ما هو أسوأ
حتى يوم ظهور نتيجة الثانوية العامة.أخرجت أوليفيا من حقيبتها لوحة مهترئة و أعطت اللوحة إلى يوستانيا التي أعجبتها اللوحة كثيراً رغم اهترائها
"ما رأيك"
"رائعة"
قالت العجوز بانبهار
ابتسمت أوليفيا بخفة و واصلتبعد ظهور نتيجة الثانوية كان هناك عدة اختبارات للقبول في كلية الفنون الجميلة
وقتها كنت في حالة سعادة عارمة
و كنت متحمسة جداً للفكرة
أعرف أنني موهوبة و كانت تلك الفرصة الأولى لإثبات موهبتي
لم أهتم بأراء أقاربي
و لا بالنقاش الذي حدث بين أبي و أمي عن مجموعي الذي لا يؤهلني لكليات القمة
كانت سعادتي أكبر من ضجيجهمحتى يوم دخل أبي غرفتي غاضباً و سألني عما أفعل
كنت حينها أضع سماعات الرأس و مشغولة بالرسم و الموسيقى فلم أنتبه لوجوده
و لكنه إقترب أكثر ثم أمسك اللوحة و الألوان و حطمهم أمامي قائلاً
"أهذا ما حصدته؟ كل ما صرفته على تعليمك ينتهي بتلك التفاهه؟"
صمتت مصدومة مما يفعل
على جدران غرفتي كانت لوحاتي
مزقها جميعاً
كان ثائراً يبحث عن تحطيم أحلامي
فتش في الخزانة حطم كل متعلقاتي الشخصية و هو يقول
"أنتِ تافهه أنتِ خيبتي العظيمة"
كنت صامتة
أجلس على الأرض أشاهده و هو يحطم و يكسر و يمزق أحلامي
الموسيقى العالية ربما أثارت غضبه فحطم الهاتف
"أنتِ فاشلة،أنتِ خيبتي العظيمة،أنتِ عاري"
تدخلت أمي و حاولت إيقافه لكنه دفعهاً بقوة قائلاً
"أنتِ السبب فيما تفعله هذه الملعونة،أنتِ السبب في فجرها و سقوطها،أنتِ السبب في أفكارها الشيطانية"
مزق ملابسي التي بالخزانة
حتى الحاسوب لم يسلم منه
و أدوات التجميل لم تعد صالحة للإستخدام
لقد أراد في تلك اللحظة أن يحطم كل شئ
و ها قد فعل
و لكنه لم يدرك أن تحطيمه لمثل هذه الأشياء كانت أقل الخسائر بالنسبة لي
فلقد حطم ما هو أثمن و أعمق من اللوحات و الألوان
لقد حطم قلبي و مشاعري نحوه
لم يكن صمتي ضعف أبداً
كان بإمكاني الصراخ في وجهه
كان بإمكاني مواجهته
كنت أستطيع الدفاع عن أغراضي
صمتي لم يكن إلا مسماراً أخيراً في نعشه بالنسبة لي
صمتي كان جنازة مهيبة لوفاته بداخلي
أردت الإنتقام و لكن بطريقتي
و أشد طرق الإنتقام أن تدفن شخصاً في قلبك و هو لا يزال على قيد الحياةخرج بعد أن ركلني بقوة و بصق على وجهي
بصق على بقايا قلبي
و بعد هذا اليوم أعتبرت أبي في تعداد الموتى
طويت صفحته في حياتي
حتى أمي التي كنت أضع عليها أمل في الدفاع عني للمرة الثانية جعلتها سلبيتها لا تختلف كثيراً عن أبيإنتهت علاقتي بهم و للأبد!
~~~~~
حدثت أخيراً😂❤️
أتمنى البارت يعجبكوا❤️✨
أدعموني💙✨
أنت تقرأ
Misery|| 불행
Random•"مرحبا!اسفة على هذه المكالمة،أعرف أنك الأن قد تراني فتاة ليل او مختلة،و لكن لا يهم،أنا فقط أريد منك الإستماع إلي لبعض الوقت." "أنا معك" •بَارك اُولِيفيَا •مُكتمِلة •Graphics By Violet