Ep2

173 9 2
                                    

يجلس على كرسيه الهزاز بجوار النافذة ينظر لها تارة و لأوراقه تارة أخرى تكسر سكينته قرع الباب
ممرضة : سيدي هل يمكنني الدخول
اعتدل في جلسته و رد عليها
عامر : نعم تفضلي
تقدمت الممرضة بخطوات مرتبكة مطأطأة راسها في الأرض تلاعب أصابعها بتوتر
عامر : ما الأمر الذي جعلك متوترة هكذا ؟
الممرضة : سيدي المريضة شمس ...
عامر : ما بها شمس ؟
الممرضة : حاولت الانتحار مرة أخرى
زفر عامر في الهواء يحاول تمالك أعصابه
عامر : هذه الفتاة لا تمل ابدا من محاولات الانتحار الفاشلة .. متى فعلتها ؟
الممرضة : في الليل عندما تعود لمنزلك سيدي تنتهز فرصة غيابك و تعلم اننا لا نسطيع السيطرة عليها حتى تهدأ وحدها
صمت عامر قليلا ثم أرجع بنظره إلى شمس التي كانت مستلقية تحت ظل شجرة تحادث نفسها و تضحك
عامر : جهزي حقيبتها سآخذها لمنزلي
الممرضة : حاضر سيدي
خرجت الممرضة و هي في أقصى غضبها
الممرضة : ما أعجبه في هذه المجنونة مثلا ! لماذا يهتم بها كثيرا لم أعجبه انا ! حقا مجنوون اوففف
... بعدما خرجت الممرضة ارجع عامر راسه على الكرسي اخذ هاتفه و بعث برسالة لزوجته
" جهزي غرفة الضيوف ساحضر شمس إلى المنزل "
و أغلق هاتفه مباشرة يعلم أنها ستعاود الاتصال مهددة بعدم إحضارها لكن ليس عمر الذي تحكم فيه أوامر إمرأة
اغمض عينيه لتقابله صورة شمس عندما أحضروها إلى المستشفى قبل سنتين ....
______ قبل سنتين ____
كان عامر يشخص حالة احدى مرضاه حتى سمع صراخ قوي تقشعر له الأبدان خرج بسرعة الى البهو لتقابله كتلة من البرائة عيناها و انفها احمرو من البكاء الكثير نحيلة جدا و عليها ضمادات أدخلوها فورا إلى الغرفة و اعطوها مسكنا لتنام فضلت تشهق حتى غفت و نامت أحس عامر ان قلبه انكسر فور رؤيته لهذه الفتاة الصغيرة تبكي فراح يسأل من أحضرها .
الموظف : مرحبا سيدي
عامر : اهلا *** من هذه الفتاة
الموظف : اتصلو بنا من المستشفى و أخبرونا أن الفتاة تأزمت نفسيا و طلبو نقلها الى المصة من اجل العلاج
عامر : و لكن ما بها ؟
الموظف : أحضرها شخص أخبرهم انه وجدها مغمى عليها في الطريق
عامر : حسنا شكرا
دخل عامر الغرفة يتأمل هذه البراءة و هي نائمة حزن لحالها فراح جلس امام سريرها يمسح بقايا الدموع على خديها و يفكر فيما كان سبب حالتها هذه
... استيقضت في الصباح لترى رجلا وسيما ينظر لها و يبتسم تأملته مطولا ثم انتفضت عندما أيقنت انه ليس حلما
شمس : أ....ين أنا
عامر : انتي في المشفى اهدأي من فضلك
تذكرت شمس ما حصل لها فبدأت تبكي ليجذبها إلى حضنه فتزيد شهقاتها حتى هدأت و عاودت النوم
ارجعها إلى الوسادة لتنام فوجد اسما منقوشا على قلادة في رقبتها
عامر : ممم اسمك شمس إذا .. ابتسم
........
استيقض من ذاكرته و هو حزين ... نعم حزين لانه مدى عامين لم يعرف السر الذي تخفيه شمس و حالتها التي عجز عن معالجتها كان يحس أنها لا ترتاح ابدا في هذا المشفى و مع زيادة محاولات انتحارها قرر أخذها معه إلى منزله .. يعلم أنه ليس بالأمر السهل ان تتقبل روان شمس لكن لن تفرض رأيها عليه ككل مرة ...
___________
#SalsaBil

ملاذي الأخـير🤍 (سلسلة عشق غير متوقع ) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن