خفقات قلبها كانت أسرع من خطواتها الواسعة التي كانت تحاول بها مجاراة ذلك الحائط البشري الذي يتحرك أمامها قائداً للطريق .. تشعر وكأن الجدران من حولها تعرفها كما تعرفها هي .. يفوح منها عبق ماضٍ أليم تناسته لسنوات .. إعتصرت عيناها علها تمنع دمعات الألم التي تحرق مقلتيها مهددة بفضح حالة الرعب التي تعتريها بينما تتحرك بخطوات واسعة صوب المجهول .. رعشة امتدت على طول عمودها الفقري عندما توقف أخيراً وهو يهمهم بحديث مقتضب مع ذلك الواقف على باب الغرفة ، حديث لم تستوعب فحواه بينما هي غارقة حتى النخاع في هواجسها الخاصة .. طرقات الأخير المنتظمة على باب الغرفة سحبتها عنوة من زحمة أفكارها تبعها بفتحه له ثم دلوفه تاركاً لهما خلف بابها المغلق .. بعد أقل من دقيقة فتح الباب من جديد وخرج الرجل وهو يشير لهما نحو الغرفة في دعوة للتقدم للداخل .. وجيب قلبها كاد يصم أذناها بينما فشلت كل محاولاتها للسيطرة على رعشة أناملها المتوسدة قمة بطنها المنتفخ .. تحركت بقدمان كالهلام لداخل الغرفة خطوة واحدة تبعها انتفاضها مجفلة عندما أغلق الباب من خلفها فجأة .. حدقت في ظهر الرجل الضخم أمامها والذي حال بينها وبين رؤيتها لمضيفها ولكن عيناها التقطتا الحذاء الرياضي الأنثوي لتلك الجالسة على المقعد المقابل للمكتب المحجوب جزئياً عن رؤيتها، ابتلعت ريقها الجاف بتوتر يوازي رعشة أناملها، صوته المهيب لازال يحمل أثره السابق على دواخلها بينما يحادث مرافقها بعملية وهو يصرفه لخارج الغرفة، عيناها اللاتي ترقرقتا بالدموع الحبيسة الآن بين أهدابها توقفتا أخيراً على مضيفها، هيأته الضخمة وملابسه الأنيقة، عيناه الثاقبتان اللاتي ورغم مضي السنون لازال لهما نفس الأثر المرعب في نفسها، أشار نحو المقعد المقابل لضيفته الأخرى وهو يقول بعملية ،،،،،
أنت تقرأ
أهازيج الضلال
Mystery / Thrillerللأهازيج صنوف عدة، منها للفرح ومنها للحزن، منها للسلام ومنها للحرب صوت الأهازيج يجذبنا، يطربنا، ومنها ما يثير ريبتنا ويصرعنا بينما نحن كعرائس الماريونت، تحركنا خيوط وهمية صوب ستار داكن تتناثر من خلفه الدماء !!!