الصمت اللعين كان مسيطر على أجواء الغرفة ... صمت مهيب لم تشأ قطعة بينما ترى الأخيرة تسبح بلا قدرة على العودة من زحمة ذكرياتها ... تنهدت بصبر وهي تعود بظهرها لتستند على ظهر مقعدها ... تتفحص تباين الإنفعالات على ملامح هناء والتي على ما يبدو لم يكن لها وقتئذ نصيب من إسمها ...
بأنامل مرتعشة عدلت هناء من وشاح رأسها وهي تعتصر عينيها وكأنها بذلك ستمحو الصور التي تتابعت على رأسها دون هوادة، بينما الأخيرة تنتظرها بصبر يبدو أنها قد اكتسبته من سنوات عملها، تتذكر فرحتها الإفتراضية وهي في طريقها نحو عشها السعيد، قصتها الحالمية التي ستعلن عن بداية أول فصولها حال وصولها لزوجها، لم تبالي بوحشة الطريق والترقب مسيطراً على كل حواسها، تبتسم ببلاهة في الوجوه المحدقة بها، ولما لا وهي العروس التي أصرت والدتها على سفرها لزوجها وهي ترتدي فستان زفافها، سعيدة تكاد تقسم انها لو كانت تملك جناحان لحلقت بهما صوب عشها السعيد، رغم توترها الطبيعي كبكر في ليلة زفافها، ولكنه فاروق الحنون، فاروقها ورفيق دربها الذي ينتظرها في مطار بنغازي، فاروق الذي بمجرد حصولها على شهادتها الجامعية أصر على قدومها إليه في أقرب فرصة ،،،،،
سحبت نفساً عميقاً وهي تفتح عينيها أخيراً لتواجه تلك التي تتأملها بفضول وهي تقول بعد زفرة طويلة ،،،،،
أنت تقرأ
أهازيج الضلال
Mystery / Thrillerللأهازيج صنوف عدة، منها للفرح ومنها للحزن، منها للسلام ومنها للحرب صوت الأهازيج يجذبنا، يطربنا، ومنها ما يثير ريبتنا ويصرعنا بينما نحن كعرائس الماريونت، تحركنا خيوط وهمية صوب ستار داكن تتناثر من خلفه الدماء !!!