هرعت لخارج غرفتها وهو تسدل وشاح وجهها بسرعة عندما وصلتها أصوات التهليلات والتكبيرات في الخارج ... لم تعتد تلك الجلبة المبالغ بها من قبل لذا عقدت بين حاجبيها والفضول يتآكلها ... وحمداً لله انها كانت ترتدي إسدال صلاتها التي انتهت منها للتو ... تلفتت حولها تطالع النسوة اللاتي بدأن كذلك في الخروج من جحورهن بفضول يماثل خاصتها ... اتسعت عيناها وهي تطالع المشهد أمامها ... مجموعة من الرجال يتشحون كاملاً بالسواد يرفعون أسلحة بيضاء ملوحين بها في الهواء وسط عصبة أكبر تلتف حولهم، يرفعونهم بسعادة فوق الأعناق وأصوات التكبيرات تتعالى في الأجواء بشكل مهيب ... توقفت عيناها على زوجها الذي كان أحد متشحي السواد وهو يبتسم بسعادة وكأنه قد حرر القدس ... يلوح بسلاحه ...... وضعت يدها على فمها تكتم شهقتها عندما لاحظت النصل الدامي لسلاحه ... أدمعت عيناها وهي تتراجع للخلف رغماً عنها ... إصطدمت بإحداهن لتلتفت بذعر قبل ان تتمتم بكلمات إعتذار سريعة رغم عدم إكتراث المرأة الأكبر سناً لها وهي تطالع المشهد أمامها بحماس آلم صدرها ... لا تعلم كيف وصلت لغرفتها التي إستشعرتها تبعد أميالاً لا حصر لها ... أغلقت الباب خلفها وهي تستند عليه بظهرها بينما ترفع وشاح وجهها محاولة إلتقاط أنفاسها بصعوبة ... أصوات التهليلات لم تخفت رغم إغلاقها للباب لذا رفعت كفيها لتضعهما على أذنيها وهي تحرك رأسها نفياً بينما دموعها تنساب على وجنتيها بغير حساب ولا تعلم لكم بقت على ذلك الحال حبيسة جدران غرفتها
أنت تقرأ
أهازيج الضلال
Mystery / Thrillerللأهازيج صنوف عدة، منها للفرح ومنها للحزن، منها للسلام ومنها للحرب صوت الأهازيج يجذبنا، يطربنا، ومنها ما يثير ريبتنا ويصرعنا بينما نحن كعرائس الماريونت، تحركنا خيوط وهمية صوب ستار داكن تتناثر من خلفه الدماء !!!