" ربما سنلتقي مجدداً ، عندما سنكون أكبر قليلاً.
عقولنا أقل هيجانا، وسأكون مناسبا لك وستكون مناسبا لي ..كانت كلمات أغنية " بكتب أسمك يا حبيبي / المطربة المشهورة فيروز " تدور فى كاسيت السيارة ؛ تستمع لهذه الكلمات وهى تقود سيارتها عائدة من عملها فى منتصف الليل بعد أن أنهيت نبطشيتها فى المستشفى ؛تستمع لهذه الأغنية بهدوء لتصفي
ذهنها بعد تعب وأرهاق يوم بأكمله وسط المرضي والعلميات الجراحية .. يقطع لحظتها هاتفها المحمول وهو يدق بأسمه "حسن" .. تلتقطه من جانبها وتجيب عليه بهدوء وصوتها الرقيقة
- حسنسألها بحزم وجدية :-
- أنتى فين يانور بدور عليكي فى المستشفي كلها مش لاقيكيأجابته وهى تقود سيارتها بتعب :-
- خلصت العملية وطيرت هموت وأنام ..كنت عايزنى فى حاجةتتتنهدت بتذمر ثم قال :-
- سلامتك كنت عايز أوصلك بس عشان الليل والوقت متأخر متروحيش لوحدك-ربنا يخليك ياحسن
تتحدث معه وهى تقود سيارتها البيضاء لتظهر لها سيارة نقل من العدم أمامها .. تفزع وتترك الهاتف من يدها بخوف وهى تمسك مقودة سيارتها ب كلتا يديها وتصرخ بفزع ؛ تلك لحظات الخوف التى تأتي إلينا فى لحظة ترعب قلبنا وتجعله ينقبض بقوة وتقشعر جسدنا من الخوف .. أكثر شعور قد يدمر شخص.. الخوف من فقد شئ تملكه .. الخوف الداخلى الذي نعيش به ..خوف كلمة مكونة من ثلاث حروف ولكنها تفعل الكثير والكثير بنا .
تتفادي السيارة بأعجوبة وهى تنظر للخلف عليها غير مصدقة أنها مازالت حية ولم تمت وتأخذ نفسها بصعوبة وبدأت تشعر ببرودة جسدها من الخوف ؛ تنظر للأمام لتكمل طريقها ، فتصطدم بفتاة تعبر الطريق خرجت منها صرخة قوية بخوف هى والفتاة لتصدمها بسيارتها ، توقف السيارة وهى ترتجف فى وهلة من صدمتها ، ولم تصدق أنها أصبحت قاتلة ونسيت أمر أن "حسن" على هاتفها أنقبض قلبه مع صراخها؛ تنزل بسرعة بقدمي مرتجف لا تستطيع حملها .. نظرت للفتاة على الأرض والدماء تسيل بغزارة من رأسها ... تسند بيديها على سيارتها بخوف من ما فعلته أصبحت الآن قاتلة ، أرادت أن تنقذ روحها من الموت ، ولكن أخذت بروح أخري بريئة إليه بدلاً منها ،تنظر للفتاة وهى ترتجف ودموعها تتساقط كفيضان شق طريقه على خديها ولم يتوقف عن الهبوط من بين جفنيها ورموشها ،تنظر لها الفتاة "ملك" وهى تراها بصورة غير واضحة ترفع يديها الملوثة بدماءها لها تستنجد بها رغم أنها هى من فعلت بها ذلك ، تقترب "نور" منها بخوف وتجثو على ركبتيها بجانبها وهى تبكي بطريقة هستيرية كالطفل الصغير الذي أخطأ ويخشي العقاب .. سمعت صوتها الضعيف يخرج من بين شفتيها وهو يحمل نبرة ألمها ووجعها :-
- ارجوك ... أنقذي أبنى....وتغمض عيناها بتعب وهى مستلسمة تماماً لما حدث لها، لم تفهم "نور" جملتها أخذت تبحث حولها بأنظارها عن طفلها الذي تريدها أن تنقذه ولم تجده ... عادت بنظرها لـ "ملك" مرة أخرى بخوف وهى تري مغمضة عيناها وجسدها أصبح كلوح من الثلج وبرودته تزداد ... أمسكتها "نور" من أكتافها وبدأت تهزها بخوف وقال :-
- أبنك فين ..رد عليا ..ارجوك متموتيش .. أنا مقصدش والله ..رد عليا
أنت تقرأ
ملاذي الآخيرللكاتبه نور زيزو
Roman d'amourجميع حقوق الملكية تخص الكاتبه نــور زيـــزو الفيس بوك: روايات نور زيزو