الشفرة الحادية عشر|| عندما تعطيك الحياة سبباً للبكاء

70 6 10
                                    

"عزيزتي، هنالك أمرٌ أنا لم اخبرك عنه مسبقاً.. إنه عن ماضيك" قالتها سوزان بجدية.

قطبت ايرين حاجبيها لتكمل سوزان "في الحقيقة أنتِ لم تصلي لباب الميتم كغالبية الأطفال هنا، لقد وجدتك امرأة تقفين في الطريق العام وسط الثلوج وانتِ تجهشين بالبكاء، حاولت التحدث معك وتهدئتك ولكن بلا فائدة، انتظرت معك لفترة ولكن لم يظهر أحد لأخذك فأخذتكِ هيّ إلى مركز الشرطة، الذين بدورهم حاولوا التحدث معك وتهدئتك أيضاً ولكن بلا فائدة. لقد اتصلوا على الخدمات الاجتماعية الذين بدورهم اتصلوا بميتمنا نظراً انه الأقرب، ذهبت بنفسي إلى هناك.. لقد هدأتِ وقتها وتوقفتِ عن البكاء حاولت التحدث معك ومعرفة اسمك وأين تعيشين وما حصل لوالديك ولكن بلا فائدة لقد كنتِ صامته للغاية، لهذا سميناك جاين دوو (مجهولة) اخذتك للميتم بينما نشرت الشرطة خبر فقدانك...

"ولكن حتى عندما كنتِ في الميتم أنتِ لم تتحدثي أو تلعبي مع الأطفال، عندما أخذتك لتغيير ملابسك لملابس دافئة وجدت أنكِ ترتدين عقداً" واكملت وهي تسير متجهة لمكتبها "لقد احتفظت به لأخبرك بعد أن تكبري عنه ولكن حصلت بعض الظروف من سفري وغيرها أدت إلى تأخري.. آسفة على ذلك" قالت اعتذارها وهي تنظر لآيرين بحزن لتفتح أحد أدراج مكتبها وتخرج منه علبة خشبية، عادت لتجلس بجانب آيرين هذه المرة فتحت الصندوق واخرجت منه عقداً فضياً يحمل خاتمين متطابقين في التصميم ولكن يختلف حجمهما.

مدت يدها لآيرين لتأخذ العقد بيدين مرتجفه لتتمتم "أنا لا أعتقد أنه قد تم التخلي عنك..."

ظلت آيرين تحدق بالخاتمين المزخرفيّن بعينين غارقة بالدموع، انتبهت لنقشٍ داخل الخاتم الأصغر عبارة


"Ich liebe dich zum Tod -J"


عقدت آيرين حاجبيها وحدثت نفسها بصمت "ألمانية؟" أما الأكبر فنقش عليه عبارة


"you are my happiness -M"


احكمت قبضتها حول الخاتمين لتنزل رأسها وترخي جبينها على قبضتها لتبدأ الدموع بالنزول وتجهش بالبكاء.

تعالت صوت شهقاتها المتألمه، لتتحرك سوزان وتحتضن آيرين وتربت على ظهرها قائله "لم يتأخر الوقت للبحث عنهم.. أنتِ ذكية آيرين تستطيعين البحث عنهم وإيجادهم بسهوله فالنقش على الخاتمين مميز لا اعتقد أن كثيراً من المتاجر تبيع هذا التصميم!"

لتقول مخاوفها من بين شهقاتها "ماذا إذا لم يريدونني؟ ماذا لو كانوا قد تخلوا عني بالفعل؟"

"هذا سيكون سوء حظٍ لهم فمن لا يتمنى ابنه جميلة وذكية مثلك؟ أعرف أنني اتمنى هذا، لهذا يوجد أوراق تبني تحمل اسمك في درج مكتبي!"

ابتعدت آيرين عن حضن سوزان لتعقد حاجبيها وتسأل بوجهٍ محمر ومليء بالدموع "ما الذي تتحدثين عنه؟"

لتبتسم بخجل وتقول "لقد ملأت نموذج التبني منذ سنوات لك ولقويندولين، لقد أحببت كلتاكما كأبنتاي ولكن لم أرغب بأن اضيع فرصة تبني جيدة لكم أو حتى فرصة إيجاد عائلتكما الحقيقية لهذا ابقيتهم في درج مكتبي تحت خطة أن أقدم الطلب قبل أن تبلغوا الثامنة عشر.." تنهدت لتكمل "ولكن تلك الخطة لم تنفذ نظراً لسفري وظهور عائلة قويندولين وخروجك أنتِ..."

احتضنت آيرين سوزان بقوة وقالت "حقاً ما الذي فعلته لأستحقك سيدة سوزان، إنك مذهله والسبب في جعلي ما أنا عليه الأن، حقا أنا شاكره لك وسأظل ممتنه لكِ طيلة حياتي!"

ودعت آيرين سوزان وخرجت من الميتم، هي لم تكن مركزه تماماً في خطواتها فقد كانت منغمسة في افكارها وتنظر بتمعن في الخاتمين في يدها، تمتمت تحت نفسها "ما الذي تعنيه العبارة الألمانية؟ حقاً لماذا لم اتعلم الألمانية اي-" قطع حبل افكارها باصطدامها بالشخص امامها، رفعت رأسها مباشرة لتعتذر ولكن عقد لسانها عندما ميزت من التي تقف أمامها بملابس سوداء باهضة الثمن وحقيبة من مصمم عالميّ وترتدي نظاراتٍ شمسية تغطي عيناها الكستنائية، حالما التقت أعين الفتاة بآيرين رفعت حاجبيّها بتفاجؤ لتقول بهمس "آيرين..."

تمالكت الفتاة نفسها ورفعت نظاراتها الشمسية لتثبتها فوق شعرها الكستنائي وتقول بابتسامة صفراء "لقد مرت مدة آيرين.."

اشتدت قبضة آيرين على الخاتمين في يدها لتقول بهدوء "قويندولين... لم أتوقع رؤيتك هنا.."

جرحت قويندولين عندما سمعت اسمها كاملاً لتتذكر تلك الليلة التي انهت كل شيء ولكنها تجاهلت مشاعرها لتتردد قليلا في اجابتها على آيرين وتقول "أستطيع قول الأمر نفسه لك... لم أتوقع رؤيتك هنا.. واجابةً على سؤالك لديّ عملٌ هنا.."

'انها تكذب... وما خطب عينيها إنها حمراء كما لو كانت تبكي.. هل حصل أمرٌ ما؟' حدثت آيرين نفسها وهي تحدق بملامح قويندولين، لاحظت حاجب قويندولين الذي ارتفع باستفسار لتلاحظ انها قد حدقت لوقتٍ طويل انزلت نظرها ليديها وقالت بهدوء "لقد عادت مديرة الميتم السيدة سوزان وكانت ترغب بمقابلتي..."

اتسعت أعين قويندولين بتفاجؤ ولكنها قوطعت بصوتٍ عميق ينادي "ريد!"

استدارت قويندولين لمصدر الصوت في ذات وقت رفع آيرين لرأسها ليجدوا أريان واقفاً مرتدياً كمامته السوداء واضعاً كلتا يديه داخل جيوب بنطاله، يرفع حاجبه الأيمن منتظراً آيرين لتتحرك لكي يعودوا إلى مخبأ أريان الواقع تحت الأرض.

نطقت آيرين بصوتها الهادئ وعيناها لاتزال ملتصقه بأريان "آه عليّ الذهاب الأن، وداعاً قويندولين.."
بدأت بالسير تاركةً قويندولين متسمره في مكانها، فضولها يأكلها حول ما تحدثت أيرين عنه مع السيدة سوزان.
__________
__________
#انتهى
اراؤكم وانتقاداتكم؟
توقعاتكم للاحداث القادمة؟
وشكرا لقراءتكم 💕

Lost Code || شفرة ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن