الشفرة الخامسة || اسئلة بلا علامة استفهام

115 10 20
                                    

الثاني عشر من مايو عام ٢٠٢٠، إنه يوم الأم في كندا.
الوقت التاسعة صباحاً، في مدينة فورت سميث، مجمع هيرنانديز تحديداً.

تسير تلك الفتاة الشابة بشعرٍ بني قصير لا يكاد يصل كتفيها، مموج وترفع نصف شعرها في كعكتان متوازيتان تضع مساحيق تجميل خفيفة فقط لتظهر بشرتها بشكل صحي وأكثر اشراقاً، ترتدي نظارات دائرية كبيره بإطار معدني نحيف، أما ملابسها فهي ترتدي سترة ربيعية ذات لون اسود واسعة للغاية مع بنطال ضيق أبيض اللون ولكنه مريح واحذية كونفيرس سوداء.

هي تسير من دون أن تلقي بالاً بما حولها وتركز نظرها فقط على هاتفها المحمول بين يديها النحيلتين، كل ما تحاول فعله هو تجاهل تلك الذكرى الصغيرة التي زارتها وهي نائمة، فقدّ تقفز من السعادة إن لم تتماسك قليلاً.
تفاجئت باحساسها بثقل زائد على كتفها لتستدير وتقع عينيها على ذو الشعر الأسود يرتدي نظاراتٍ شمسية ويبتسم ابتسامته المميزة التي تظهر صفاً من الأسنان البيضاء.

تحركت شفتيّ صاحب الشعر الأسود ليخرج صوته ثقيلاً ومليئاً بالنعاس "قويندولين عزيزتي، ما الذي تفعلينه في هذا الصباح الباكر؟"

لتفلت ضحكه خفيفة من ذات الشعر البني وتقول له بنبرة تثبت الحقائق "ذاهبه لتناول الإفطار مع العم فيكتور مثل أي يومٍ آخر، ماذا عنك أيها الكسول؟ إنها أول مرةٍ أراك فيها منذ اربعة أشهر؟!"

"ماذا هل اشتقتي إلي؟ ولكن أنا لست كسولاً." وانزل يده إلى أن توقفت على أخر ظهرها وأكمل حديثه وهو يدفعها بخفه للأمام لتجاريه بالسير "كل ما في الأمر إني كنت اعمل على مشروعٍ مهم..." وتمتم بهمس "بالإضافة الى أنى لست شخصاً صباحياً.."

"هل انتهيت من العمل عليه؟" تسائلت قويندولين.

اجابها كييث بتنهيده "وللاسف لا، لقد علقت في جزء البحث عن شخصٍ معين ولم أستطع ايجاده..."

"ومن يكون هذا؟"

اضاءت عينيه بحماس ليجيبها "إنه مخترق معروف يسمي نفسه ب "ريد'"

عقدت قويندولين حاجبيها بحيرة ورددت اسمه بهمس "ريد؟" لتكمل محدثةً نفسها بصمت "أين سمعت به من قبل؟"

ليكمل كييث حديثه بحماسه "لا أحد يعرف ما جنسه او عمره او اين يعيش! لقد اخترق العديد من اجهزة الامن المعروفه حول الدوله وخارجها ولم يقبض عليه أحد!" تنهد مره اخرى لهذا اليوم وأكمل حديثه "ولكنه اختفى عن الساحة لفترة ولا أحد يعلم ما حصل له..."

"وكيف تنوي إيجاده؟" سألت قويندولين.

اجابها كييث بحيرة "أنا لا أعلم فلم أخطط للأمر بعد..."
"ولماذا تريده على أية حال؟"

"إنها أمورٌ تتعلق بالحواسيب لن تفهميها يا طالبة الطب!" اجابها ليعيد يديه إلى داخل جيوب بنطاله الأسود ويكمل سيره بخطواتٍ واسعه.

Lost Code || شفرة ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن