الشفرة التاسعة عشر || في نهاية طريقٍ مختلف

48 9 5
                                    

مرورة القهوة السوداء ورائحتها الزكيه احاطت عقلها بذكرياتٍ عن هذا المكان، مقهى صغير بدأت بإرتياده منذ ثلاثِ سنوات شهدت جميع تغيراته من مقهى يستهدف الفتيات بطابع لطيف وريفي إلى أن اصبح الأن مقهى للقراءة يتسم بالهدوء والطبيعة الدافئة بجدارٍ كامل من الكتب النادره وكذلك الجديدة والغريبة، تذكرت أحداث أول يومٍ خطت فيه قدمها داخل هذا المقهى كم كانت احداثه غريبه...

انزلت كوب قهوتها السوداء وامسكت بعقدها الذي يرتاح حول عنقها، تتحسس الخواتم المعلقه به... امرٌ اعتادت على فِعله واصبحت تفعله بطريقة تلقائية لتتأكد أنها لم تفقده، سمعت صوت رنين الجرس لتبعد نظرها عن النافذه وترى الزائر الجديد للمقهى.

ارتفعت اطراف شفتيها حالما رأت شعرهُ الأشقر المرتب، عينيه الزرقاوتين تتفحصان المكان بهدوء، رفعت يدها ولوحت بها لينتبه لها ويبتسم ابتسامته الصغيره ويتحرك مقترباً لها.

"صباح الخير كاميرون" قالتها بابتسامه حالما جلس أمامها.

"صباح الخير آيرين، كيف كان اسبوعك؟" اجابها بسؤاله.

تغيرت ملامحها للمتعبه وهي تتذكر ما كانت تفعله طوال الأسبوع، جلوسها أمام الحاسوب لساعاتٍ طويلة في مقرها الجديدة محاولةً اختراق إحدى الشركات لعميلٍ ما "لقد كان متعباً للغاية! ماذا عنك؟ هل من جديد في عملك في المستشفى؟"

"مرضى جدد، ازعاج كاميليا المعتاد... لا شيء يستحق الذكر..."

ضحكت بخفة متذكرةً انزعاجه من شقيقته التوأم كاميليا "حقاً أرغب بمقابلة هذه الكاميليا، في كل اسبوع منذ أن تقابلنا هنا قبل شهر وهي موجودة في كل تعليقاتك عن اسبوعك 'ازعاج كاميليا المعتاد' هي الوحيده التي رأيت انها اظهرت جانبك المنزعج!"

"آخخ، دعيكِ منها! هي تزعجني كل يوم منذ فترة عن سبب 'اختفائي كل يوم سبت من الصبح'" انحنى على الطاولة قليلاً ليقترب من آيرين ويكمل باشمئزاز "هي تظن أنني أواعد أحداً!"

لتضحك آيرين وتقلد حركته وتقول ساخرةً منه "يا إللهي!! إن كنت ستواعد أحداً فهو عملك!" لتكمل ضحِكها حالما رأت ملامح كاميرون المنزعجه وعبوس شفتيه.

رفع حاجباً بانزعاج من سخريتها منه ويقول "هذا ليس مضحكاً، أنتِ تذكرينني بابن عمي!"

"شخصٌ آخر مثير للاهتمام من عائِلتك؟"

"لا إنه شخصٌ احمق آخر من عائلتي والذي اظن انه واقعٌ لابنة عمي الآخر... ولكن لا مستقبل لتلك العلاقة..." تنهد واكمل مغيراً للموضوع "ماذا عنك لم تحدثيني عن عائلتك يوماً؟"

"لا شيء يستحق الذكر، فلا وجود لعائلة في حياتي... ولكن حالياً اعيش مع ثلاثة من الأشخاص المثيرين للاهتمام واعتقد انني آراهم كعائله..."

Lost Code || شفرة ضائعةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن